تعرف إلى أساطير معبد فيله وسط النيل في مصر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتميز مدينة أسوان بالعديد من المعالم الأثرية القديمة التي تشتهر فيها مصر، ومن أهمها معبد فيله، الذي نجا من مصير الغرق في مياه النيل، في ستينيات القرن الماضي.
وتقع أسوان على الضفة الشرقية لنهر النيل، على مسافة 899 كيلومتراً جنوب العاصمة المصرية، القاهرة، وفقاً لموقع للهيئة العامة للاستعلامات في مصر.
وأعيد تجميع معبد فيله المكرس للإلهة المصرية "إيزيس" في موقع يتميز بالمناظر الخلابة، ليتناسب مع الموقع الأصلي للمعبد في جزيرة فيله.
وقد نقلت آثار فيله إلى جزيرة أجيليكا القريبة، التي تبعد مسافة 500 متر عن جزيرة فيله الأصلية، خلال حملة اليونيسكو في الستينيات، لإنقاذ المواقع التي غمرتها مياه النيل في عملية بناء السد العالي بأسوان.
ونالت جزيرة فيله أهمية بالغة لدى قدماء المصريين نظراً لموقعها المتميز، حيث شكلت مع جزيرة أسوان حدوداً جغرافية طبيعية، وعُرفت في النصوص المصرية بالخط الفاصل، وفقاً لموقع وزارة الآثار المصرية.
ويرجع اسم "فيله" إلى الكلمة الإغريقية "فيلاي"، التي تعني "الحبيبة"، وقد عرفت في الأدب العربي باسم "أنس الوجود"، نسبة لأسطورة أنس الوجود بقصص التراث الشعبي "ألف ليلة وليلة". أما الاسم المصري القديم والقبطي فهو "بيلاك"، ويعني الحد أو النهاية لأنها كانت آخر حدود مصر في الجنوب.
وتشمل آثار معبد فيله العديد من المباني التي يعود تاريخها إلى العصر البطلمي، 332-30 قبل الميلاد، وأبرزها المعبد الذى بدأه بطلميوس الثانى فيلادلفوس، 285 – 246 قبل الميلاد، والذى كان مكرساً لإيزيس أم حورس رب الملكية، وفيه منظر في حجرة الولادة "الماميزى"، حيث كان يتم الاحتفال بولادة حورس، وتظهر فيها إيزيس وهي ترضع ابنها حورس في الأحراش.
ويعد معبد إيزيس واحداً من أكثر المعابد المصرية القديمة استمراراً، حيث بقي المعبد يؤدي دوره حتى عهد الملك البيزنطي جستنيان، 527 – 565 ميلادي، والذي أمر بإغلاق كل المعابد الوثنية، إذ نقش كاهن يدعى اسمت-اخوم آخر نص هيروغليفي، ويرجع ذلك إلى القرن الرابع الميلادي 394 ميلادي، وتم تحويل المعبد إلى كنيسة، ودُمرت العديد من نقوش المعبد.
وبجوار معبد إيزيس، يقع معبد مكرس لحتحور، بناه بطلميوس الرابع فيلوماتور، 180 – 145 قبل الميلاد، وأغسطس أول إمبراطور لروما، 30 قبل الميلاد – 14ميلادي. ولا تزال مقصورة تراجان 98 – 117 ميلادي المقامة أمام معبد فيله قائمة على الرغم من أن سقفها لم يعد موجوداً، وكان الترتيب المنتظم لأعمدتها الرائعة قد جذب أنظار الرحالة.
وكانت إيزيس المعبودة الرئيسية للمنطقة، حيث تم تصوير الإمبراطور يقدم القرابين لها ولزوجها أوزيريس وابنهما حورس.
ويقول المصور المصري، محمد ورداني، لموقع CNN بالعربية، الذي وثق زوايا معبد فيله خلال جولته الأخيرة في أسوان، إنه يهدف لاستكمال مشروعه لإعادة رؤية حضارة مصر وتاريخها من خلال أعمال فوتوغرافية ترصد أهم المعالم الأثرية والوجهات السياحية في البلاد بزوايا جديدة ومختلفة.
ومن وجهة نظر ورداني، يتميز معبد فيله بموقعه في جزيرة بوسط النيل بأسوان، مشيراً إلى أنه يتميز كذلك بـ"عظمة البناء" كغيره من المعابد التي تعود للحضارة المصرية القديمة.
وخلال عملية التوثيق، حرص ورداني على إبراز موقع المعبد بجزيرة بعيدة بوسط النيل، محاولاً إظهار المنظر الخلاب للنيل من داخل المعبد ودخول الشمس لغرفة قدس الأقداس، وكذلك صلابة العواميد التي أعيد تجميعها خلال عملية الإنقاذ.
ويصف ورداني تجربة زيارة معبد فبله بأنها مليئة بالإيجابية، مشيراً إلى إرادة الأجداد في الحفاظ على تاريخ حضارة مصر، بحسب ما ذكره.
وينصح ورداني من يرغب في زيارة معبد فيله بالتقاط أكبر قدر من الصور لهذا الصرح العظيم، على حد تعبيره.
ويضيف ورداني أنه من المهم معرفة قيمة هذا المعبد وغيره من المعابد من خلال الإطلاع على تاريخها قبل الزيارة، لإضافة متعة استحضار التاريخ أثناء الزيارة.