"كنز من أرض الكنوز الثقافية".. ممرات سرية وعمق تاريخي يدور حول هذه القلعة بالسعودية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- خلف قلعة تاروت في المملكة العربية السعودية، ستجد عمقاً تاريخياً يأخذك إلى 5 آلاف عام قبل الميلاد، فيروي لك حكايات الإنسان القديم والحضارات التي مرت بها البلاد عبر سنين طويلة.
بعدها التاريخي والثقافي والجمالي قد لفت انتباه علي منصور القصاب، مصور سعودي يمارس هوايته منذ 5 سنوات، الذي قرر رصدها بعدسة كاميرته.
يقول القصاب، أثناء حديثه مع موقع CNN بالعربية: "يجد بها الباحث رسوماً ومنحوتات قديمة منذ العهد الذي كانت تُعبد فيه آلهة الفينيقيين، كما أن هناك الكثير من الكنوز القديمة أسفلها، من فخاريات وأساور وتماثيل".
تصميم القلعة
تتألف القلعة من أربعة أبراج مخروطية الشكل، فهي مبنية من الصخور البحرية والطين والجص. لكن لم تبق منها سوى ثلاثة أبراج، لتشهد شروق العديد من الدول والإمبراطوريات وغروبها، بحسب موقع "Visit Saudi".
يبلغ ارتفاع السور حوالي 9 أمتار، بسماكة تصل إلى 2.5 متراً، حيث تجد بداخلها ممرات سرية وبئر مياه رُدم الآن بفعل عامل الزمن والإهمال، على حد قول القصاب.
تبلغ مساحة القلعة 600 متر مربع، وهي تشبه في شكلها سرطان البحر للناظر من الأعلى، على حد وصف القصاب.
"كنز من أرض الكنوز الثقافية"
وفي مقطع فيديو نشره وزير الثقافة السعودي، بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، تظهر مشاهد جوية لقلعة تاروت، التي "تروي فصلاً من فصول حضارة الإنسان وثقافته".
وأرفق وزير الثقافة السعودي مقطع الفيديو بتعليق يقول: "كنز من أرض الكنوز الثقافية".
وبحسب موقع "Visit Saudi"، كانت قلعة تاروت، والتي يسميها أهل المنطقة بـ"الكاستيلو"، حاجز الدفاع الرئيسي ضد القوى الخارجية التي حاولت أن تحتل المنطقة لأكثر من ألف عام.
وفي حال زيارتك للقلعة، ربما عليك أيضاً التجول في القرية المحيطة بها، فهي عبارة عن أزقة وممرات تذكرك بالطرق الضيقة في قرى البرتغال، إسبانيا، أو إيطاليا.
ويذكر أن الجزيرة تعتبر من أقدم الأماكن المعمورة في الجزيرة العربية ومركزاً بارزاً لمملكة دلمون، وهي حضارة حكمت طرق تجارة الجزيرة العربية منذ أكثر من 4 آلاف سنة.
وشهدت العصور اللاحقة وجود الحكم العثماني والبرتغالي، ما يعكس أهمية القطيف كمعبر أساسي للتجارة البحرية، وفقاً لما ذكره موقع "Visit Saudi".
سبب تسميتها بـ"تاروت"
وفي لمحة تاريخية قدمها المصور السعودي، لطالما كانت هذه الجزيرة ذات أهمية تجارية ودينية، حيث كانت الشعوب في ذلك الوقت تعبد إلهة الحب والحرب والجمال والخصوبة "عشتار" أو "عشتاروت"، ومن هنا تأتي تسمية الجزيرة بـ"تاروت".
يزور القلعة، التي تقع شمال مدينة الدمام، الكثير من السعوديين والخليجيين وغيرهم من المهتمين بالآثار، حتى أن بعضهم يأتي من دول أوروبية.
ويسعى القصاب إلى زيارة بعض مناطق المملكة، من ضمنها تبوك ومدائن صالح وحائل ووادي الديسة وجنوب البلاد.