"قفزة إلى المجهول".. لماذا قررت شركة طيران نرويجية ناشئة أن تبدأ عملياتها وسط جائحة كورونا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بالنسبة للعديد من شركات الطيران حول العالم، كان عام 2020 عاماً متزعزعاً، ولم تحاول شركات الطيران فقط البحث في كيفية الحفاظ على سلامة موظفيها وعملائها، بل حاولت البحث في كيفية تجنب الإفلاس وتسريح العمال بعد أن تسببت جائحة كورونا في شلّ حركة السفر الجوي العالمية.
وفي مثل هذه الظروف، من غير المتوقع أن يخاطر أحدهم بإنشاء شركة طيران جديدة.
ورغم ذلك، قررت العديد من شركات الطيران الجديدة أن تحلق في السماء فيما يعتبر أحد أكثر فترات عدم اليقين التي يمر بها قطاع الطيران على الإطلاق.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكملت شركة "LIFT Airline" الجنوب أفريقية الناشئة طيرانها الأول، مما يشير إلى بدء ملياتها المحلية المنتظمة في الوقت المناسب لموسم الصيف في البلاد.
وفي الوقت ذاته، تأمل شركة "Pacifika Air" أن تنطلق في يونيو/ حزيران 2021 بعمليات مباشرة بين مدينتي ويلينجتون وكريستشيرش في نيوزيلندا إلى جزر كوك، بعد الإعلان عن بدأ فقاعة سفر بين الوجهتين.
وفي النرويج، حتى في الوقت الذي تواجه فيه شركة الخطوط الجوية النرويجية ذات التكلفة المنخفضة في العقد الماضي مشاكل مالية خطيرة، فإن شركة طيران جديدة، مبنية من الصفر، على وشك الإنطلاق.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كشف إريك براثين، النرويجي المخضرم في مجال الطيران، النقاب عن "Flyr"، وهي شركة نقل جوي تم إنشاؤها لخدمة السوق المحلية الشعبية في النرويج، إلى جانب وجهات أخرى مختارة في أوروبا.
ولم تكمل شركة الطيران هذه أي رحلات بعد، وينشغل مؤسس الشركة، براثين، في مناقشة الطائرات التي سيتم تأجيرها في الوقت المناسب لبدء عملياتها خلال موسم ربيع / صيف 2021
وعلى الرغم من أن التوقعات قصيرة المدى لشركات الطيران قد تكون قاتمة في الوقت الحالي، يعتقد فريق "Flyr" أنهم سيكونون على استعداد للاستفادة من الفجوة في السوق بينما يبدأ برنامج طرح اللقاحات في إعادة فتح الحدود العالمية.
وحسب اعتقاد كل من براثين وتونجي يكستروم فريسليد، فإن تأسيس شركة طيران من جديد سيسمح لهما بإعادة معايرة فكرة ما يجب أن تقدمه شركة الطيران.
وتشرح يكستروم فريسليد لـ CNN أن الوضع الحالي يعد فريداً كلياً فيما يتعلق بالقدرة على إنشأ شركة طيران جديدة، مع موظفين من ذوي الخبرة، مؤكداً أن إدارة شركة طيران، مع أولويات السلامة والالتزام بالمواعيد، يعد أمراً معقداً للغاية".
ويضيف براثين أن رؤيته هي إنشاء شركة طيران تقوم على "أنظمة رقمية متكاملة ومتطورة للغاية".
وترغب شركة "Flyr" في تسهيل كل من عملية حجز تذاكر الطيران وتعديلها، وتتبع الرحلة وجميع التفاصيل المرتبطة بها.
وترى يكستروم فريسليد أن إنشاء "أنظمة حديثة" هو الأساس، مجادلةً بأن القدرة على البدء من نقطة الصفر تعد ميزة على شركات النقل الجوي القديمة.
وتمتلك الشركة حالياً استثمارات لمراحل التخطيط، وتتطلع إلى مزيد من التمويل لبدء عملياتها في العام المقبل.
وهناك العديد من التحديات التي تواجه الشركة وسط أزمة فيروس كورونا، مثل كيفية تدفق المسافرين.
ويوضح براثين أن الشكل الذي سيبدو عليه تدفق الركاب غير مؤكد، ولكننا بدأنا بشكل متواضع نسبياً. ومن ثم نخطط لتوسيع نطاق شركة الطيران مع استمرارنا خلال العامين أو الثلاثة أعوام القادمة."
أخبر بيري سواو سانشيز، المحاضر الأول في إدارة النقل الجوي في جامعة كرانفيلد بإنجلترا وجامعة كاتالونيا المفتوحة بإسبانيا، CNN، أن جائحة "كوفيد-19" أثبتت أن شركات الطيران منخفضة التكلفة هي في الواقع من أكثر شركات النقل الجوي مرونة.
وأشار سواو سانشيزإلى أنه حتى الآن، شهد قطاع السفر الطلب على الرحلات الجوية القصيرة بشكل أسرع من الرحلات الطويلة، وفي بلد مثل النرويج، سيكون هناك دائمًا طلب على السفر الجوي.
ونظرًا لحجم النرويج ومناظرها الطبيعية، فهي تعتمد بشكل كبير على النقل الجوي، وهناك أكثر من 50 مطاراً منتشر في جميع أنحاء البلاد.
ومع ذلك، يشير سواو سانشيز إلى أنه من الصعب الآن على أي شركة طيران التنبؤ بمدى الطلب على الركاب في المستقبل، مما يزيد صعوبة مرحلة التخطيط.
في الوقت الحالي، تختار شركة "Flyr" أي طائرة ستستأجرها، يقول إ ن خياره يتأرجح بين البوينغ 737 الجيل الجديد من طراز 737-800 و بين إيرباص إيه 320.
ويشرح براثين أن "هناك الكثير من الطائرات المتاحة"، مضيفاً أن الجائحة أدت أيضاً إلى انخفاض الأسعار.
ويقوم فريق "Flyr" أيضاً بتقييم شامل للطائرات أثناء اتخاذ القرار من أجل ضمان كلفة استئجار أقل.
ومن المقرر أن تقدم "Flyr" فئة واحدة فقط من التذاكر، ولم يتم تأكيد وسائل الراحة على متن الطائرة حتى الآن، ولكن براثين يقول إنه سيكون هناك "أجرة تذكرة أساسية".
وسيتعين على عملاء "Flyr" دفع ثمن المقاعد المخصصة، والأولوية، والأمتعة، كغيرها من الشركات الأخرى منخفضة التكلفة.
وبالنظر إلى المستقبل، يقول براثين إن هدفه النهائي هو إنشاء "شركة طيران آمنة وموثوقة تتواصل بشكل جيد مع عملائنا وتصبح مربحة".
وتقول يكستروم فريسليد إنها تأمل، من خلال إنشاء شركة الطيران على نطاق صغير، في أن يكون من الأسهل على "Flyr" أن تصبح مربحة في نهاية المطاف.
وتعترف يكستروم فريسليد بأنها ترى المفهوم على أنه قفزة إلى المجهول إلى حد كبير، ولكنها تأمل أن تؤتي الشركة ثمارها.
وتضيف: "لقد كانت فكرة جريئة لأنه قطاع صعبة"، مؤكدةً أنها ترى كذلك قدراً كبيرًا من الإمكانيات".