كيف قضى عشاق عالم الطيران وقتهم خلال فترة الإغلاق وسط تفشي كورونا؟

نشر
9 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يعتبر بعض الأشخاص أن الانفتاح التدريجي والجزئي للعالم مجدداً، يعني أن هناك فرصة لإعادة زيارة الأشخاص لأماكنهم المفضلة أو رؤية عائلاتهم، بينما يعتبر أشخاص آخرون أن الرحلة نفسها على متن الطائرة هي الأكثر إثارة.

محتوى إعلاني

وتحدثت CNN إلى خمسة من عشاق عالم الطيران عن كيفية تعاملهم مع الإغلاق التام وسط تفشي فيروس كورونا.

كان إليوت شارود يشعر خلال فترة الإغلاق التام بالحنين تجاه رحلاته المنتظمة، حيث كان يطير مرة واحدة في الأسبوع تقريباً بدافع العمل. Credit: @aviosadventurer
محتوى إعلاني

ملك صفقات الطيران

وخلال فترة ما قبل الجائحة، كان إليوت شارود يطير مرة واحدة في الأسبوع تقريباً بدافع العمل.

ويقول شارود: "هناك شيء ما في التجربة برمتها كان يحمل صدى معي دوماً، منذ أن كنت طفلاً صغيراً"، مضيفاً: "أنا مفتون بكيفية عمل الطائرات، بالإضافة إلى جانب السفر أيضاً، سأشاهد أماكن جديدة.. إنها التجربة بحد ذاتها على متن الطائرة، عندما تكون محاطاً بجميع هؤلاء الأشخاص الذين يسافرون لأسباب مختلفة".

ولكن، سافر شارود مرة واحدة من منزله في المملكة المتحدة إلى كرواتيا منذ مارس/ آذار 2020.

وكان من المفترض أن يكون 2020 عاماً مهماً لشاورد وخطيبته هيلين، حيث كان يخطط الثنائي للسفر إلى جنوب أفريقيا بعد أسبوع من فرض الإغلاق التام في المملكة المتحدة.

ويقول: "قمنا بتأجيلها إلى أبريل/ نيسان 2021، ثم ظهر متغير فيروس كورونا في جنوب أفريقيا، لذلك قمنا بحجز التذكرة في أبريل من 2021".

وأوضح: "أمر محبط.. لكن أتيحت لي الفرصة للحصول على بعض صفقات الطيران الرائعة لحفل الزفاف".

وبدلاً من السفر خلال الأشهر الأخيرة، قضى شاورد وقته في البحث عن رحلات وصفقات طيران. كما خطط رحلة إلى مصنع "إيرباص" في مدينة تولوز، واضعاً نفسه أمام التحدي المتمثل في أخذ أكبر عدد ممكن من الرحلات الجوية للوصول إلى هناك بأقل من 282 دولاراً أمريكياً.

البحث عن أصدقاء على وسائل التواصل الاجتماعي

وبعيداً عن التخطيط لتحركاته التالية، كان شاورد يوطد علاقاته مع مجتمع عشاق الطيران، حيث قام بتحويل معارفه على وسائل التواصل الاجتماعي إلى صداقات حقيقية.

وبعد أن كان من متابعي عشاق الطيران على موقع "يوتيوب"، نويل فيليبس وبول لوكاس، ذهب شاورد لشرب الجعة برفقة لوكاس خلال فصل الصيف، عندما كان ذلك أمر مسموحاً به.

وتعرف أيضاً على بعض الطيارين الأكثر شهرة في المملكة المتحدة على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل ديف والسوورث، وسكوت بيتمان، وكاتي لي.

كان يستخدم آدم لونغبوتم جهاز المحاكاة الخاص به "للسفر" إلى مختلف الوجهات. Credit: AndParasols Photography

الطيار المحاكي

ويفتقد آدم لونغبوتم الطيران كثيراً إلى درجة أنه علّم نفسه كيف يقود طائرة. وفي مايو/ أيار 2020، اشترى برنامج محاكاة الطيران، وحول منزله إلى منصة طيران.

ولم يسجل لونغبوتم حينها بدروس طيران رسمية لأن المملكة المتحدة كانت تحت فرض إغلاق تام غالبية العام الماضي.

ومنذ ذلك الحين، سجل حوالي 300 رحلة جوية حول البحر الأبيض المتوسط​​، حيث كان يقوم برحلة يومية تقريباً.

ولا يعني ذلك أنه كان يجلس أمام الشاشة طوال الوقت، بل كان يشغل مثبت السرعة عند الإمكان، ويستمر في ممارسة أشغاله الأخرى، مع الاستماع إلى نداءات مراقبة الحركة الجوية لطائرته الخاصة.

ويقول: "معرفة أنني أتبع البروتوكولات الصحيحة وأنني قادر على التحليق بالطائرات بطريقة واقعية هو شعور رائع للغاية"، مضيفاً: "لن أفترض أنني سأكون قادراً على قيادة طائرة حقيقية، لكن من الرائع أن أكون قادراً على القيام بذلك على جهاز المحاكاة بأمان".

ويعد جهاز المحاكاة "واقعي" إلى درجة أنه إذا لم تحلق بشكل صحيح، فإن الطائرة "ستتحطم".

وحدث ذلك عدة مرات بالبداية مع لونغبوتم.

وأوضح: "ولكن كما هو الحال مع طائرة حقيقية، هناك بروتوكولات طوارئ يمكنك اتباعها والتي من شأنها مساعدتك على الهبوط بأمان في معظم المواقف".

