مشروع سري من الحرب الباردة يكشف عن مفاجأة في أعماق الجليد في غرينلاند

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اتسعت وانكمشت الطبقة الجليدية التي تغطي المناطق الشمالية لكوكبنا على مدى المليوني سنة الماضية. ولكن، اعتُقد في السابق أن البرد القارس في غرينلاند، وجليدها الذي يبلغ عمقه أميالاً، عبارة عن سمة ثابتة.

محتوى إعلاني

ومع ذلك، تشير أدلة جديدة إلى أن المنطقة كانت ذات يوم مكانًا أكثر دفئاً وخضرةً مقارنة بما نراه اليوم.

محتوى إعلاني

و قد يكون ما تطلبه الأمر في الماضي لإذابة الجليد، وظهور النباتات في المنطقة، بالغ الأهمية للتنبؤ بكيفية استجابة القطب الشمالي للتغير المناخي في الوقت الحاضر.

فوجئ العلماء عند عثورهم على الأغصان، والأوراق في عينة التراب التي أُخذت من أسفل طبقة الجليد في غرينلاند بالستينيات. Credit: Dorothy Peteet, Columbia University

وأظهرت عينة من الأرض كانت مفقودة منذ زمن طويل أنه خلال المليون سنة الماضية، وربما قبل 400 ألف عام، كان المكان موطناً للطبيعية النباتية.

واكتُشفت العينة تحت الجليد السميك في شمال غرب غرينلاند في الستينيات.

وتوقع العلماء العثور على الرمال والصخور في التراب، ولكنهم فوجئوا بدلاً من ذلك بالأغصان، والأوراق.

وقال زميل ما بعد الدكتوراه، والذي يعمل كمحاضر في مجال الجيولوجيا في معهد "جوند" للبيئة في جامعة "فيرمونت"، أندرو كريست إنه "من المحتمل أن البرك والجداول الصغيرة انتشرت في المنطقة، بينما غطت نباتات التندرا سطح الأرض".

احتوت العينة على نباتات محفوظة بشكل مثالي. Credit: Andrew Christ/UVM

ويُعد هذا الاكتشاف دليلاً إضافياً على معرفة جديدة ومثيرة للقلق مفادها أن الغطاء الجليدي في غرينلاند ذاب تماماً خلال فترة دافئة حديثة في تاريخ الأرض، وهي فترات لا تختلف عن تلك التي نشهدها حالياً، وأن ذلك يتسارع مع ارتفاع درجة حرارة الأرض التي يسببها الإنسان.

وعلى مدى المليون سنة الماضية، تخلل مناخ الأرض فترات دافئة قصيرة نسبياً تبلغ حوالي 10 آلاف عام تسمى"interglacials"، وتميزت تلك الفترات بانخفاض الجليد في القطبين، وكان مستوى سطح البحر أعلى.

مشهد لنهر في غرينلاند. Credit: Joshua Brown/UVM

ومن الممكن أن تكون إحدى تلك الفترات، ربما منذ مليون عام أو قبل 400 ألف عام، قد شهدت آخر مرة ذاب فيها هذا الجزء من غرينلاند، ونمت فيها التندرا في المنطقة، وفقاً لما ذكره كريست، وهو المؤلف الرئيسي للدراسة التي نشرت في مجلة "PNAS" الإثنين.

مشروع "الدودة الثلجية"

صورة لمهندسين في مختبر للأبحاث والهندسة في معسكر " Century". Credit: Army Corps of Engineers

ولدى المواد التي تم تحليلها في الدراسة قصة فريدة، ومثيرة للاهتمام، إذ أنها جاءت من معسكر "Century"، وهي قاعدة عسكرية من الحرب الباردة حُفرت داخل الغطاء الجليدي فوق الدائرة القطبية الشمالية في الستينيات.

وسُمي المشروع بـ"الدودة الثلجية" (Iceworm)، وكان هدفها الحقيقي إخفاء 600 صاروخ نووي تحت الجليد بالقرب من الاتحاد السوفييتي.

وبهدف إخفاء المشروع، قدم الجيش المعسكر كمحطة علمية قطبية. وفشلت المهمة العسكرية، ونُقلت عينات الجليد، والتراب التي جُمعت من مكان إلى آخر في علب من الحلوى.

وقضت العينات فترة في جامعة "بافالو" في نيويورك بالسبعينيات قبل نقلها إلى ثلاجة أخرى في كوبنهاغن بالدنمارك في التسعينيات. وهذا هو المكان الذي ظلت فيه العينات لعقود حتى نُقلت إلى ثلاجة جديدة، واكتُشفت مجدداً بالصدفة في عام 2017.

وباستخدام أحدث تقنيات التأريخ، تمكن العلماء من تحليل الرواسب، وأحفوريات النباتات المحفوظة بشكل مثالي.

ويُعد التعلم عما حدث في المرة الأخيرة التي كانت فيها غرينلاند أكثر دفئاً من الوقت الحاضر أمراً بالغ الأهمية، إذ يُعتقد أن الغطاء الجليدي قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر لما يصل إلى 7 أمتار، وهو تغير في مستويات سطح البحر يمكن أن يُغرق العديد من المدن الكبرى حول العالم.

وقال كريست: "في الماضي الجيولوجي، كان الأمر سيستغرق آلاف الأعوام لإذابة الغطاء الجليدي. ونحن نرفع درجة حرارة المناخ بسرعة، وبمعدل يتجاوز أي شيء، لوحظ في المليون سنة الماضية".

نشر
محتوى إعلاني