لقاحا "فايزر" ومودرنا ضد فيروس كورونا..كيف سيغيران من تجارب السفر حول العالم؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد الإعلان عن فعالية لقاح شركتي "فايزر" و"مودرنا"، ضد فيروس كورونا، منح هذا الخبر الأمل للعالم في نهاية قريبة للجائحة.
وكان لهذا الخبر تأثيراً ملحوظاً على قطاع السفر المحاصر بالقيود منذ بدء جائحة كورونا، إذ ارتفعت أسعار أسهم شركات الطيران والرحلات البحرية، كما شهد منظمو الرحلات ارتفاعاً في عمليات البحث والحجوزات لعام 2021.
ولكن، هل سيعيد لقاح كورونا الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل ظهور الجائحة، أم أن تجارب السفر والعطلات، قد تغيرت بشكل لا رجعة فيه؟
أولاً، سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن نعرف الإجابة على ذلك، بحسب ما ذكرته اختصاصية السفر الدكتورة فيليسيتي نيكلسون، كبيرة الأطباء في عيادة "تريلفايندرز ترافيل" في المملكة المتحدة.
وقالت نيكلسون "أعتقد أنها مسألة وقت فقط قبل أن تعود الأمور نوعاً ما إلى طبيعتها، لكن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً".
وفي الوقت الحالي، فإن تلقي اللقاح لأغراض السفر هو أمر بعيد تماماً عن قائمة الأولويات.
وأشارت نيكلسون إلى ان البلدان ستتطلع أولاً إلى إعطاء اللقاح للأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة، ثم للعاملين في مجال الرعاية الصحية والقطاعات الرئيسية، قبل توفير جرعات اللقاح إلى عموم السكان. وهذا إلى جانب المشكلات العملية المتعلقة بنقل وتخزين لقاح "فايزر"، ما يعني أنه إذا حصل بالفعل على الموافقة الرسمية، فقد يستغرق توزيعه وقتاً أطول.
وأوضحت نيكلسون أنه إذا تمكنت البلدان من نقل جرعات اللقاح وحفظها بشكلٍ صحيح، فقد يستغرق ذلك الانتظار إلى بداية العام المقبل.
وستكون البلدان التي يعتمد اقتصادها على السياحة يائسة في استعادة السياح، ولكن معظم الخبراء لا يتوقعون انتعاش قطاع السفر حتى خريف عام 2021.
ولا يعني أنه بمجرد أن يبدأ برنامج توزيع جرعات اللقاح أنه يمكنك الصعود على متن الطائرة التالية، سواء حصلت على اللقاح أم لا. وتعتقد نيكولسون أن إثبات الحصول على اللقاح ضد "كوفيد-19"، قد يصبح إلزامياً من أجل السفر إلى لبعض الوجهات.
وقد تصبح شهادة التطعيم لفيروس كورونا، التي يجب على المسافرين حملها لدخول بعض البلدان التي تتطلب تلقيحاً ضد الحمى الصفراء، هي الإضافة التالية لمجموعة أدوات السفر الخاصة بهم.
وبحسب اعتقاد نيكلسون، قد يصبح لدى المسافرين شهادة رسمية، تُظهر أنهم قد تلقوا لقاح "كوفيد-19" داخل عيادة معترف بها ومعتمدة، كما هو الحال بالنسبة للحمى الصفراء.
وأضافت نيكلسون: "من المؤكد أن معظم البلدان التي يوجد بها سكان يتعرضون لخطر الإصابة أو الأشخاص الكبار بالسن، ستطالب بإثبات تلقي اللقاح ضد الفيروس الفتاك".
ماذا بعد تلقي اللقاح، والحصول على شهادة تثبت ذلك؟
ويقول جون بيفان، الرئيس التنفيذي لمجموعة "دناتا" للسفريات، التي تمتلك العلامات التجارية "Travelbag"، و"Travel Republic" و"Netflights"، إن هناك زيادة ملحوظة في الحجوزات منذ الإعلان عن أخبار اللقاح.