صورة تظهر ديف غروسمان جالساً في الطائرة. Credit: Dave Grossman

المسافر الافتراضي

ولجأ كثيرون إلى مشاهدة المعالم السياحية افتراضياً خلال فترة الإغلاق التام. ولكن، كانت رحلات المدون ديف غروسمان مختلفة قليلاً عن غيرها.

ومن خلال تطبيق "HeyGo"، زار غروسمان العديد من الأماكن المختلفة برفقة مجموعات كبيرة ومرشدين سياحيين، تواصل معم الناس عبر نظام الدردشة.

وتُعد عاصمة مقاطعة سيتشوان الصينية، تشنغدو، والمعروفة بالباندا العملاقة، هي وجهة غروسمان المفضلة.

وقال: "لم يكن لدي أي فكرة عما يبدو عليه الأمر، وكان أكثر جاذبية ورفاهية مما كنت أتخيله".

وفي الواقع، كانت هذه الرحلات الافتراضية قد ألهمته لإضافة تشنغدو إلى قائمة الوجهات التي يجب زيارتها في الحياة الواقعية.

ولكن، يعتقد غروسمان أن هناك شيء رئيسي مفقود من هذه الرحلة الافتراضية، وهي الرحلة نفسها.

ورغم أن الوجهة هي أكثر أهمية من الرحلة تفسها، إلا أن غروسمان يقول: "أحب حقاً استخدام الأميال والنقاط لجعل هذه التجربة تبدأ في الجو، من خلال تذكرة الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال، وفندق مجاني فاخر".

وأضاف: "من أكثر الأمور التي أشعر بالاشتياق إليها عند الطيران هي توقع الهبوط في مكان جديد.. لا يمكنك التغلب على هذا الشعور".

جلبت سوزان كارتر حبها للطائرات إلى المنزل.Credit: Susanne Carter

ولدت سوزان كارتر وترعرت في أستراليا، لكنها تعيش اليوم في جزر أركني، قبالة سواحل اسكتلندا، ولطالما كان الطيران جزءاً من حياتها منذ الصغر.

وتقول: "عندما كنت في الثامنة من عمري، حصل والدي على رخصة طيار خاص، وفي كل مرة كان يسافر فيها بالطائرة، كنت أرغب في الذهاب معه".

وأوضحت كارتر أن العيش في أركني يعني السفر إلى البر الرئيسي في أي وقت تود الذهاب فيه إلى أي مكان. وبدورها، عملت في المطار المحلي لحوالي عقد من الزمن.

وعند فرض الإغلاق، خطرت فكرة لكارتر، وهي جعل سقيفة المنزل تحمل طابع الطائرة، وسيتم عرضها على موقع "Airbnb".

وبذلك، اشترت كارتر بعضاً من الأغراض التي ستحتاجها، مثل طاولة قابلة للطي، وثلاث مجموعات من المقاعد، وغيرها. وتملك كارتر بالفعل صف من ثلاثة مقاعد تابعة للخطوط الجوية البريطانية في المطبخ.

وبالطبع، فكرت كارتر بجميع التفاصيل، بدءاً من أغطية مساند الرأس إلى أقنعة الأوكسجين التي صنعتها من مناشف وأكياس غسيل.

وحتى الآن، تعتقد كارتر أنها أنفقت حوالي 7 آلاف دولار على ملحقات الطائرات. ويجب أن تكون السقيفة جاهزة لضيوفها الأوائل خلال 12-18 شهراً.

صورة تظهر ليرد كاي وهو يعيد اكتشاف أصوات المطار.Credit: Laird Kay

محب سماع أصوات الطائرات

يعتبر بعض عشاق الطيران أن السفر هو بمثابة تجربة تأملية.

ولكن، استطاع ليرد كاي، وهو مصور طيران من تورنتو الذي اعتاد السفر 7 أو 8 مرات في السنة إلى أوروبا بدافع العمل، الاستفادة من الإغلاق التام.

وكان هناك شيء واحد يفتقده كاي حقاً.

وقال: "اعتقدت أنني أريد فقط سماع لوحة سولاري في مطار فرانكفورت مرة أخرى.. هذا الصوت الأيقوني"، مشيراً إلى "لوحات المغادرة ذات الطراز القديم، التي لا تزال موجودة في مكانين حول العالم".

وبعد بحثه على موقع "يوتيوب"، وجد تسجيلاً قام بتشغيله مرات عديدة.

وكان هذا الصوت قد دفعه للتفكير بالأصوات الأخرى التي يمكن سماعها في المطار.

وقال: "بحثت على تطبيق SoundCloud، ووجدت أن الناس يسجلون أغرب الأصوات".

وأمضى كاي وقته في الاستماع إلى أصوات المطار خلال فترة الإغلاق. وبالتالي، كان تشغيل الأصوات قد حوّل الإنترنت إلى "صندوق موسيقي للذكريات" بالنسبة له.

ومنذ بداية الوباء، سافر كاي مرة واحدة إلى مونتريال، في رحلة مدتها 45 دقيقة فقط. وأوضح: "كان من الرائع أن أكون على متن طائرة، وأن أشعر بإقلاعها وأستمع لإعلاناتها".

وأشار إلى أنه: "من الممتع أن تكون مرتدياً الكمامة، كان شعوراً مختلفاً تماماً، لكن لا يزال هناك سحر في الرحلة.. أنظر إلى الخارج وأراقب الغيوم وهي تمر، وهو أمر سحري للغاية، متفكراً بهذه الآلة التي صممها البشر للطيران حول العالم".

وبعيداً عن الاستماع إلى أصوات الطائرة، يقضي كاي وقته أيضاً في النظر إلى نماذج الطائرات والتذكارات، مثل قوائم الرحلات السابقة، والتذاكر الورقية القديمة.

نشر
محتوى إعلاني