ظروف "لا ترحم".. مصور يروي تجربته وسط عاصفة رملية بصحراء الإمارات سعيا لصور غير اعتيادية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند سماعك عن اقتراب عاصفة ترابية في منطقة معينة، سيكون رد فعلك الطبيعي الابتعاد عن المكان وتجنبه. ولكن، لم ينطبق هذا الأمر على المصور الذي توجه إلى قلب الحدث في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولطالما أحب المصور المحترف المتخصص في الفنون الجميلة، أنتوني لامب، التركيبات البسيطة، والفن الذي يتسم بطابع التقليلية، أو ما يُعرف بـ"Minimalism".
ويظهر ذلك في مختلف أعماله، مثل مشروع "Desert Portraits" على سبيل المثال، الذي يتميز بفراغاته السلبية، وخلوه من اللإلهاء.
هوس بين رمال الصحراء
وبسبب ميوله عندما يأتي الأمر للتصوير الفوتوغرافي، كان من الطبيعي من لامب أن يوجه عدسته إلى الصحاري.
وخلال الأعوام الماضية، أصبح لامب "مهووساً" بتوثيق المشاهد الطبيعية غير الاعتيادية في الصحراء العربية، بحسب ما ذكره في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وقال المصور، الذي عاش في دولة الإمارات لأكثر من 10 أعوام: "خلال زيارتي للصحراء لأعوام عديدة، ازداد تقديري للنباتات، والحيوانات الصحراوية بسبب المناظر الطبيعية البسيطة التي تُبرز وجودها".
وبدأ المصور في التساؤل عن كيفية نجاة أي شيء في مثل هذه البيئة التي "لا ترحم"، بحسب تعبيره.
وأثناء العمل على المشروع، كان لامب يتجول بين الكثبان الرملية بحثاً عن التركيبات المناسبة لتوثيقها، وكان يعود بعض الأحيان إلى المنزل وبحوزته صورة أو صورتين، وفي أحيانٍ كثيرة، كان يعود أدراجه خائباً.
وأكد المصور قائلاً: "هذا هو التحدي في تصوير الصحراء، فالعثور على موضوع مناسب يشبه تصوير صور البورتريه. ويتمتع بعض الأشخاص بالجاذبية في الصور بشكل طبيعي، وينطبق الأمر ذاته على الأشجار التي اخترت تصويرها. وبعضها جميل، وبعضها ليس كذلك".
قلب العاصفة
ويتضمن مشروع لامب صوراً من مختلف أنحاء الصحراء العربية، مع التقاط غالبية الصور في دبي، والشارقة، وأبوظبي.
ورغم أنه يستخدم سيارة دفع رباعي لاستكشاف مواقع مناسبة، إلا أن المصور يرى أنه يميل للعثور على أفضل المواقع سيراً على الأقدام.
وتتضمن سلسلته الفوتوغرافية مشاهد بصحراء في منطقة الليسيلي في دبي التقطها خلال عاصفة ترابية، موضحاً أنه التقط معظم صوره خلال هذه الظروف.
وأكد لامب أن العديد من صوره المفضلة التُقطت في هذه الظروف الصعبة، إذ توفر الجماليات التي يسعى لتحقيقها في أعماله.
وقال المصور: "واجهت رطوبة عالية خلال عاصفة ترابية لا ترحم، ولقد كانت تجربة جديدة تماماً"، مضيفاً: "توجهت خارجاً بوجه التدفق المضطرب لهواء الصحراء. وفي كل مكان حولي، كانت أرضية الصحراء تتحرك".
وآنذاك، واجه المصور مختلف المصاعب التي تراوحت من تشكل الضباب على عدسة الكاميرا بسبب الرطوبة، والفرق في درجات الحرارة داخل سيارته وخارجها، والرمال المتطايرة التي التصقت على جلده المتعرق.
ورغم عدم رغبة معظم المصورين بالمخاطرة بإتلاف معداتهم، أو تعريض أنفسهم لهذه الظروف غير المريحة، إلا أن لامب قال:" أنا أحب التحدي، وهو ما يُشعرني بأنني على قيد الحياة".
ويسمح وضع نفسك في قلب الصحراء أثناء عاصفة رملية بتجربة الطبيعة في أوقات التوتر، والصلة العاطفية عند الشعور بالرمال على بشرتك، بحسب ما أوضحه لامب.
وفي النهاية، ظهرت الصور بالضبط كما أرادها المصور بفضل ظروف الطقس.