هل تتخيل شراء منزل بمكان لم تطأه قدماك من قبل؟ هذا بالتحديد ما فعله ثنائي أمريكي

نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من منا لم يحلم ببناء حياة جديدة عند رؤية صورة ساحرة لبلد أجنبي؟ ورغم أن القيام بشراء منزل والتخطيط لحياة جديدة في مكان لم تطأه قدماك من قبل يُعتبر أمراً صعباً للبعض، إلا أن هذا ما قام به الأمريكي مايكل باريت بالتحديد.

محتوى إعلاني

وقضى باريت، وهو من مدينة شيكاغو الأمريكية، معظم فترة الإغلاق خلال جائحة فيروس كورونا، وهو ينظر للمنازل المعروضة للبيع في إيطاليا.

ولكن، بدلاً من الاكتفاء بالنظر إليها، قرر الأمريكي، وزوجته أيدا، شراء منزل دون زيارته شخصياً.

محتوى إعلاني

اتخاذ القرارات

بظل جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، اشترى ثنائي أمريكي منزلاً في إيطاليا دون زيارته شخصياً. Credit: shutterstock

ورغم أن الثنائي يعيش في ولاية ويسكونسن الأمريكية، إلا أنهما ليسا غريبان عن إيطاليا.

وتنحدر أيدا من إقليم كالابريا الإيطالي، والتقى الثنائي ببعضهما البعض عند زيارتها لمدينة شيكاغو الأمريكية في إجازة قبل 35 عاماً.

ومنذ زواجهما، زار الثنائي البلاد بشكل منتظم، كما أنهما قررا السكن هناك خلال مرحلة التقاعد.

وقرر الثنائي الامتناع عن شراء أحد المنازل ضمن البيوت الشهيرة المعروضة للبيع مقابل دولار واحد في إيطاليا، إذ سيحتاج إلى الكثير من التجديد.

العثور على المكان الصحيح

صورة (على اليسار) للثنائي عند "نافورة تريفي" بعام 1987، وصورة أخرى (على اليمين) في أمانتيا في عام 2019. Credit: Courtesy of Michael Barrett

وأراد الثنائي العثور على منزل يتراوح سعره بين 88 ألف دولار و236 ألف دولار، كما أنهما خططا للسفر إلى إيطاليا في أبريل/نيسان أو مايو/أيار من عام 2020، بعد تحضير قائمة من المنازل التي يرغبون بزيارتها.

ولكن، كيف يمكن للمرء شراء منزل في مكان لم يزره مطلقاً، خلال جائحة عالمية؟ وبالنسبة لهذه العائلة، تطلب الأمر إشراك طرف ثالث.

أراد باريت، وزوجته أيدا، أن يكونا على مسافة قريبة من مدينة رئيسية، واختار الثنائي ميلانو. Credit: Piero Cruciatti/AFP/Getty Images

وتواصل الثنائي مع السمسار العقاري، شون كارلوس، والذي يقع مقره بين ميلانو وتوسكانا.

وتمثلت خطة الثنائي في وضع قائمة مختصرة بالعقارات، وزيارة كارلوس لتلك المواقع، واصطحابهما بجولة افتراضية فيها.

وإذا أعجبهم أحد المنازل، فسيقومان بالطلب من مهندس معماري بعمل تقرير عن الملكية.

ومن مارس/آذار إلى مايو/أيار من العام الماضي، تصفح كلا من مايكل وأيدا الإنترنت بحثاً عن منازل مُحتملة.

المنزل في بلدة "مينا" (Meina) بإيطاليا. Credit: Courtesy of Emanuele Monti

وقال باريت: "إذا كان للملكية ميزة، فعندها يتواصل (كارلوس) بوكيل البائع المحلي ليحصل على معلومات إضافية".

وفي النهاية، وجد الثنائي منزلاً في "مينا"، وهي بلدة تقع على ضفاف بحيرة.

ويتكون المنزل، الذي بني في بداية القرن العشرين، من ثلاثة طوابق، و3 غرف نوم، و3 حمامات.

واتضح من تقرير المهندس المعماري أن المنزل في حالة جيدة، وكان يعيش فيه حتى وقت قريب ثنائي مسن.

وعرض المالكون المنزل في مقابل 100 ألف دولار.

وقال باريت: "قمنا بعملية الشراء بالكامل بناءً على المعلومات الواردة في تقرير المهندس المعماري".

التوقيع

أحب الثنائي الشجرة التي تنمو فوق القوس على وجه الخصوص. Credit: Courtesy of Emanuele Monti

وبعد العثور على المنزل بنجاح، كان على الثنائي الانتقال للمرحلة الثانية، وهي إتمام عملية الشراء.

ولكن، لم تتوفر لديهما وسيلة للسفر جواً من الولايات المتحدة في يوليو/تموز، فقررا أن تسافر ابنتهما من بروكسل لفحص المنزل، والتوقيع على الصكوك.

ولكن بحلول أكتوبر/تشرين الأول، بدأت الموجة الثانية من الجائحة بالتشكل في إيطاليا، ولم يرغب الثنائي بتعريض ابنتهما للخطر.

واضطر الثنائي اللجوء إلى شخص آخر لإكمال عملية البيع.

صداقة مع غريب عبر "فيسبوك"

صورة للثنائي في كومو بعام 2014. Credit: Courtesy Michael Barrett

ولكن، هل سبق لك أن قابلت شخصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتنشأ بينكما صداقة دون مقابلته بشكل شخصي من قبل؟

وحدث ذلك مع الكثير منا في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، وهذا ما حدث لباريت أيضاً.

ويهوى باريت ركوب الدراجات، وهو عضو في مجموعات مختلفة خاصة لراكبي الدراجات بموقع "فيسبوك".

وفي صيف عام 2020، لاحظ باريت صوراَ نشرها شخص يُدعى دوغ ريتر لرحلة ركوب الدراجات حول نهر "كومو".

وأرسل له باريت رسالة خاصة تقول: "لقد استمتعت حقاً بمنشورك، ولا بد أنك مقيم هناك".

وبعد أشهر من الدردشة عن إيطاليا، تساءل باريت عن إمكانية جعل ريتر وكيلاً للثنائي في عملية الشراء.

وكانت حقيقة شراء ريتر لعقارين في شمال إيطاليا في الأعوام الثلاثة الماضية أمراً جيداً. 

وبهذه الطريقة، طلبت الثنائي من رجل لم يقابلاه من قبل توقيع صكوك منزل لم يقما بزيارته قط.

لحظة الحقيقة

وبتاريخ 2 ديسمبر/كانون الأول، أي موعد التسليم، وصل ريتر للمنزل.

وقال باريت: "طلبت منه أن يتجول في المكان قبل ساعة، وقلت: إذا كنت تعتقد أنه كارثة، فلا داعي حتى لتوضيح السبب، وغادر".

وفي الواقع، وجد الثنائي أن المنزل جميل، ووقعا على الصكوك.

وتعمل العائلة مع المهندس المعماري إيمانويل مونتي، الذي أصدر التقرير الأولي، لتحديث المنزل بالكامل، وتجديده.

ولم ير الثنائي المنزل بشكل شخصي حتى الآن، حتى بعد مرور 4 أشهر من عملية الشراء.

وفي حال لم يعجبهم المنزل، فسيكون لديهم على الأقل مكان للعيش فيه أثناء البحث عن بديل آخر.

نشر
محتوى إعلاني