كيف يبدو السفر إلى سريلانكا في خضم جائحة فيروس كورونا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد حوالي ساعتين من إعلان سريلانكا أنها ستعيد فتح حدودها أمام المسافرين في يناير/ كانون الثاني 2021، قررت محررة CNN ليليت ماركوس السفر إلى هناك.
وبعد نحو عامين من عدم الذهاب لمسافة 30 كيلومتراً أبعد من شقتها في هونغ كونغ، كانت فكرة وجود بلد يفتح أبوابه أمام السياح في آسيا مثيرة للغاية، بالنسبة لماركوس.
وفيما يلي رحلة ماركوس إلى سريلانكا
قبل أسبوع من السفر
ومن أجل الوصول إلى سريلانكا، كانت ماركوس بحاجة إلى أكثر من مجرد تذكرة طيران، إذ يجب أن يقضي معظم زوار الدولة الجُزرية ما يصل إلى 14 يوماً في فندق أو منتجع "المستوى الأول"، مما يعني أنها تلقت تصنيفاً حكومياً رسمياً كمكان آمن ومعتمد للحجر الصحي.
وبعد أيام قليلة من إقامتها الفندقية، خففت سريلانكا قواعد الحجر الصحي الخاصة بها، مما أتاح للمسافرين الذين تلقوا اللقاح ضد "كوفيد-19" قضاء ليلة واحدة فقط في الحجر الصحي بشرط أن تظهر نتيجة فحصهم سلبية عند الوصول.
وتشير ماركوس إلى أن تجربة الحجر الصحي في سريلانكا تُعد فريدة من نوعها، إذ بينما أنه في بعض الوجهات، مثل أستراليا والصين، يُطلب من جميع الخاضعين للحجر الصحي البقاء داخل غرفهم الفندقية باستثناء وقت خضوعهم لفحص "PCR"، فقد توصلت سريلانكا إلى مسار ثالث مبتكر.
ويُسمح للضيوف بالذهاب إلى أي مكان في مبنى الفندق أو المنتجع، كما يمكنهم زيارة بعض "مناطق الجذب السياحي" المعتمدة مسبقاً شرط اتباع معايير صارمة، ويُسمح لهم أيضاً بالبقاء في أكثر من محل إقامة واحد خلال فترة الحجر طالما أن جميع الفنادق ضمن المستوى الأول.
الأسبوع الأول
وخلال الأيام السبعة التي أمضتها في أول إقامة فندقية لها في الحجر الصحي، خضعت ماركوس لفحص "كوفيد-19" مرتين، مرةً عند الوصول، ثم مرة أخرى في اليوم الخامس.
أما في اليوم الرابع، نظم موظف الإستقبال والإرشاد لها نزهة إلى حديقة أودا والاوي الوطنية، على بعد حوالي 90 دقيقة من المنتجع.
وتقول ماركوس إنها تجربة على غرار رحلات السفاري حيث يبقى الجميع داخل سيارات الدفع الرباعي الخاصة بهم، مع الحفاظ على الحد من التفاعل.
وكان دليل الطبيعة في الفندق ويدعى إيدي يرافق ماركوس لتزويدها بالمعلومات حول الحيوانات وللتأكد من أن الرحلة تسير حسب اللوائح.
وعند تسجيل الوصول في مركز الزوار داخل الحديقة، اضطرت ماركوس وإدي إلى إظهار نتيجة فحصهما السلبية لـ"كوفيد-19" ورسالة مصدق عليها من الفندق تؤكد أن لدى ماركوس إذناً لزيارة الموقع.
وفي اليوم السابع، خرجت ماركوس من منتجع "Anantara Tangalle" وتوجهت بسيارة خاصة إلى منتجع "Anantara Kalutara"، حيث قامت بحجز حزمة فندقية هناك.
الأسبوع الثاني
وتشير ماركوس إلى أن تغيير محل إقامتها الفندقية أتاح لها الفرصة لرؤية منطقة أخرى من البلاد، مثل الحدائق النباتية الملكية وحديقة الحيوانات المفتوحة في بيناوالا، خارج كاندي مباشرة.
