خطوة بخطوة.. ماذا يحدث للطائرة عند تقاعدها وسط تفشي كورونا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- توقف الأسطول العالمي لقطاع الطيران وسط تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث أُرسلت العديد من الطائرات، التي عملت لأكثر من 5 أو 10 سنوات، لتجريد أجزائها وإعادة تدوير معادنها وموادها الأخرى.
وبدأت شركة "فين إير"، وهي الناقل الجوي الوطني لفنلندا، في سحب طائراتها من طراز "إيرباص A319" للتقاعد، وهي طائرات صغيرة ذات محركين، أمضت أكثر من عقدين في الطيران حول أوروبا.
وشرح مييكا هاتيو، وهو مدير إدارة الأسطول، لـCNN كيفية حدوث ذلك.
وأوضح هاتيو: "كل طائرة، وخاصة تصميم هيكل الطائرة، يحمل هدفاً من حيث تقديم الخدمات. وفي هذه الحالة، صممت شركة إيرباص هيكل الطائرة لعدد معين من الرحلات، وأجرت جميع الاختبارات الخاصة بالسلامة الهيكلية لهذا العدد من الرحلات".
وتحرص بعض شركات الطيران على تحليق طائراتها لفترة أطول، نتيجة أسباب عديدة.
ويشمل ذلك عدم وجود بديل مباشر لطائرة أحدث، مثل طائرة "بوينغ 767-300ER"، وهي صغيرة نسبياً، ذات محركين، وكانت لا تزال تشغلها العديد من شركات الطيران قبل تفشي وباء "كوفيد-19".
ووضعت بعض الطائرات في مسارات أطول، إذ قامت برحلات أقل نسبياً. وفي بعض الأحيان، يكون الأمر منطقياً من الناحية المالية، حتى بعيداً عن الوباء.
وبينما هناك 9 رحلات طيران تابعة لشركة "فين إير" في سماء العالم، تقف طائرة من طراز "A319"، وهي مسجلة باسم "OH-LVA"، في مطار هادئ بمقاطعة غلوسترشير، في انتظار دورها لإعادة تدويرها.
وتُظهر قاعدة بيانات "Airfleets" أن رحلة "LVA" الأولى كانت في 25 أغسطس/ آب 1999، وتم تسليمها إلى "فين إير" في 20 سبتمبر/ أيلول، في العام نفسه.
وذكرت شركة الطيران أنه خلال أكثر من 21 عاماً من الخدمة، قامت "LVA" بتنفيذ 32710 رحلة خلال 55367 ساعة.
وإذا امتلأت جميع المقاعد الـ144 الموجودة على متن الطائرة في كل رحلة، فسيبلغ عدد المسافرين الذين تم نقلهم حوالي 4.7 مليون مسافر.
ويقول هاتيو: "في عملية فين إير، من الواضح أن الطائرات الأكبر حجماً هي أكثر كفاءة، وتستهلك وقوداً أقل لكل راكب بالمقارنة مع الطائرات الأصغر".
ونرى تحولًا نحو تصميم الطائرات ذات الأجسام الضيقة الكبيرة بخلاف الأصغر حجماً.
وفي الواقع، تُظهر أحدث بيانات طلبات "إيرباص" أنه تم طلب 84 طائرة من طراز "A319neos" فقط، مقارنة بـ3925 من طائرات "A320neos" الأكبر و3446 من طراز "A321neos" الأكبر حجماً.
إنقاذ أجزاء قليلة
ويبقى السؤال، هل كانت ستتقاعد طائرة "LVA" إذا لم تحدث جائحة "كوفيد-19"؟
ويُوضح هاتيو: "من الناحية الفنية، كان من الممكن أن تسافر هذه الطائرة لفترة أطول قليلاً. لكن من الواضح أن هناك فائض بعدد الطائرات في العالم، بسبب فيروس كورونا، على الأقل على المدى القصير، وقد انخفضت الأسعار قليلاً".
وأضاف: "ربما تكون قد ذهبت إلى مشغل آخر لحياة أخرى، لكن في وضع السوق الحالي، لم يكن هناك من يستقبلها. لذلك، لا يشتري أي أحد طائرات جديدة لأن الجميع يملكون الكثير على المدى القصير".
وبذلك، عينت "فين إير" شركة "AerFin"، وهي تقع بالعاصمة كارديف وتتخصص في الطائرات منتهية الصلاحية، لتفكيك "LVA" وبيع الأجزاء المختلفة من الطائرة التي لا تزال ذات قيمة، مع إعادة عدة الهبوط إلى شركة الطيران الفنلندية.
وقبل مغادرة هلسنكي، قامت شركة "فين إير" بإزالة الكثير من الأجزاء الداخلية للطائرة. وعلى سبيل المثال، يمكن إعادة استخدام ستائر المقصورة في الطائرات الأخرى، كما هو الحال مع أغطية المقاعد، إضافة إلى عبوات الأكسجين، وأجهزة إطفاء الحريق، والأفران، وآلات صنع القهوة.
وتتمثل إحدى المهام الأخيرة، قبل أن تقوم الطائرة برحلتها نحو التخزين وإعادة التدوير، في تغطية شعار الطائرة أو أي شيء يدل على علاماتها التجارية.
وبعد الوصول إلى موقع التفكيك في مطار كوتسوولد، بالقرب من كيمبل في غرب إنجلترا، بدأت شركة "AerFin" في تقسيم مكونات الطائرات إلى فئات مختلفة.
وأوضح سيمون بايليس، مدير عمليات "AerFin"، أنه أولاً يتم إزالة أي شيء يمكن إرجاعه إلى شركة الطيران، مثل عدة الهبوط الخاصة بـ "LVA"، وكذلك أي شيء يمكن بيعه.
وأضاف بايليس أن تلك الخطوة تليها الهياكل الرئيسية، مثل وحدة الطاقة المساعدة. وهناك أيضاً التصميمات الداخلية التي تتراوح بين المقاعد، ومعدات المقصورة، والمراحيض، إلى المطابخ وغيرها.
وبمجرد الانتهاء من ذلك، يبقى جسم الطائرة بشكل أساسي.
ومن هناك، قد يتم قطع سطح الطائرة لإعادة استخدامها في تجارب المحاكاة، بينما يمكن أيضاً إزالة الأبواب لوحدات تدريب طاقم الطائرة.
ويتم تقسيم كل شيء آخر إلى أربع فئات مختلفة، الأول هو المعدن، سواء كان الفولاذ أو الفولاذ المقاوم للصدأ، أو التيتانيوم أو الألمنيوم، أو أي شيء آخر.
وهناك أيضاً المواد القابلة لإعادة التدوير مثل زجاج سطح الطائرة والإطارات وغيرها، ثم العناصر الخطرة مثل أجهزة إطفاء الحريق والبطاريات، ثم المواد المركبة مثل الأجزاء الداخلية، والمقاعد.
وهنا تنتهي قصة طائرة "LVA"، حيث تُستخدم الأنظمة والأجزاء المفيدة لخدمة الركاب، ويتم استخراج الباقي للبيع فيما بعد، وإعادة تدوير موادها لاستخدامها مرة أخرى لغرض آخر.