اكتشاف أقدم رسمة لحيوان على جدار كهف في إندونيسيا

نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اُكتُشف أقدم عمل فني تصويري معروف في العالم، بكهف في إندونيسيا، وهو صورة تعكس رسمة خنزير ثؤلولي.

محتوى إعلاني

وقال علماء الآثار الذين يعملون في الموقع بسولاوسي إن العمل الفني يبلغ عمره 45,500 عام على الأقل. ويُعتقد أيضاً أنه أقدم صورة موجودة لحيوان.

محتوى إعلاني

ورُسم الحيوان باستخدام صبغة حمراء، ويبدو أنه يشاهد قتالاً أو تفاعلاً اجتماعياً بين خنازير ثؤلوليين آخرين.

وتعد هذه المنطقة موطناً للعديد من الكهوف الجيرية المثيرة للاهتمام، حيث عُثر على اكتشافات أخرى.

وتم العثور أيضاً على عمل فني آخر في الكهف، والذي يصور مشهد صيد يعود تاريخه إلى 43,900 عام في سولاوسي، خلال أواخر عام 2019.

وعثر الفريق ذاته في عام 2014 على صور أيادي بشرية، يعود تاريخها إلى 40 ألف عام.

وفي السابق، كان يُعتقد أن أقدم الأعمال الفنية المعروفة بالكهوف قد ظهرت لأول مرة في أوروبا منذ 40 ألف عام، حيث كانت تعرض رموزاً مجردة.

وقبل 35 ألف عام، أصبح الفن أكثر تعقيداً، إذ بدأت تظهر الخيول والحيوانات الأخرى.

Credit: Credit: AA Oktaviana

وتحدّت هذه الاكتشافات الأخيرة في إندونيسيا الاعتقاد الراسخ بأن التعبير الفني قد بدأ في أوروبا. وتسلط لوحات الكهوف في إندونيسيا ضوءاً جديداً على القصة المبكرة للإنسانية.

ويُعتقد الآن أن القدرة على إنشاء الفن التشكيلي، الذي يشير إلى العالم الحقيقي، قد ظهر إما قبل هجرة الإنسان العاقل من أفريقيا وتوجهه إلى أوروبا وآسيا منذ أكثر من 60 ألف عام، أو ظهر أكثر من مرة مع انتشار البشر من حول العالم.

تأريخ فن الكهف

وقال المؤلف المشارك بالدراسة، ماكسيم أوبير، وهو متخصص في تأريخ الفن الصخري، إنه بينما تم العثور على فن تجريدي في أفريقيا يعود تاريخه إلى 77 ألف عام، لم يتم اكتشاف أي فن تصويري أقدم من ذلك الموجود في مواقع في أوروبا، وإندونيسيا بالقارة الأفريقية.

وأوضح أوبرت أن أحد أسباب ذلك هو صعوبة تحديد تاريخ فن الكهوف. ورغم ذلك، يمكن أحياناً تأريخ الفن الصخري المصنوع في كهوف الحجر الجيري عن طريق قياس الانحلال الإشعاعي لعناصر مثل اليورانيوم من رواسب كربونات الكالسيوم، والتي تُعرف باسم "فشار الكهف"، والتي تتشكل بشكل طبيعي على سطح الكهف.

وكان هذا هو الحال في موقع "Leang Tedongnge"، بجنوب سولاوسي، حيث تشكل "فشار كهف" صغير على الجزء الخلفي من تمثال الخنزير بعد رسمه.

وقال أوبير إن التاريخ يشير إلى أن المشهد قد رُسم قبل 45,500 عام، ويمكن أن يكون العمل الفني أقدم بكثير.

ويتوقع الفريق أن تؤدي الأبحاث المستقبلية في شرق إندونيسيا إلى اكتشاف أعمال فنية صخرية أكثر قدماً، وأدلة أثرية أخرى يعود تاريخها إلى 65,000 عام على الأقل.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة وخبير الفن الصخري الإندونيسي، آدي أجوس أوكتافيان: "وجدنا ووثقنا العديد من الصور الفنية الصخرية في سولاوسي، والتي لا تزال تنتظر التأريخ العلمي. ونتوقع أن يسفر الفن الصخري المبكر لهذه الجزيرة عن اكتشافات أكثر أهمية".

Credit: Credit: Basran Burhan

ويبلغ طول الخنزير المرسوم على سقف الكهف 187 سنتيمتراً وارتفاعه 11 سنتيمترات. 

واستخدم الفنانون ما قبل التاريخ صخوراً غنية بالحديد كصبغة، وقال الباحثون إن هناك ثلاثة خنازير أخرى في الموقع.

ولا تزال الخنازير الثؤلولية شائعة في إندونيسيا، ومنذ ذلك الحين دُجنت. وقال أوبير إنه لا يعرف الكثير عن الأشخاص الذين صنعوا هذا الفن.

وأشارت الأبحاث إلى أن الإنسان العاقل وصل إلى جنوب شرق آسيا منذ فترة تتراوح بين 60,000 و 70,000 سنة مضت. وقال الباحثون إنهم غير قادرين على الاستنتاج بشكل قاطع أن العمل الفني هو عمل يدوي للإنسان المعاصر.

وأوضح أوبير فيما يخص المنطقة الواقعة بين القارة الآسيوية وأستراليا أنه "يجب أن يكون صنفنا قد عبر والاسيا بالمراكب من أجل الوصول إلى أستراليا قبل 65 ألف عام على الأقل".

وأضاف: "مع ذلك، لم يتم استكشاف جزر والاسيا بشكل جيد.. وفي الوقت الحالي، إن أوائل الأدلة الأثرية التي تم التنقيب عنها في هذه المنطقة هي أقدم بكثير".

ويُذكر أن تصوير الخنزير الثؤلولي يعد أقدم من الأنواع الأخرى للأعمال الفنية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، والموجودة في أوروبا، مثل "رجل الأسد" و"تمثال فينوس" .

وعثر على كلاهما في ألمانيا، ويعتقد أن عمرهما يبلغ حوالي 40 ألف عام.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، آدم بروم، وهو أستاذ في مركز "جريفيث" الأسترالي للأبحاث لتطور الإنسان إن "هذا الاكتشاف يسلط الضوء على العصور القديمة الرائعة للفن الصخري الإندونيسي، وأهميته الكبيرة لفهم تاريخ الفن العميق ودوره في القصة المبكرة للبشرية".

نشر
محتوى إعلاني