ظروف "لا ترحم".. مصور يروي تجربته وسط عاصفة رملية بصحراء الإمارات سعيا لصور غير اعتيادية

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند سماعك عن اقتراب عاصفة ترابية في منطقة معينة، سيكون رد فعلك الطبيعي الابتعاد عن المكان وتجنبه. ولكن، لم ينطبق هذا الأمر على المصور الذي توجه إلى قلب الحدث في دولة الإمارات العربية المتحدة.

محتوى إعلاني

ولطالما أحب المصور المحترف المتخصص في الفنون الجميلة، أنتوني لامب، التركيبات البسيطة، والفن الذي يتسم بطابع التقليلية، أو ما يُعرف بـ"Minimalism".

ويظهر ذلك في مختلف أعماله، مثل مشروع "Desert Portraits" على سبيل المثال، الذي يتميز بفراغاته السلبية، وخلوه من اللإلهاء.

محتوى إعلاني

هوس بين رمال الصحراء

نشأ المصور أنتوني لامب بين عائلة من المبدعين. Credit: Courtesy Anthony Lamb

وبسبب ميوله عندما يأتي الأمر للتصوير الفوتوغرافي، كان من الطبيعي من لامب أن يوجه عدسته إلى الصحاري.

وخلال الأعوام الماضية، أصبح لامب "مهووساً" بتوثيق المشاهد الطبيعية غير الاعتيادية في الصحراء العربية، بحسب ما ذكره في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.

عمل المصور على مشروع فوتوغرافي يُدعى "Desert Portraits". Credit: Courtesy Anthony Lamb

وقال المصور، الذي عاش في دولة الإمارات لأكثر من 10 أعوام: "خلال زيارتي للصحراء لأعوام عديدة، ازداد تقديري للنباتات، والحيوانات الصحراوية بسبب المناظر الطبيعية البسيطة التي تُبرز وجودها".

وبدأ المصور في التساؤل عن كيفية نجاة أي شيء في مثل هذه البيئة التي "لا ترحم"، بحسب تعبيره.

عاش المصور في دولة الإمارات لأكثر من 10 أعوام. Credit: Courtesy Anthony Lamb

وأثناء العمل على المشروع، كان لامب يتجول بين الكثبان الرملية بحثاً عن التركيبات المناسبة لتوثيقها، وكان يعود بعض الأحيان إلى المنزل وبحوزته صورة أو صورتين، وفي أحيانٍ كثيرة، كان يعود أدراجه خائباً.

وأكد المصور قائلاً: "هذا هو التحدي في تصوير الصحراء، فالعثور على موضوع مناسب يشبه تصوير صور البورتريه. ويتمتع بعض الأشخاص بالجاذبية في الصور بشكل طبيعي، وينطبق الأمر ذاته على الأشجار التي اخترت تصويرها. وبعضها جميل، وبعضها ليس كذلك".

قلب العاصفة

أثناء العمل على المشروع، كان المصور يعود أدراجه خائباً في بعض الأحيان بعد التجول بين الكثبان الرملية بحثاً عن مشاهد تستحق التصوير. Credit: Courtesy Anthony Lamb

ويتضمن مشروع لامب صوراً من مختلف أنحاء الصحراء العربية، مع التقاط غالبية الصور في دبي، والشارقة، وأبوظبي.

ورغم أنه يستخدم سيارة دفع رباعي لاستكشاف مواقع مناسبة، إلا أن المصور يرى أنه يميل للعثور على أفضل المواقع سيراً على الأقدام.

التقط لامب معظم صوره في دبي، والشارقة، وأبوظبي. Credit: Courtesy Anthony Lamb

وتتضمن سلسلته الفوتوغرافية مشاهد بصحراء في منطقة الليسيلي في دبي التقطها خلال عاصفة ترابية، موضحاً أنه التقط معظم صوره خلال هذه الظروف. 

وأكد لامب أن العديد من صوره المفضلة التُقطت في هذه الظروف الصعبة، إذ توفر الجماليات التي يسعى لتحقيقها في أعماله.

وقال المصور: "واجهت رطوبة عالية خلال عاصفة ترابية لا ترحم، ولقد كانت تجربة جديدة تماماً"، مضيفاً: "توجهت خارجاً بوجه التدفق المضطرب لهواء الصحراء. وفي كل مكان حولي، كانت أرضية الصحراء تتحرك".

واجه المصور مختلف المصاعب أثناء التصوير خلال عاصفة ترابية. Credit: Courtesy Anthony Lamb

وآنذاك، واجه المصور مختلف المصاعب التي تراوحت من تشكل الضباب على عدسة الكاميرا بسبب الرطوبة، والفرق في درجات الحرارة داخل سيارته وخارجها، والرمال المتطايرة التي التصقت على جلده المتعرق.

ورغم عدم رغبة معظم المصورين بالمخاطرة بإتلاف معداتهم، أو تعريض أنفسهم لهذه الظروف غير المريحة، إلا أن لامب قال:" أنا أحب التحدي، وهو ما يُشعرني بأنني على قيد الحياة". 

ويسمح وضع نفسك في قلب الصحراء أثناء عاصفة رملية بتجربة الطبيعة في أوقات التوتر، والصلة العاطفية عند الشعور بالرمال على بشرتك، بحسب ما أوضحه لامب.

وفي النهاية، ظهرت الصور بالضبط كما أرادها المصور بفضل ظروف الطقس.

نشر
محتوى إعلاني