"شركة طيران" تتنبأ بمستقبل السفر..وتفرض رسوماً على ورق المرحاض
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مع مكافحة صناعة الطيران لتبقى واقفة على قدميها بظل جائحة فيروس كورونا، كان من المفاجئ رؤية "إطلاق" شركة طيران "Mom Air" التي تربط آيسلندا بجانبي المحيط الأطلسي، والتي كان من المقرر أن تحلق في السماء قريباً (بحسب ما وعد به الموقع).
وبدا مظهر الطائرة التابعة لشركة الطيران شبيهاً بشكل مثير للشك بمظهر الطائرة التابعة لشركة "WOW Air"، والتي أفلست في عام 2019.
وبدت خريطة مسارات شركة الطيران معقولة بما فيه الكفاية، ولكن، كانت السياسات التي اقترحتها "Mom Air"، هي ما أثارت الدهشة.
ولم تفرض الشركة الرسوم على تخصيص المقاعد، وشبكة "الواي فاي"، وأمتعة المقصورة فقط، بل على ورق المرحاض، وسترات النجاة أيضاً (وهو أمر غير قانوني).
وإلى جانب ذلك، عرضت الشركة "رحلات كوفيد" لأولئك الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس، كما أنها زعمت أن الموظفين هم عبارة عن أشخاص ثبتت إصابتهم بالفيروس أيضاً، وطوروا أجساماً مضادة ضده.
وبدا الأمر وكأنه خدعة، ولكن بفضل سياساتها الأكثر ملاءمة للركاب، مثل منح تذكرتين مجانيتين لكل رحلة، وعدم المطالبة بالدفع إلا قبل يومين من الإقلاع، والإلغاء المجاني، والمقاعد الاحتياطية الرخيصة، توافد الزبائن على موقعها على الإنترنت.
وإلى جانب ذلك، بدت الشركة مهتمة بمختلف القضايا الاجتماعية من خلال تعهدها بتسليط الضوء على المساواة بين الجنسين عن طريق توظيف النساء بالقدر ذاته للرجال، كما أنها وعدت بحماية البيئة عن طريق تعويض الكربون، واستخدام المواد المعاد تدويرها، والاستغناء عن الورق.
وكانت النتيجة حصول الشركة على حوالي 10 آلاف متابع على موقع "إنستغرام"، و6 آلاف استفسار بشأن الحجوزات في غضون أسبوعين فقط، قبل إعلان الشركة حتى عن تواريخ الرحلات وأسعارها، وفقاً لما ذكره الرئيس التنفيذي أودور إستين فريريكسون.
الكشف الكبير
وكانت هناك مشكلة واحدة، وهي أن فريريكسون، ولقبه "أودي"، هو فنان.
وقال فريريكسون لـCNN إن هدف هذا المشروع كان إظهار "مدى غموض واقعنا.. وأنه يتم إقناعنا من خلال التسويق، وأنه بمجرد إنشاء موقع على الإنترنت، وإرسال بيانات صحفية فقط، يُقلب عالمنا رأساً على عقب".
وفي الحقيقة، قرر فريريكسون الاستمرار في المشروع لأكثر من أسبوعين، ولكن أصبح الاهتمام الذي تلقته "Mom Air" مرهقاً للغاية.
بعض الخطط "منطقية"
وفي "المؤتمر الصحفي للإطلاق"، قال الفنان، وهو ابن خبير تسويق، إن المقعدين المجانيين في كل رحلة كانا بمثابة طريقة لزيادة الوعي بالعلامة التجارية، كما أنه ادعى أن شركة الطيران لن تخسر المال لأن العملاء سيضطرون إلى شراء رحلة العودة.
وعندما يأتي الأمر لعرض كل شيء، وصولاً إلى ورق المرحاض، للبيع، ذكر فريريكسون، أنه عن طريق فرض الرسومات على الإضافات، ستقوم الشركة بتخيفض تكلفة المقعد الفعلي.
ويعتقد المدير التنفيذي لـ"Blue Islands"، وهي شركة للطيران المنخفض التكلفة ويقع مقرها بجزر القنال، بول سيمونز، أن بعض "سياسات" الشركة كانت مناسبة.
وذكر سيمونز أن فكرة منح مقعدين مجانيين لكل رحلة قد تكون ناجحة، فقال: "قد يكون ذلك منطقياً، وأستطيع رؤية فائدة الوعي بالعلامة التجارية عبر الدعاية".
ومع ذلك، يأتي الجانب غير الواقعي من المشروع عند فرضه الرسوم على سترات النجاة (وهو أمر غير قانوني)، وأشياء أخرى مثل ورق المرحاض.
وفي النهاية، قال سيمونز: "بعض أفكاره معقولة، ولكن معظمها ليست كذلك على الأرجح".
هل هذا مستقبل الطيران؟
ومع أن شركة "Mom Air" كشفت أنها مجرد فكرة ليست واقعية، إلا أن بعض المعجبين ليسوا على استعداد لقبول هذه الحقيقة، إذ أشار فريريكسون إلى أن بعض الأشخاص لا يزالون يحاولون حجز الرحلات.
وفي الوقت الحالي، يدعي الفنان أنه لم يتلق أي شكوى عن خدعته.
ورغم أن فريريكسون لا يرغب في إطلاق شركة طيران، إلا أنه يظن أن "Mom Air" قد لا تكون بعيدة جداً عن واقع الطيران منخفض التكلفة في المستقبل.