اكتشاف جديد في التحنيط المصري.. الكشف عن مومياء مغطاة بالكامل بدرع من الطين
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في كل عام، يدهشنا العلماء باكتشافات جديدة ومثيرة من الحضارة المصرية القديمة. ومن أحدث هذه الاكتشافات هي طريقة تحنيط لم توثق سابقاً (شاهد الفيديو أعلاه).
وفي أواخر التسعينيات، بدأت المتخصصة في علم الآثار المصري في جامعة "ماكواري" بأستراليا، الدكتورة كارين سوادا، مشروعاً تعاونياً لدراسة الجثث المصرية المحنطة في متحف جامعة سيدني، ولم يتم نشر نتائجها آنذاك.
وكجزء من المشروع، الذي نُشرت نتائجه في مجلة "PLOS ONE" العلمية في فبراير/شباط، تم فحص جثة مومياء تعود إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد بالأشعة المقطعية، وأُخذت عينات صغيرة من قشرة الطين من الفجوات الموجودة في أغلفة الأنسجة أيضاً، وأدى ذلك إلى اكتشاف درع، أو قشرة، داخل الأغلفة.
"اكتشاف جديد"
وقالت سوادا، وهي زميلة أبحاث في قسم التاريخ والآثار في الجامعة، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "تُعرف القشور، أو الدروع الموجودة داخل الأغلفة، من عدد من الجثث، بما في ذلك أجساد الملوك المصريين من القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وما بعد ذلك. ولوحظ أنها مصنوعة من الراتنج (مادة نباتية)".
وكان هناك أمر مثير للاهتمام في الدرع الذي وجدته سوادا من المشروع، إذ أنه كان مصنوعاً من الطين، وأكدت قائلةً: "هذا هو المثال الأول لوجود قشرة طينية في التحنيط لهذه الفترة. وهذا اكتشاف جديد حقاً في التحنيط المصري".
وأعاد المتحف فحص الجثة في عام 2017 بتقنية محسنة بشكل كبير، ما أتاح الحصول على تصور عالي الدقة للقشرة الطينية داخل الأغلفة.
وكشفت الفحوصات أن الدرع مصنوع من صفائح رقيقة من الطين كانت لا تزال مرنة عند وضعها على الجسم.
ومن عينات الدرع نفسه، يمكن رؤية أنه مصنوع من طين طُلي سطحه باللون الأحمر.
وأثبتت مختلف الاختبارات العلمية أن الأصباغ التي استُخدمت هي عبارة عن طبقة تحتية تتكون من الحجر الجيري الأبيض، مع صبغة معدنية حمراء تزين السطح.
وقالت سوادا: "من الممكن أن الدرع كله كان مطلياً".
وسبق أن ذُكرت الدروع المصنوعة من الراتنج في الكتابات الأدبية، ولكن، "يبدو أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التعرف على درع طيني"، بحسب ما ذكرته سوادا.
كيف وصلت المومياء إلى أستراليا؟
واشتُريت الجثة المحنطة في عامي 1856، أو 1857 أثناء رحلة إلى مصر قام بها الباحث والرحال، السير تشارلز نيكولسون.
وتبرع نيكولسون بالجثة لجامعة سيدني، إلى جانب عدد كبير من القطع الأثرية الأخرى من شرق البحر الأبيض المتوسط ، بهدف افتتاح متحف للآثار.
ومن المحتمل أن تكون دروع الطين أكثر شيوعاً آنذاك بسبب كونها من مادة ميسورة التكلفة، إذ يمكن الحصول على الطين محلياً، بينما تكون مادة الراتنج مستوردة.
وكشف تحليل الهيكل العظمي أن الجثة تنتمي لامرأة يتراوح عمرها بين 26 و35 عاماً.
ومع ذلك، كشفت تواريخ الكربون المشع للجسم أنه أقدم من التابوت الذي وُضع فيه، ما يشير إلى أن الشخص المحنط ليس الشاغل الأصلي.
وقالت سوادا: "من المحتمل أن يكون التجار قد وضعوا جثة ليست لها صلة في التابوت لبيع نيكولسون مجموعة كاملة".
وأظهر الجسم أدلة على إصابتها بأضرار قديمة كانت ربما بسبب لصوص القبور، وهو أمر شائع، وفقاً لسوادا.
ولذلك، استُخدم الدرع للمساعدة في ترميم الجسم.