اكتشف بمحض الصدفة..هكذا يبدو المسرح الروماني بالإسكندرية الوحيد من نوعه في مصر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تضم عروس البحر الأبيض المتوسط، الإسكندرية، العديد من الوجهات الأثرية التي تحمل بين طياتها الكثير من القصص، من العصور المختلفة على مر التاريخ.
ويعد المسرح الروماني بالإسكندرية، الذي يقع في منطقة "كوم الدكة" الأثرية، أحد آثار العصر الروماني التي أقيمت في بداية القرن الرابع الميلادي، وهو المسرح الروماني الوحيد في مصر، وفقاً لموقع وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري.
واكتشف هذا البناء المدرج بمحض الصدفة، أثناء عملية البحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر من قبل البعثة البولندية في عام 1960، وعند اكتشاف درجاته الرخامية، أطلق الأثريون عليه اسم "المسرح الروماني".
ولطالما أثار "المسرح الروماني" جدلاً حول طبيعة استخدامه خاصةً بعد اكتشاف بعض قاعات للدراسة بجواره في عام 2004، ما يشير إلى أنه من المحتمل أن المدرج الروماني قد استخدم كقاعة محاضرات كبيرة للطلاب، بالإضافة إلى استخدامه كمسرح خلال الاحتفالات.
وتقول المسافرة روسية الأصل، ألكساندرا بوندارينكو، لموقع CNN بالعربية، إنها قررت زيارة المسرح الروماني بالإسكندرية خلال استكشافها للمدينة برفقة زوجها، موضحة: "لقد كان موقعاً فريداً من نوعه وممتعاً للغاية".
وبالنسبة إلى بوندارينكو، فإن أهم ما يجعل المسرح الروماني بالإسكندرية موقعاً مميزاً، حقيقة أنه يعود إلى القرن الرابع الميلادي، مشيرةً إلى أنه "عندما تدرك عدد السنوات التي مرت على وجوده، وعدد العصور والأشخاص المختلفة التي واكبها هذا المكان، فإنه في الواقع أمر من الصعب تخيله".
وترى السائحة الروسية أن بقايا هذا الموقع التاريخي لا تزال في حالة جيدة، موضحةً أن الموقع لا يزال يحتفظ بهيئته "التي تمنحك صورة كاملة إلى حد ما لما كان يبدو عليه قديماً"، بحسب ما قالته.
أما عن تصميمه، فيتخذ المبنى مدرج شكل حدوة حصان، أو حرف "u"، ويتكون من 13 صفاً من المدرجات الرخامية، والمصنوعة من الجرانيت الوردي المتين، والمرقمة بحروف وأرقام يونانية، لتنظيم عملية الجلوس، التي تتسع لاستيعاب نحو 600 شخص.
وكان يوجد أعلى هذه المدرجات 5 مقصورات، وتتواجد مقصورتان منها الآن، وكان سقف هذه المقصورات يتميز بقباب تستند على مجموعة من الأعمدة، وتستند المدرجات على جدار سميك من الحجر الجيري يحيط به جدار آخر، وقد تم الربط بين الجدارين بمجموعة من الأقواس والأقبية، حيث يعتبر الجدار الخارجى دعامة قوية للجدار الداخلي.
كما تتواجد صالتان من الموزاييك بزخارف هندسية في المدخل الذي يقع جهة الغرب.
أما عن الانطباع الذي تركه المسرح الروماني بالإسكندرية في نفسها، فتقول بوندارينكو إنه بعد زيارتها للموقع التاريخي يمكنها وصفه بكلمة واحدة، وهي "الذهول".
وتشرح بوندارينكو أن هذا المكان يجعل مخيلتك تعمل بجد، إذ تتخيل كيف عاش الناس هنا منذ مئات السنوات في نفس المكان الذي تقف فيه، وكانت مسيرة التقدم تتحرك عبر هذه الجدران.
وتضيف بوندارينكو :"يذكرك هذا المكان بمدى سرعة الوقت ومدى قصر حياة الإنسان، وفي أماكن مثل هذه تبدأ في تقدير كل دقيقة من حياتك".
ولهذا السبب، تعتقد بوندارينكو أنه من المهم الحفاظ على مثل هذه المواقع وحمايتها من التخريب.
وتنصح بوندارينكو أولئك الذين يرغبون في زيارة المسرح الروماني بالإسكندرية في المستقبل بقضاء وقتٍ كافٍ في هذا المكان التاريخي وإمعان النظر في التفاصيل، بالإضافة إلى إطلاق العنان للخيال والأفكار.