داخل مطابخ الجدات.. 61 جدة من حول العالم يشاركن أشهى وصفاتهن

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند زيارة مطعم، نحن نطلب أحياناً وجبة لا تُنسى صُنعت من قبل سيدة عجوز، كانت تطهو تلك الوجبة طوال حياتها.

محتوى إعلاني

ومرت أناستازيا مياري بهذه التجربة في جزيرة كورفو اليونانية في عام 2016 عندما جلست مع صديقتها إيسكا لوبتون، لتناول وجبة بحرية حضرتها جدتها التي تُدعى أناستازيا أيضاً.

محتوى إعلاني

وفي كل عام، كانت مياري تعود إلى كورفو لزيارة جدتها، وفي إحدى الأيام، وعندما كانت تشاهد فيلماً وثائقياً يتمحور حول نساء مسنات يصنعن الخبز، راودتها فكرة، وهي العمل على مشروع عن الطاهيات المسنات حول العالم.

أناستازيا مياري مع جدتها، وصديقتها إيسكا لوبتون، في جزيرة كورفو اليونانية. Credit: Ella Louise Sullivan

ولذلك، اتصلت مياري بصديقتها لوبتون، وهي مديرة إبداعية تعمل بمجال الطعام، وتدربت كطاهية، إضافةً إلى صديقتها إيلا لويز سوليفان التي تعمل كمصورة.

حضرت الجدة أناستازيا السمك المشوي، مع السلطة اليونانية. Credit: Ella Louise Sullivan

وكانت النتيجة هي كتاب "Grand Dishes"، الذي يقدم لمحة عن 61 طاهية رائعة حول العالم، وهن جدات أيضاً.

عبور القارات

أظهرت معلا حسن الضيافة التركية للصديقتين البريطانيتين. Credit: Ella Louise Sullivan

وامتدت رحلة الفريق إلى 10 دول، وثلاث قارات، وذهبت مياري ولوبتون لمقابلة 41 امرأة، والطبخ مع كل واحدة منهن.

وقام الثنائي برحلة برية بالولايات المتحدة، وجولة في صقلية، كما أنهما واجهتا الحواجز اللغوية في روسيا، وبولندا.

وسافر الثنائي أيضاً إلى أماكن أبعد من خلال ثقافة الطعام، إذ أنهما التقيا بجدات من فيتنام، وتنزانيا في المملكة المتحدة.

وكانت بروكلين إحدى المحطات المفضلة لديهما في الولايات المتحدة، وقابل الثنائي "بابا" (الجدة) مارال، والتي ولدت في جبال أذربيجان وأصبحت طبيبة أمراض جلدية.

ولكنها بدأت حياةً جديدة في أمريكا بسن الـ41 عاماً، وذلك بعد أن تركها زوجها مع طفليها.

حضرت مارال ورق العنب المحشي. Credit: Iska Lupton

وقالت لوبتون: "كانت لديها الكثير من العبوات المليئة بالنعناع، والأعشاب الجبلية. وهي جعلتني أرغب بالذهاب إلى أذربيجان بشدة".

واستمتع الثنائي بوقتهما أيضاً مع الجدة معلا في إسطنبول عند زيارتهما لتركيا لأول مرة، ولكنها توفيت قبل أن تشهد نشر الكتاب.

وكانت معلا "سيدة عجوز لطيفة"، بحسب ما ذكرته مياري، وأضافت: "وصلنا إلى إسطنبول ونحن لا نعرف ما الذي يجب توقعه، ولكن جاءت حفيدتها زينب لاصطحابنا إلى فندقنا، كما أنها اصطحبتنا إلى مطعم رائع، وأظهرت لنا حسن الضيافة التركية".

العثور على جذورهما

حضرت جدة لوبتون، والتي تُدعى مارغيت، طبق "شنيتزل". Credit: Ella Louise Sullivan

وإلى جانب التعرف على الثقافات الأخرى، تعلمت كل من مياري ولوبتون المزيد عن أصولهما.

وانتقلت جدة لوبتون، مارغيت، إلى المملكة المتحدة في التاسعة من عمرها، ولكنها من ألمانيا.

وحضرت مارغيت، التي تبلغ من العمر 93 عاماً، وجبة "شنيتزل".

وتعلمت لوبتون المزيد بفضل العمل على المشروع، فقالت: "عند إجراء أناستازيا مقابلة معها (جدتها)، اكتشفنا الكثير مما كان مميزاً حقاً".

وأضافت لوبتون: "تأثرت عائلتي بأكملها بالكتاب بشكل لا يصدق".

كسر الحواجز

تمتلك هيلين مطعماً للشواء في تينيسي بالولايات المتحدة. Credit: Iska Lupton

وغيرت العديد من النساء توقعات الثنائي عن الأماكن اللواتي أتين منها.

ويظهر ذلك خلال تجربة مياري ولوبتون مع الجدة فيرا من موسكو، والتي لم تعرف سوى كلمة "شكراً" باللغة الإنجليزية.

تعلمت الصديقتان تحضير الطعام الفيتنامي في لندن. Credit: Ella Louise Sullivan

وتوقعت مياري أن يكون الطعام الروسي بلا طعم، وأن الشعب الروسي بارد، بحسب ما ذكرته.

ولكنهم كانوا ودودين للغاية، وكانت فيرا واحدة من النساء الأكثر ترحيباً من بين الجدات اللواتي طهين معهن.

وقامت جميع الجدات بصنع طعام رائع بطريقة مختلفة تماماً عما اعتاد عليه الأشخاص الذين يتبعون الوصفات.

واعتمد الكثير من عملية الطهي حول معرفة ما إذا كان الطبق جيداً من ملمسه، أو رائحته، بحسب ما قالته لوبتون، ثم أضافت: "لا توجد هناك مقاييس، بل يتم إجراء ذلك من القلب، والعين، ويتم الوزن باستخدام اليد".

وغيرت هذه التجربة السفر بالنسبة لمياري ولوبتون.

وقالت مياري: "أنا أكثر انفتاحاً للتحدث مع السكان المحليين عندما أسافر الآن، وهذا جعلني أسافر بشكل مختلف"، ثم أضافت: "من الآن فصاعداً، أريد أن أسافر بشكل مختلف، وأن أفهم المكان من خلال عيون السكان المحليين".

وبالطبع، يعد تناول طعام السكان المحليين أمراً مهماً أيضاً، وأكدت لوبتون: "لقد تناولنا الطعام في أفضل المطاعم في العالم، أي مطابخ الجدات".

نشر
محتوى إعلاني