منها واحة مستطيلة غريبة الشكل.. مصورة توثق معالم من "قصص الأجداد" بين كثبان الربع الخالي بأبوظبي

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في ظل ضغوطات الحياة التي نشهدها، لا ضرر أبداً في التخطيط لرحلة تخييم تحت السماء المرصعة بالنجوم. ولكن، عندما خططت المصورة الإماراتية نورة النيادي لرحلة التخييم الخاص بها، لم يكن هدفها الاستجمام، بل كانت لها مهمة في البال.

محتوى إعلاني

وتربت المصورة نورة النيادي، وهي من أبوظبي، مع والدها الذي كان يحب التصوير، وتوثيق الحياة الطبيعية حول إمارة أبوظبي باستخدام عدسة كاميرته. 

وشجعها ذلك على استكشاف عالم التصوير. وخلال أحدث مشاريعها في دولة الإمارات، وثقت النيادي التفاصيل المعمارية والتاريخية لحزام القلاع الجنوبي للبلاد.

محتوى إعلاني

شجعها حبها لرسم الخرائط

صورة جوية للمصورة نورة النيادي وهي تقف بجانب حصن مزيرعة. Credit: All photo credit reserved to Noura Al Neyadi

وتهوى النيادي قراءة ورسم الخرائط، وفقاً لما ذكرته في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.

وفي منتصف يناير/كانون الثاني من هذا العام، قررت المصورة الذهاب في رحلة تخييم فردية هدفها توثيق مشروع تراثي تعمل عليه حالياً.

وقالت المصورة: "الهدف منه رسم خريطة جديدة، وتوثيق التفاصيل المعمارية، والتاريخية لحزام القلاع الجنوبي لدولة الإمارات".

واحدة من الواحات التي يبلغ عددها 52 التي تشكل ليوا. وتقع هذه الواحة في عمق الكثبان الرملية وعلى بعد 12 كيلومتراً من الطريق الرئيسي. وتُعد هذه الواحة المستطيلة أكثر الواحات غرابةً وجمالاً بالنسبة للمصورة. Credit: All photo credit reserved to Noura Al Neyadi

ثم أضافت: "بذلك، قررت الذهاب، والتخييم لجمع المعلومات، وتصوير صور حديثة لحزام القلاع، وقياس المسافات اللازمة لهذا المشروع". 

الطريق بين الكثبان الرملية. Credit: All photo credit reserved to Noura Al Neyadi

واستغرقت رحلة المصورة أسبوعاً بدأت من العاصمة أبوظبي، وصولاً إلى محاضر ليوا، والتي تحب المصورة تسميتها بـ"بوابة الربع الخالي لدولة الإمارات"، حسب تعبيرها.

وبعد قضاء عدة أيام في هذه المحاضر وواحات النخيل فيها، استمرت النيادي في السفر نحو الكثبان الرملية العظيمة جنوباً.

وقطعت المصورة خلال رحلتها 848 كيلومتراً من وإلى نقطة البداية.

ليست أول رحلة تخييم فردية

بحر من أشجار النخيل. Credit: All photo credit reserved to Noura Al Neyadi

ولا تُعد هذه أول رحلة تخييم فردية للمصورة،  وأكدت على ذلك قائلةً: "التخييم بغرض التصوير أو الاستكشاف هواية أمارسها داخل الإمارات وخارجها. وحبي للطبيعة لا حدود له، فهي مصدر الإلهام الأول، و المتنفس للهروب من عالم المدينة المزدحم".

صورة لخيمة المصورة من الداخل. وكان الاستيقاظ على هذه الإطلالة من الكثبان الرملية كل صباح مميزاً بالنسبة للمصورة. Credit: All photo credit reserved to Noura Al Neyadi

وبما أن رحلتها كانت في فصل الشتاء، كانت درجات الحرارة المنخفضة جداً من التحديات التي واجهتها المصورة خلال الرحلة.

لافتة يمكن رؤيتها في الطريق باتجاه الجنوب. Credit: All photo credit reserved to Noura Al Neyadi

ومع ذلك، إلا أن رحلتها لم تخلو من اللحظات الممتعة، مثل مراقبة النجوم ليلاً.

وقالت النيادي إن "مشهد النجوم خيالي من هذه المنطقة"، إذ تكاد تكون مصادر التلوث الضوئي فيها "شبه معدومة".

مشاهد من "قصص الأجداد"

السلم الحلزوني المؤدي إلى برج إحدى القلاع. Credit: All photo credit reserved to Noura Al Neyadi

وخلال رحلتها، زارت المصورة مختلف المحطات التي "تم ذكر بعضها في كتب قديمة عن المنطقة، والبعض الآخر من قصص الأجداد في تلك المنطقة".

ومن أبرز المحطات التي زارتها النيادي خلال رحلتها هي محاضر (أو واحات) ليوا المختلفة، والتي يصل عددها إلى 52 محضراً، وفقاً لما ذكرته بلدية منطقة الظفرة في تغريدة.

وعُرفت هذه الواحات في الماضي بكثافة وتنوع النخيل فيها، وهي لا تزال تُعرف بذلك إلى اليوم، وفقاً لما ذكرته.

وزارت المصورة أيضاً حزام القلاع الذي يتكون من 8 قلاع تمتد في الحد الجنوبي لحدود الإمارات. 

وكانت روعة تلك القلاع ومدى جمال تصميمها المعماري القديم "من أكثر الأشياء إثارةً" من ضمن المعالم التي زارتها خلال رحلتها.

وأشارت النيادي إلى وجود معلومات محدودة عن القلاع التي زارتها، والتي استخدم بعضها للحراسة، أو لصد الهجوم.

ولذلك، تأمل المصورة أن يوفر مشروعها صورة حديثة، ومعلومات تراثية، ومعمارية عن هذه القلاع.

 

نشر
محتوى إعلاني