تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد..ما حقيقة هذه القلعة الطينية العملاقة في سلطنة عُمان؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وسط واحة من أشجار النخيل، لا تزال قلعة بهلاء التاريخية صامدةً كشاهد على العديد من الحضارات القديمة التي عاصرتها سلطنة عُمان.
وفي ولاية بهلاء في محافظة الداخلية، تقع قلعة بهلاء، التي تحمل اسم الولاية، فوق تلة مرتفعة وسط واحة النخيل، ما يزيد من هيبة وشموخ هذه القلعة الطينية العملاقة، وفقاً لموقع وزارة الإعلام العمانية.
وتضم قلعة بهلاء، والتي أدرجت ضمن مواقع التراث العالمي منذ العام 1987، واحة بهلاء بأسواقها التقليدية، وحاراتها القديمة، ومساجدها الأثرية، وسورها الذي يبلغ طوله ما يقارب الـ 13 كيلومتراً، ويعود تاريخ بنائه إلى فترة ما قبل الإسلام، بحسب موقع وزارة السياحة العمانية.
ويعود تاريخ تشييد قلعة بهلاء إلى الألف الثالث قبل الميلاد، ما يعني بأنها عاصرت العديد من الحضارات القديمة المختلفة.
ومن خلال شرفاته واحتوائه على فتحات إطلاق النار وبيوت الحراس، يتضح أن سور قلعة بهلاء، الممتد لمسافة 12 كيلومتراً تقريباً، صُمم لأغراض الدفاع، وفقاً لموقع وزارة السياحة العمانية.
ويعود تاريخ بناء قلعة بهلاء إلى فترات متفاوتة من الزمن، فمنها ما يعود إلى ما قبل الإسلام وتحديداًً الجزء الشرقي الشمالي من القلعة، وهو ما يعرف بـ"القصبة".
أما الجزء الشرقي الجنوبي فيعود تاريخ بنائه إلى عصر الدولة النبهانية التي حكمت عُمان لما يقرب من خمسة قرون، بينما في العقد الأخير من القرن الثامن عشر الميلادي، شيد بيت الجبل الواقع في الزاوية القريبة من شمال الحصن، بينما أن بيت الحديث شيد في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.
ويقول المصور العماني مهنا الربخي، لموقع CNN بالعربية، إنه أراد توثيق إطلالة قلعة بهلاء الشاهدة على معلم تاريخي.
وخلال عملية توثيق قلعة بهلاء، حرص الربخي على "إبراز منظر القلعة وسط واحة النخيل الخضراء، لا سيما لونها الطيني الذي أكسبها تميزاً يعكس عمقها التاريخي بصورتها المعمارية الجميلة"، بحسب تعبيره.
ويشير الربخي إلى أنه حظي بفرصة مميزة لالتقاط الصور لقلعة بهلاء وسط الغيوم الكثيفة، التي أضافت للمشهد إضاءة هادئة بألوان الغروب.
ويشرح الربخي أن قلعة بهلاء "ارتبطت بسورها القديم الذي يمتد لنحو 13 كيلومتراً"، مشيراً إلى أنه نظراً لقدم وعراقة هذا السور، فلا يُعرف له تاريخ محدد، كما أنه مزود بأبراج، وغرف للجنود، ومرام للسهام والبنادق".
ويرى المصور العماني أن قلعة بهلاء "تشكل مزيجاً معمارياً يعكس مختلف الحقبات التاريخية التي تداولت عليها منذ عصور ما قبل الإسلام".
ويمكن الوصول إلى ولاية بهلاء عبر الطريق الرئيسي لمسافة 200 كيلومتر، انطلاقاً من مطار مسقط الدولي عبر الشارع السريع المزدوج المتجه إلى ولاية بهلاء بمحافظة الداخلية، بحسب ما ذكره المصور العماني.
ويمكن كذلك الوصول إلى القلعة التاريخية عبر الحدود الإماراتية من منفذ مزيد الحدودي، ثم من منفذ حفيت العماني، ويستغرق الطريق نحو 260 كيلومتراً يمر عبر محافظة الظاهرة وصولاً لولاية بهلاء بمحافظة الداخلية.