وهناك زيادة في الإنفاق على العطلات من بين أولئك الذين يمكنهم تحمل تكاليف السفر إلى الخارج في العام المقبل، مع زيادة في متوسط قيمة الحجز بنحو 20% هذا الأسبوع، مقارنة بأوقات ما قبل "كوفيد-19".
ويوضح بيفان أنه لم يتمكن الأشخاص من قضاء عطلاتهم هذا العام، لذا فهم يقدمون مكافأة لأنفسهم من خلال حجز غرف من فئة أعلى، مضيفاً أن هناك المزيد من الحجوزات العائلية.
وقامت "Netflights" للتو بالحجز لمجموعة من 19 شخصاً للسفر إلى دبي في عيد الفصح عام 2021.
ويوافق توم مارشانت، المؤسس المشارك لشركة الرحلات السياحية الفاخرة "Black Tomato"، على هذا الرأي، قائلاً إن الناس افتقدت بشدة فرصة السفر، ويتطلعون إلى عطلة مميزة بعد "كوفيد-19".
وارتفع الطلب على الرحلات الخارجة عن المألوف لدرجة أن الشركة أطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مجموعة جديدة من الرحلات التي تحدث مرة واحدة في العمر، والتي تتضمن رحلات مثل مشاهدة كسوف الشمس في باتاغونيا، والسباحة مع الحيتان في أيسلندا.
ويقول بيفان إن شركاته شهدت نمواً ثلاثي الأرقام في الرحلات إلى الولايات المتحدة للعام المقبل، بدءاً من مايو/ آذار وصاعداً.
وتعد جزر المالديف والإمارات من الوجهات الشهيرة الأخرى للأوروبيين الراغبين في قضاء العطلات العام المقبل، مشيراً إلى دبي على وجه الخصوص كوجهة تعمل بجد لإعادة السياح بأمان، ويتوقع أيضاً أن يكون أداء منطقة البحر الكاريبي جيداً.
ومع ذلك، يعتقد أن أستراليا ونيوزيلندا ستمارسان الحظر على لاسفر إليهما، حتى الربع الأخير من عام 2021.
وتضررت وجهات السفاري بشكل خاص بسبب انهيار السياحة، مع تزايد الصيد الجائر في المتنزهات الوطنية، والدمار الاقتصادي لأولئك الذين يعملون في الفنادق.
هل هناك أي وجهات أفسدها الفيروس لدرجة أننا لن نرغب في الذهاب إلى هناك لفترة من الوقت؟
ورغم أن الولايات المتحدة تتقدم في نسبة الوفيات بسبب "كوفيد-19"، إلا أنه يبدو من بيانات جون بيفان أن الزوار يحرصون على السفر إلى هناك، وينسب ذلك إلى تعهد إدارة بايدن بكبح جماح الفيروس.
ولكن يحذر بيفان من أن أوروبا، التي كانت في قلب الجائحة، قد لا تكون جذابة للغاية للمسافرين مقارنة بالبلدان التي سيطرت على الجائحة بشكل أفضل.
ولا يتفق توم جينكينز، الرئيس التنفيذي لاتحاد منظمي الرحلات السياحية الأوروبية مع هذا الرأي، قائلاً إنه "ستكون هناك رغبة في السفر إلى أوروبا فقط لأن هناك من يقول إنه لا يجب السفر إلى هناك".
وحتى مع وجود لقاح محتمل، يعتقد جون بيفان أن تجربة السفر نفسها قد تغيرت، لا سيما في المطار، حيث يعتقد أن شركات الطيران ستنتقل إلى تجربة "بدون لمس" إلى حد كبير.
وعلى متن الطائرات، يعتقد بيفان أن القاعدة التي فرضتها جائحة "كوفيد-19" المتمثلة في النزول من الطائرة في صفوف، صفاً تلو الآخر، ستستمر، وهي قاعدة منظمة.
وعلى الجانب الآخر، يعتقد بيفان أن القيود المفروضة على صواني الطعام، ستبقى "حتى يشعر الناس بمزيد من الراحة"، مضيفاً "أعتقد أننا سنكون أكثر حرصاً لفترة طويلة".