أقيمت فوق إحدى عجائب العالم القديم.. كيف تبدو قلعة "قايتباي" في مصر"؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تبرز قلعة قايتباي في الإسكندرية بموقعها المميز على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث شيدت منذ أكثر من 500 عام فوق أنقاض إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، أي فنار الإسكندرية القديم.
وتعد قلعة "قايتباي" من أجمل القلاع الحربية بحوض البحر المتوسط، وقد اهتم بها سلاطين وحكام مصر على مر العصور التاريخية.
ويعود تاريخ بناء قلعة قايتباي إلى عام 882 هجري / 1477 ميلادي، عندما أمر السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي ببناء برج عظيم في موقع فنار الإسكندرية القديم، عند الطرف الشرقي لجزيرة فاروس، وفقاً لموقع وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري المصرية.
ويعود سبب تشييد القلعة، التي اكتملت عملية بنائها بعد عامين في 884 هجري / 1479 ميلادي، إلى تحصين مدينة الإسكندرية وحمايتها من الاعتداء الخارجي وبالتحديد من الدولة العثمانية، التي بدأت تغير اتجاه فتوحاتها من أوروبا إلى الشرق، فحاول السلطان قايتباى أن يحصن الثغور المصرية، وبدأ ببناء العديد من القلاع، بحسب موقع وزارة السياحة والآثار المصرية.
وفي حديثه مع موقع CNN بالعربية، يقول المصور المصري، محمد ورداني، الذي وثق أرجاء القلعة خلال زيارته الأخيرة عام 2018، إن شغفه بتاريخ وحضارة مصر دفعه لتوثيق هذا الصرح التاريخي من خلال رؤيته الخاصة، ليصبح سجلاً للأجيال القادمة.
واهتم المصور، الحائز على العديد من الجوائز، بتوثيق فكرة إنشاء القلعة فوق بقايا حجارة إحدى عجائب الدنيا السبع التي ذكرها الإغريق، بحسب ما أوضحه.
ويشير ورداني إلى أن قلعة قايتباي تمتاز بإطلالتها على البحر وموقعها الاستراتيجي، حيث يحيط بها البحر من ثلاث جهات.
ويرى ورداني أن أهم ما يميز القلعة من الداخل هو "التصميم الهندسي العظيم" للممرات والسردايب الخاصة بالجنود.
وبنيت القلعة على مساحة قدرها 17 ألف و550 متراً مربعاً، ويحيط بها البحر من ثلاث جهات، وفقاً لموقع الهيئة العامة للاستعلامات.
وللقلعة مدخل رئيسي بالجهة الجنوبية الغربية على هيئة برجين على شكل ثلاثة أرباع الدائرة، وتتضمن سورين يمثلان نطاقين دفاعيين، وفقاً لموقع وزارة السياحة والآثار المصرية.
وتتكون القلعة من ثلاث طوابق مربعة الشكل، وتوجد في أركان البرج الأربعة أبراج نصف دائرية تنتهي من أعلى بشرفات بارزة، وهذه الأبراج تضم فتحات لرمي السهام على مستويين، وفقاً للموقع الرسمي للادارة المركزية للسياحة والمصايف بالاسكندرية.
ويشغل الطابق الأول مسجد القلعة الذي يتكون من صحن وأربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع عن القلعة، وكان لهذا المسجد مئذنة إلا أنها انهارت مؤخراً، بحسب موقع الادارة المركزية للسياحة والمصايف بالاسكندرية.
ويشير ورداني إلى أن القلعة تضم مسجداً يبزر بأهميته كأحد أقدم المساجد المعروفة بالاسكندرية.
أما الطابق الثاني، فيحتوي على ممرات وقاعات وحجرات داخلية، ويضم الطابق الثالث حجرة كبيرة، "مقعد السلطان قايتباي"، حيث يجلس عليه لرؤية السفن على مسيرة يوم من الاسكندرية يغطيه قبو متقاطع، بحسب موقع الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالاسكندرية.
كما يضم هذا الطابق أحد الأفران لإعداد خبز البر المصنوع من القمح، وكذلك طاحونة لطحن الغلال للجنود المقيمين في القلعة.
ويوجد بالقلعة صهريج ضخم لتخزين المياه العذبة لاستخدام المقيمين بالقلعة، بحسب موقع وزارة السياحة والآثار المصرية.