وأجرت ماركوس فحص اختبار فيروس كورونا الثالث والأخير في اليوم الـ13، وبمجرد أن ظهرت نتيجة الفحص سلبية في اليوم التالي، أرسل منتجع "Anantara Kalutara" جميع بيانات ماركوس إلى مجلس السياحة الوطني، الذي أصدر خطاباً رسمياً يؤكد أنها قد أكملت جميع متطلبات الحجر الصحي، وأصبحت الآن قادرة على السفر بحرية في جميع أنحاء البلاد.
حينها بدأت المرحلة الثانية من عطلة ماركوس، أي العطلة الحقيقية.
الأسبوعان الثالث والرابع
وبعد أن أصبحت حرة في استكشاف البلد، شعرت ماركوس وكأنها تقضي بالفعل عطلة عادية، وقامت بزيارة ثلاث مدن رئيسية هي كاندي، العاصمة الثقافية في وسط الجزيرة، وجالي، جوهرة ساحلية جنوبية تشتهر بحصنها الاستعماري من الحقبة الهولندية، وكولومبو، المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان.
ووفقاً للإجراءات الوقائية، احتفظت ماركوس بنسخ ورقية من أحدث فحص اختبار لكورونا لها بالإضافة إلى خطابٍ حكومي، وطُلب من ماركوس إظهار تلك المستندات مرتين خلال بقية الرحلة، مرةً عندما سجلت الدخول في أول فندق من المستوى الثاني، ومرة أخرى عندما كانت تسير عبر بوابة "الأجانب" في "متحف ومعبد بوذا توث ريليك" في كاندي.
ورأت ماركوس أن كونها بين السياح الأجانب الوحيدين الذين يزورون سريلانكا كان بمثابة سلاح بحدين، إذ على الجانب الإيجابي، غالباً ما كانت تحظى بالمواقع السياحية لنفسها.
وعلى سبيل المثال، كانت ماركوس قادرةً على زيارة سيجيريا، أكثر مناطق الجذب شهرة في سريلانكا، مع عدم وجود أي شخص آخر في الجوار، مشيرةً إلى أنه لم يكن هناك أشخاص يقومون بإعداد لقطات صور متقنة لموقع تبادل الصور "انستغرام" أو يتنزهون أمامها على المسارات.
ولكن العزلة كانت صعبة أيضاً بانسبة إلى ماركوس، إذ كان من المحزن رؤية جميع الأكشاك على جانب الطريق مهجورة والعديد من الشركات الصغيرة مغلقة.
وبما أنها كانت الوجه الوحيد غير المألوف بين الناس، تذكر ماركوس أن رجلاً بإحدى شوارع مدينة كاندي صاح في وجهها قائلاً: "كورونا! فيروس كورونا! عودي إلى الفندق!".
وفي أحد الفنادق من المستوى الثاني، شعرت ماركوس كما لو أن الضيوف، وجميعهم من السكان المحليين، قاموا دون قصد بتوجيه مقاعدهم بعيداً عنها في حجرة الطعام عند الفطور.
وفي الفندق ذاته، قال أحد الموظفين لماركوس إنه لم يُسمح له بتنظيف غرفتها بسبب لوائح "كوفيد-19"، على الرغم من أنه كان قد قام بتنظيف جميع الغرف المشغولة الأخرى في الطابق ذاته.
ومع ذلك، تذكر ماركوس اللحظات الجميلة التي صادفتها، حين توجهت امرأة نحوها في أحد المقاهي لتخبرها عن مدى سعادتها بعودة السياح إلى بلدها، وأراد بعض السكان المحليين الودودين أن يسمعوا عن حالة فيروس كورونا في هونغ كونغ، وسألوا عن كيفية تعامل الناس معها.
ومن أجل مغادرة سريلانكا، كانت ماركوس بحاجة إلى الخضوع لفحص اختبار كورونا آخر، والذي كان من السهل حجز موعد له عبر الإنترنت. وحصلت ماركوس على نتيجة الفحص عبر البريد الإلكتروني في غضون 23 ساعة.