في منافسة حاسمة بين فرنسا وسويسرا.. هل ستكون أحد هذه القوارب الشراعية هي الأسرع في العالم؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لأكثر من ثماني سنوات، ظل الرقم القياسي العالمي لسرعة الإبحار ثابتاً.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، وصل الأسترالي، بول لارسن، إلى سرعة 121 كيلومتراً بالساعة، في مياه جنوب المحيط الأطلسي، قبالة سواحل ناميبيا.
واليوم، يسعى فريقان، أحدهما في فرنسا والآخر في سويسرا، إلى تحقيق الهدف نفسه، وهو إنشاء أسرع مركب شراعي على الإطلاق.
العودة إلى المجد؟
ويعد تسجيل أرقاماً قياسية في سرعة المياه ليس بالأمر الجديد بالنسبة لأليكس كايزرجس، 41 عاماً، وهو بطل العالم أربع مرات في سرعة الطائرات الورقية من فرنسا.
وفي عام 2010، أصبح كايزرجس أول شخص على الإطلاق يجتاز 100 كيلومتر في الساعة مبحراً باستخدام طاقة الرياح وحدها.
ولكن، أُزيح كايزرجس عن منصبه في وقت لاحق من قبل زميله الفرنسي، سيباستيان كاتيلان. لذلك، قرر كايزرجس تجنيد فريق من الرياضيين، ورجال الأعمال التقنيين، والممولين، لمساعدته على استعادة لقبه.
علم الإبحار
ويأتي مصدر رياح الشهيلي من المساحات الرملية في الصحراء الكبرى، وهي معروفة جيداً للبحاريين في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط.
وفي مدينة مرسيليا الساحلية، تعمل شركة التكنولوجيا البحرية الناشئة "Syroco" على قارب يعمل بالرياح، لديه القدرة على كسر حاجز 80 عقدة، أي ما يعادل 150 كيلومتراً في الساعة.
ولكن قبل كل شيء، دعونا ننسى مفهوم القوارب الشراعية التقليدية.
ولا تُشبه "Syroco" ذلك، فهي أساساً كبسولة على شكل سمكة، يبلغ طولها ستة أمتار، وتسحبها طائرة ورقية.
وتعد الكبسولة معلقة على ارتفاع بضعة أقدام فوق سطح الماء، حيث يمكنها الطيران تقريباً في حال عدم وجود ذراع قابل للسحب ومتصل برقائق مغمورة، ما يوفر الثبات والاتجاه، كونه نقطة التلامس الوحيدة مع الماء.
وسيتمتع الشخصان الجالسان داخل الكبسولة بمهمة التحكم في كل من الطائرة الورقية والرقائق لتحقيق التوازن والحركة الأمثل. ويذكر أن هذه ليست مهمة سهلة عند الإبحار بسرعة تصل إلى حوالي 150 كيلومتراً في الساعة.
وقال كايزرجس لـCNN إنه واثق من قدرته على القيام بأول محاولة لتحطيم الأرقام القياسية في أوائل عام 2022.
لكن، قبل كل شيء، ستكون الخطوة الأولى هي إجراء اختبار نسخة طبق الأصل لـ"Syroco"، يتم التحكم فيها عن طريق الراديو، وستكون ربع حجم الكبسولة الحقيقية، ويجب أن تكون جاهزة في وقت مبكر من هذا العام.
ويعد تصميم "Syroco" الملفت للنظر هو نتيجة لأبحاث مكثفة في مجالات الديناميكا الهوائية، وفيزياء السوائل.
نهج "مونشوت"
وستعمل "Syroco" كمحفز طويل الأجل للابتكار في مجال التكنولوجيا البحرية. ويقول كايزرجس: "نحن نفضل نهج (مونشوت)، نريد توسيع نطاق التكنولوجيا".
ويقول إيف دي مونتشويل، أحد مؤسسي "Syroco"، قبل تسليط الضوء على المصداقية البيئية للمشروع: "لا يتعلق الأمر بتسجيل رقم قياسي جديد بقدر ما يتعلق بتطوير تقنيات جديدة تحقق الكفاءة في عالم الإبحار".
وقد يجد فريق "Syroco" عن قريب منافساً جديراً مع مشروع "SP80"، الذي بدأ في عام 2019 من قبل ثلاثة من خريجي معهد الهندسة "École Polytechnique Fédérale de Lausanne".
ويتمركز الفريق على بعد بضع مئات من الأميال شمال عملية كايزرجس في مرسيليا.
وبينما أن مظهرها مشابه لمفهوم "Syroco"، إلا أن الكبسولة المركزية لا تُرفع فوق الماء. ولكنها، تتحرك على السطح بمساعدة ورقتين جانبيتين بارزتين من كل جانب.
مثل كسر حاجز الصوت
ويركز فريق "SP80" حالياً على تحطيم الرقم القياسي، بدلاً من البحث عن تطبيقات طويلة المدى لتقنيتها، لكنها تهدف إلى اجتياز 150 كيلومتراً في الساعة، مثل "Syroco"، وفي إطار زمني مماثل.
وقال فان دن بروك: "هناك بعض التنافس للتغلب على الرقم القياسي، لكن أعتقد أن التنافس يحفزهما أيضاً.. سيساعدنا ذلك أيضاً في نشر الخبر ورفع مستوى الوعي حول ما نحاول القيام به هنا".