اختياره لم يكن صدفة.. ما سر "موقع الراحة الأخير" لملوك مصر؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هل سبق أن زرت وادي الملوك في مصر؟ قد تراودك الكثير من الأسئلة حول اسمه وموقع تواجده، خاصة أنه تصدر عناوين الأخبار فيما يتعلق بالاكتشافات التي عُثر عليها بداخله.
ويقع وادي الملوك في مدينة طيبة القديمة، على الضفة الغربية لمدينة الأقصر، وهو عبارة عن مقبرة قديمة لحكام المملكة الجديدة لمصر.
وبحسب موقع هيئة السياحة المصرية، يمكنك مشاهدة قبر توت عنخ آمون الذي اكتُشف وهو بحالته الأصلية تقريباً في عشرينيات القرن الماضي، بالإضافة الى مقبرة رمسيس العظيم، إلى جانب غيرهم من الفراعنة الشهيرين.
وبدوره، قرر المصور إيفان هيناريس، وهو يوثق رحلات سفره منذ حوالي 16 عاماً، رصد هذا الوادي بعدسة كاميرته، ليعتبره معلماً من معالم الحضارة الإنسانية.
ويقول هيناريس، أثناء حديثه مع موقع CNN بالعربية: "تحتوي المقبرة على أمثلة بارزة للمقابر المصرية القديمة، بما في ذلك مقابر الملك توت عنخ آمون، ورمسيس الرابع، والتاسع، والثالث، والخامس، والسادس".
ووفقاً لما نقله موقع وزارة السياحة والآثار في مصر، اختير موقعه بعناية لأن إله الشمس ينزل في الأفق الغربي حتى يولد من جديد، ويتجدد شبابه في الأفق الشرقي.
ولذلك، ارتبط الغرب بالمفاهيم الجنائزية، وكانت المقابر المصرية القديمة تقع عموماً على الضفة الغربية لنهر النيل لهذا السبب.
ودُفن ملوك الدولة الحديثة تحت قمة جرف صخري هرمي الشكل يحيط بالوادي.
ولم يكن اختيار الوادي لنحت المقابر الملكية من قبيل الصدفة، فقد كان الهرم رمزاً للبعث والحياة الأبدية، كما اعتبر الشكل الهرمي علامة من الآلهة، حيث كانت هذه المنطقة والقمة نفسها تحت سيطرة "حتحور"، وهي "سيدة الغرب".
وكانت الطبيعة المنعزلة للوادي هي أحد أسباب اختيار المكان كموقع الراحة الأخير للملوك.
وأوضحت وزارة السياحة والآثار في مصر أن المقابر قد سُرقت في العصور القديمة، ما تسبب باختيار مقابر خفية تحت الأرض، في وادي صحراوي منعزل.
ولم تخل صور هيناريس من التحديات، حيث التُقطت في فترة ما قبل تفشي فيروس كورونا المستجد، ما جعل رصد الموقع صعباً دون إظهار حشد الزوار.
ويمكنك زيارة ثلاث مقابر من أصل 63 مقبرة بتذكرة واحدة، إلا أن زيارة مقبرة توت عنخ آمون تتطلب الحصول على تذكرة خاصة بها.
وصحيح أن المقبرة وحدها جديرة بزيارتها، ولكن يجب عليك أيضاً زيارة المتحف المصري في القاهرة للتعرف إلى الكنوز التي دُفنت مع توت عنخ آمون.