بظل جنوح سفينة عملاقة بقناة السويس.. قباطنة يروون تجاربهم في قيادة أكبر سفن العالم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُعتبر التوقف في حالات الطوارئ مناورة مألوفة لمعظم سائقي السيارات. ولكن، ماذا يحدث عندما تكون السيارة التي تقودها بحجم مدينة صغيرة؟ وغير مجهزة بمكابح؟
وهذا هو السيناريو الذي يواجه أولئك الذين يقودون المئات من سفن الحاويات العملاقة، وسفن الرحلات البحرية في البحار، والممرات المائية.
وتصدرت قدرات عمالقة المحيطات هذه على المناورة عناوين الأخبار هذا الأسبوع عندما علقت سفينة حاويات، يبلغ طولها ارتفاع مبنى "إمباير ستيت"، في قناة السويس، وهي واحدة من أهم الممرات المائية في العالم.
واصطدمت سفينة "إيفر غيفن" بجانب الممر المائي الثلاثاء متأثرةً برياح بلغت سرعتها 40 عقدة، وانخفاض مستوى الرؤية بسبب عاصفة رملية، وفقًا لهيئة قناة السويس.
ووسط الكفاح من أجل إعادة السفينة إلى مسارها، علقت العديد من السفن في ازدحام حركة المرور البحرية.
وبظل هذا الموقف، كيف هي تجربة قيادة أكبر سفن العالم عبر قناة السويس، وغيرها من الأماكن؟ وتحدثت CNN مع الخبراء لتعلم المزيد.
وجهة نظر قبطان سفينة حاويات
وقاد القبطان ياش غوبتا، الذي عمل في البحر منذ حوالي 20 عاماً، سفن الحاويات التي تعبر محيطات العالم.
ووصف غوبتا الحياة في البحر بأنها "لا يمكن التنبؤ بها، ولكنها ممتعة للغاية".
وقال غوبتا لـCNN: "إذا كنت في البحر في ظل عمليات عادية، فستشعر بالراحة".
ولكنك لن تعرف أبداً ما الذي سيحدث لاحقاً، وفقاً لما أضافه.
ويكمن المفتاح في التخطيط، بحسب ما قاله غوبتا.
ومع فريق الملاحة الخاص به، يحدد غوبتا الطريق بعناية قبل بدء الرحلة، مع مراعاة ظروف المد والجزر، والطقس.
ومن المهم أخذ الرياح بعين الاعتبار بشكل خاص عندما يأتي الأمر لسفن الحاويات، فتشكل الحاويات المكدسة ارتفاعاً كبيراً.
ولا يمكن الضغط على الفرامل بالطريقة ذاتها التي توقف بها سيارة متحركة.
لكن، ما مدى السرعة التي يمكنك بها إيقاف سفينة حاويات؟
وللإجابة على هذا السؤال، أشار غوبتا إلى الطلب المرتفع للغاية على شحن البضائع.
ويعني هذا الطلب المرتفع أن سفن الحاويات مبنية لاستيعاب التسريع والتباطؤ في أقصر فترة زمنية ممكنة لتجنب التأخير، وفقاً لما قاله غوبتا.
ولكن، لا تزال الأرقام الكبيرة بسبب حجم السفن، وقال غوبتا إن سفن الحاويات تستغرق 1.8 ميلاً، وما بين 14 إلى 16 دقيقة، للتوقف عند حركتها في السرعة القصوى.
وسواءً اقتربت سفينة من قناة السويس من المدخل الشمالي، أو الجنوبي ، فلا يمكنها المضي قدماً حتى يأتي على متنها قبطان واحد على الأقل يمثل هيئة قناة السويس.
ويُعد الربابنة خبراء في تضاريس المنطقة، وعمق المياه، وعرض القناة.
وجهة نظر سفن الرحلات البحرية
وتواجه السفن السياحية التي تعبر قناة السويس، أو غيرها من الممرات المائية الضيقة، العديد من التحديات ذاتها التي تواجهها سفن الحاويات، فهي تتميز بارتفاعها على سبيل المثال.
وقال القبطان ديفيد باثجيت، الذي يقود السفن في خط الرحلات البحرية الفاخرة "Seabourn Cruise Line" المملوكة من قبل "Carnival": "كلما زاد ارتفاع الناقلة.. كلما كانت أكثر عرضة لتأثيرات الرياح".
ويتمتع باثجيت بعقود من الخبرة في مجال الملاحة البحرية، كما أنه حمل لقب القبطان طوال العقدين الماضيين.
ومثل غوبتا، يعمل باثجيت مع فريقه على متن السفينة لوضع خطة للرحلة.
ويفحص أربعة أشخاص على الأقل مخطط الرحلة.
وقبل الإبحار في ممر ضيق، مثل قناة السويس، سيتأكد فريق باثجيت من معرفتهم لعمق الممر المائي، وعرضه، و"أي مخاطر ملاحية إضافية" قد تكون موجودة، بحسب ما ذكره.
ومع أنه من غير المحتمل أن تتغير الظروف الطبوغرافية، يمكن أن يكون للطقس المفاجئ تأثير غير متوقع، وقال باثجيت: "في السويس على سبيل المثال، قد تكون العواصف الرملية واحدة من المخاطر الرئيسية".
وتعبر السفن القناة في قافلة مرقمة، لذلك، عندما تقترب سفينة من القناة، فهي ترسو، وتنتظر تأكيداً للوقت المحدد لها.
وعادةً ما تحظى سفن الرحلات البحرية بالأولوية بسبب عدد ركابها، ولأنهم يعملون ضمن إطار زمني ضيق.
وليس هذا هو الحال في قناة السويس فقط، بل في الممرات المائية الأخرى، بحسب ما ذكره غوبتا.
وعادةً ما يصعد قبطانين، أو ثلاثة، من هيئة قناة السويس على متن سفينة سياحية للمساعدة في العبور.
وأما عن المدة التي تستغرقها السفن السياحية للتوقف بعد إبحارها في السرعة القصوى، فهي تتطلب 15 دقيقة، و1.75 ميلاً.