صدفة أدت لسنوات عديدة من السعادة.. ثنائي يقع في الحب من النظرة الأولى على متن رحلة بحرية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في ليلة رأس السنة الجديدة في عام 1979، قرعت ماريانا بينوتشي كأسها مع الرجل الجالس مقابلها، وذلك لتقديم نخبٍ للعقد الجديد.
وكانت بينوتشي، وهي مساعدة إدارية في نيويورك بلغت من العمر 32 عاماً آنذاك، تقضي إجازتها على متن سفينة "Cunard Countess" السياحية.
وكانت بينوتشي متحمسةً لاستكشاف مياه البحر الكاريبي، والتوجه لباربادوس، وسانت لوسيا.
واتخذت الرحلة منعطفاً غير متوقع، فلم يكن تركيز بينوتشي على المشاهد الجميلة، بل على الرجل الجالس أمامها، والذي كان يبتسم ابتسامة عريضة.
وكان ذلك الرجل روبرت نولز، وهو مصور سفن بريطاني يبلغ من العمر 27 عاماً.
وقضى نولز معظم حياته البالغة في التقاط الصور على متن السفن السياحية.
وشعر الثنائي بصلة قوية حتى رغم تعرفهما على بعضهما البعض لعدة أيام فقط.
ولكن، كانت هناك مشكلة، إذ أن بينوتشي عاشت في أمريكا، بينما عمل نولز في البحر.
وإذا سأل شخصٌ ما بينوتشي عما إذا كانت تؤمن بالحب من أول نظرة قبل ديسمبر/كانون الأول من عام 1979، كانت سترد قائلةً: "سأصدق ذلك عندما أراه"، بحسب ما قالته لـCNN.
وأضافت بينوتشي: "لقد رأيت الأمر، واختبرته. وأعتقد أنه كان لدينا صلة منذ البداية".
لقاء على متن السفينة
وصعدت بينوتشي على متن السفينة مع صديقة لها تُدعى كانديس، وشعر كلاهما بالتعب عند انضمامها للسفينة في بورتوريكو.
وعند وصولهما للسفينة، لوح لهما رجلٌ يحمل كاميرا، وطلب منهما أن يبتسما من أجل صورة، وأضحك ذلك بينوتشي.
وكان نولز الرجل وراء الكاميرا.
وكانت وظيفة نولز هي ذاتها في أي سفينة، وكان يتجول بكاميرا "نيكون"، ولفائف من الأفلام ليلتقط أكبر عدد ممكن من الصور.
وخلال الأعوام الماضية، التقط نولز صور آلاف الركاب، ولكن، كانت بينوتشي بارزة أمامه منذ اللحظة التي صعدت فيها على متن السفينة.
وشكلت محطة في ميناء "سانت توماس" في جزر العذراء الأمريكية الخلفية لأول موعد للثنائي.
قصة حب قصيرة
وشعر الثنائي بالحماس نتيجة لقائهم غير المتوقع، وحاول كلاهما دفع فكرة أن علاقتهما لن تتمكن من الازدهار بعد انتهاء الرحلة بعيداً.
ومع اقتراب الرحلة من نهايتها في بورتوريكو، أصبح من الواضح أن بينوتشي ستعود إلى نيويورك، بينما سيبقى نولز على متن السفينة.
وعند توديعها له، قالت بينوتشي: "إذا كنت في نيويورك في يوم من الأيام، قم بزيارتي"، ووعدها نولز بذلك.
لم الشمل في نيويورك
ومرت أسابيع، واستقرت بينوتشي مرة أخرى في حياتها بمانهاتن.
وفي هذه الأثناء، كان نولز يتعامل مع مدير جديد لم ينسجم معه، كما أنه ظل يفكر في بينوتشي، والوعد الذي قطعه لها.
ومع مجيء فبراير/شباط، قرر المصور زيارتها، ثم وصل إلى مطار جون كينيدي في 18 فبراير/شباط من عام 1980.
وقضى الثنائي الأسابيع الثلاثة اللاحقة في استكشاف مانهاتن.
وبعد ذلك، سافر نولز إلى لندن مؤقتاً لأخذ بعض من أغراضه، ثم عاد لنيويورك في 19 مارس/آذار، ولم يفترق الثنائي من ذلك الحين.
الخطوات التالية
وتمكن نولز من العثور على عمل كمصور فوتوغرافي في المدينة، استقر الثنائي في روتين سعيد ومريح، وأصبحت أيام الأحد النقطة المحورية بعد إنهاء أسبوع العمل.
وتزوج الثنائي في غضون عام.
واستقبلت عائلة بينوتشي زوجها بأذرع مفتوحة، ولكن، لم تتمكن بينوتشي من مقابلة عائلة نولز حتى عام 1982.
وعاش الثنائي في نيويورك خلال الأعوام القليلة التالية، ثم رحبا بابنتهما كايت في عام 1986.
وفي أبريل/نيسان من عام 2021، سيحتفل الثنائي بالذكرى السنوية الأربعين لزواجهما.
ولا يزال المعارف الجدد لبينوتشي ونولز يشعرون بالدهشة عند معرفتهم عن قصة لقائهما، ويشعر الثنائي بالامتنان للصدفة التي أدت إلى أعوام عديدة من السعادة.