غابات مسحورة.. أحدث قرية إيطالية تعرض منازلها للبيع مقابل دولار فقط
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعد قرية "كاستروبيجنانو"، والتي تقع على مسافة 140 ميلاً جنوب شرق روما (225 كيلومتر تقريباً)، من بين أحدث المجتمعات التي تعرض مبانيها المهجورة للقادمين الجدد.
ولكن، على غرار معظم المخططات التي تبيع مباني متداعية عن طريق مزايدة تبدأ من 1 يورو أو 1.20 دولار، تقوم قرية "كاستروبيجنانو" في منطقة موليز الجنوبية باتباع أسلوب مختلف.
وهناك حوالي 100 مبنى مهجور فيها، ولكن بدلاً من بيعها لمن يدفع أعلى سعر، يرغب العمدة، نيكولا سكابيلاتي، التوفيق بين الأطراف المهتمة والمنزل المناسب لهم.
عملية مُفصّلة
وفي الواقع، بدلاً من الاستعانة بالسلطات، يرغب سكابيلاتي من الأطراف المهتمة إرسال بريد إلكتروني إليه مباشرة (nicola.scapillati[AT]me.com) تتضمن خطة مفصلة لما ينوي الأشخاص فعله بالعقار، وفقاً لما قاله.
وكل ما كان الطلب أكثر تحديداً، كلما يصبح من الأسهل العثور على المسكن المناسب والاتصال بالمالك الحالي.
ولجعل الأمر أكثر رسمية، أرسل سكابيلاتي إخطارات إلى السفارات الإيطالية في الخارج لتنبيهها للمشروع.
وعندما يأتي الأمر للشروط، يجب على المشترين تجديد العقار في غضون 3 أعوام من الشراء، وتقديم ضمان دفعة مقدمة قيمتها 2،378 دولاراً سيتم إرجاعها بمجرد الانتهاء من الأعمال.
جعل القرية أكثر أماناً
وانطلق المشروع في أكتوبر/تشرين الأول، عندما نبهت السلطات أنها ستأخذ الملكية من أصحاب العقارات المهجورة إذا لم يقوموا بتجديدها بأنفسهم، وذلك لأسباب تتعلق بالسلامة.
وإلى الآن، وافق العديد من المالكين بالفعل على تسليم ممتلكاتهم من أجل التخلي عن المنازل التي سيكلف هدمها أموالاً.
وقال سكابيلاتي إنه "أمر محزن وخطير. وبدون تجديد، تشكل هذه المباني تهديداً. ويمكنها أن تنهار في أي لحظة".
وقد لا تكون القرية حيوية جداً، فهي تحتضن مطعماً واحداً فقط، وحانة، وصيدلية، وعدة أماكن لاستقبال الضيوف.
ولكن، يعتقد سكابيلاتي أنها تتمتع بجاذبية هادئة، وقال: "ليس لدينا أمر عظيم لنقدمه هنا سوى الهدوء، والصمت، والطبيعة البكر، والهواء الغني بالأكسجين، والمناظر الرائعة، والطعام الرائع".
ويوجد بالكاد 900 شخص في القرية، وهو عدد انخفض من 2،500 نسمة في الثلاثينيات.
وبعد الحرب العالمية الثانية، هاجرت العائلات بحثاً عن مستقبل أفضل، ومنذ الستينيات، بدأ الشباب بالانتقال إلى المدن الكبرى للدراسة والبحث عن عمل.
واليوم تزيد أعمار 60% من السكان عن 70 عاماً.
ويرغب سكابيلاتي في استعادة مجد الأيام الماضية عندما كانت القرية مركزًا مزدهرًا تعج بالحرفيين، والتجار والمسافرين الذين يعبرون إيطاليا.
وكانت القرية، التي كانت تحت حماية دوق قوي، مشهورة بصناعة الأحذية والإسكافيين.
من الأشباح إلى المواكب
وفي كل صيف، يحتفل القرويون بـ"Dodda"، وهو إعادة تمثيل للتقليد الذي تقدم فيه الشابات اللواتي هن على وشك الزواج مهرهن للزوج.
وخلاله، تقوم النساء المستعدات للزواج بالمشي في موكب بالشوارع وهن يرتدين عباءة بيضاء تقليدية، مع حملهن سلالاً من الكتان، والبطانيات، وغيرها من لوازم الزفاف التي تصنعها جداتهن.
ويُعتقد أن ذلك لفتة رمزية تجلب الحظ السعيد.
وتحتضن القرية أيضاً حكايات مخيفة عن الغابات المسحورة المليئة بالأقزام، والجنيات اللواتي يغنين ترانيم حزينة عند منتصف الليل.