العثور على 2000 قطعة من البلاستيك بموقع يعود للعصر الحديدي

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من المحتمل أن يكون البلاستيك بمثابة همزة الوصل في عصرنا على الأرض عندما يتم التنقيب عن المواقع الحديثة بواسطة الباحثين في المستقبل.

محتوى إعلاني

وأظهرت دراسة جديدة أن البلاستيك يترك بصماته في المواقع التاريخية أيضاً.

محتوى إعلاني

ويعد "Castell Henllys" بمثابة موقع أثري ويضم قرية العصر الحديدي في منتزه "Welsh Pembrokeshire Coast" الوطني، وكانت ذات يوم موطناً لعائلة ثرية تضم مجتمعاً يصل إلى 100 شخص عملوا معاً لإنتاج الطعام والمواد منذ 2000 عام.

ويتضمن الموقع الريفي أربعة منازل دائرية أعيد ، وهي عبارة عن هياكل دائرية ذات أسقف مخروطية الشكل مصنوعة من الخشب والقش. وأعاد علماء الآثار والباحثون بناء هذه الهياكل باستخدام المواد ذاتها التي استخدمها القرويون خلال العصر الحديدي.

هذه هي أجزاء من أغلفة بلاستيكية مأخوذة من عدد كبير من وجبات الطعام في أحد البيوت الدائريةCredit: a. fairley

وبناءً على الحفريات المكثفة في الموقع، أعيد بناء البيوت الدائرية باستخدام خنادق الأساس والثقوب اللاحقة في الهياكل الأصلية.

وقال هارولد ميتم، الباحث الرئيسي وأستاذ علم الآثار في جامعة ليفربول، عبر البريد الإلكتروني: "هذا هو الموقع الوحيد في المملكة المتحدة الذي تم فيه ذلك وكان مفتوحاً للجمهور والمدارس لأكثر من 35 عاماً".

وأضاف ميتم أن هذا يعني أن المنازل التي أعيدت عملية بنائها صمدت لفترة طويلة، مما يدل على مدى فعالية تصاميم ما قبل التاريخ.

وتم استبدال اثنين من المنازل الدائرية في عامي 2018 و2019.

وبعد الوقوف لنحو 30 عاماً وزيارتها من قبل عدد لا يحصى من السياح، وحوالي 6،000 من أطفال المدارس سنوياً، وفرت مواقع المنازل المستديرة فرصة فريدة للباحثين.

وما بدأ كتجربة لفهم كيف تتحلل مواد البناء بمرور الوقت تحول إلى شيء آخر عندما اكتشف الباحثون ثروة من البلاستيك،أي 2،000 قطعة بلاستيكية على وجه الدقة.

ونشرت الدراسة هذا الأسبوع في مجلة "Antiquity".

كان هناك غلاف يحمل صورة "غودزيلا" وزوجاً من النظارات المفقودة من العناصر المحفوظة التي تم العثور عليها Credit: a. fairley

وعلى الرغم من أن الموقع التاريخي يتم صيانته وتنظيفه جيداً، إلا أن بقايا بلاستيكية صغيرة تمكنت من الاختباء تحت المقاعد في الزوايا المظلمة للمنازل المستديرة.

ويقع الموقع في منطقة ريفية للغاية، بين الريف المتداول في غرب ويلز، لذا "كانت كمية القمامة البلاستيكية مفاجأة"، على حد قول ميتم.

وقال الباحثون إنه في حين أن البلاستيك هو أحد المصادر الرئيسية للتلوث البحري، فإن هذه الدراسة تظهر تأثيره على البيئة الأرضية أيضاً.

ومن بين القطع البلاستيكية، عثر على أغطية الزجاجات، والأكياس البلاستيكية، وأغلفة الطعام البلاستيكية، وأغلفة الحلوى.

وأشار ميتم إلى أنه "إذا حصل (الأطفال) على (أكياس غداء) بدون جميع العبوات البلاستيكية، لكان ذلك سيحدث فرقاً كبيراً، مضيفاً أن "راحتنا يمكن أن تؤدي إلى أضرار بيئية".

وترتبط العناصر الأخرى بتفسيرات التراث الموجودة في الموقع.

ويمثل المرشدون بالملابس قبيلة "Demetae" التي سكنت ذات يوم هذا الجزء من ويلز قبل، وأثناء، وبعد غزو الرومان.

ويعد تجسيد الأدوار والأنشطة الأخرى جزءاً من التجربة، بما في ذلك الطهي، والنسيج، والرسم تصاميم السلتية. كما تم الكشف عن العديد من حاويات طلاء الوجه البلاستيكية.
 بالإضافة إلى أغراض أخرى فقدها الأطفال في الموقع، مثل زوج من النظارات وقطع من الملابس.

وأوضح ميتم أنهم ظنوا بأنهم سيعثرون على أغراض ضاعت أثناء استخدام المنازل، ولكن كميات البلاستيك كانت مزعجة في مضمونها البيئي.

وأشار ميتم إلى أن العثور على هذه الكميات هنا يعطي الموقع أهمية جديدة، إذ يوضح كيفية تأثير نفاياتنا البلاستيكية في كل مكان.

وتشير النتائج التي توصلوا إليها ما يعتقد الباحثون أنه سيكون السمة المميزة لعصر "الأنثروبوسين"، أي العصر الجيولوجي الحالي، وأن زمنا سيعرف باسم "العصر البلاستيكي".

ولفت ميتم إلى أن البلاستيك يترك توقيعاً أثرياً لعصرنا (الأنثروبوسين)، ولكنه أثر ضار بالبيئة"، موضحاً أن هذا البلاستيك سيدخل في الدورة البيئية وسيكون له تداعيات أوسع.

وبدلاً من ذلك، إذا تم إعادة تدوير كل هذه المواد، فلن يتم تمثيلها من الناحية الأثرية، ولكنها ستساعد في إنقاذ الكوكب بيئياً".

ويعمل ميتم مع الموظفين في الموقع التاريخي لنشر الوعي البيئي للزوار المستقبليين وستستخدم الأدلة التي جُمعت أثناء الحفريات لإنشاء حملة تعليمية.

نشر
محتوى إعلاني