كان يعتقد أنها انقرضت..الكشف عن حرباء هي الأكثر ندرة في الغابات المطيرة بمالاوي

نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تم العثور على مجموعة من نوع الحرباء الصغيرة التي يُفترض أنها انقرضت بسبب عمليات إزالة الغابات، ولكنها تتشبث بالبقاء على قيد الحياة.

محتوى إعلاني

ويصل طول حرباء "تشابمان الأقزام" (Rhampholeon chapmanorum) المهددة بالانقراض إلى 5.5 سنتيمتر فقط،  وتعد الغابات المطيرة المنخفضة الارتفاع في التلال جنوب مالاوي التي تقع جنوب شرق إفريقيا موطنها الأصلي، وفقًا لدراسة نشرت الإثنين في "أوريكس"، المجلة الدولية للحفظ.

محتوى إعلاني

وصفها عالم الزواحف والمؤلف كولين تيلبيري لأول مرة في عام 1992، وتعد حرباء تشابمان الأقزام واحدة من أندر أنواع الحرباء في العالم.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة كريستال توللي، الأستاذة وقائدة البحث في المعهد الوطني للتنوع البيولوجي في جنوب إفريقيا، في بيان أن "معظم جلدها يتميز بلون بني ولكن يمكنها أن تتحول إلى اللون الأزرق والأخضر الجميل للغاية مع وجود بقع صغيرة في كل أنحاء جسمها، وربما تكون هذه طريقة للتواصل مع بعضها البعض".

وأضافت: "يمكن أن تكون الأنواع الأخرى من الحرباء هستيرية، وتصدر صوت الهسهسة وتعض، ولكن حرباء"تشابمان الأقزام" لطيفة وجميلة فقط".

وكتب مؤلفو الدراسة أن خطر انقراض الحرباء أعلى بكثير من متوسط 15% بالنسبة إلى رتبة الزواحف التي تنتمي إليها، مع تصنيف نسبة 34% من أنواع الحرباء على أنها مهددة و نسبة 18% قريبة من كونها مهددة.

ومعظم الأنواع المهددة لا تستطيع العيش إلا في نوع معين من البيئة.

البقاء على قيد الحياة من خلال عمليات الاستحواذ الزراعية

تمشي حرباء من نوع "تشابمان الأقزام" فوق الأوراق الميتة على أرضية الغابة وتندمج معها، وتزحف إلى الشجيرات المنخفضة ليلًا للنومCredit: KRYSTAL TOLLEY

وعندما وصف تيلبوري الحرباء القزم لأول مرة في عام 1992، لاحظ باحثون سابقون علامات إزالة كبيرة للغابات في تلال ملاوي، كما كتب مؤلفو الدراسة الحالية.

ولحماية الأنواع من المزيد من الضرر، تم إطلاق 37 من الحرباء الأقزام في تلال ملاوي في رقعة غابات على بعد 95 كيلومترًا شمالًا في مدينة ميكوندي بملاوي، في عام 1998، وفقًا للدراسة.

وعندما قام تيلبوري بتقييم موقع الإطلاق بين عامي 2001 و2012، كانت الحرباء لا تزال موجودة.

ونظرًا لأن الحرباء القزم لا تتسامح مع المناطق المحولة ولم تكتشف توللي أي حرباء قزم خلال أعمال التقييم ذات الصلة في عام 2014، فقد كان يُعتقد أنها ربما انقرضت، وقاد عملها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة إلى إدراج الحرباء على أنها مهددة بالانقراض على قائمتها الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض.

وباستخدام صور الأقمار الصناعية التاريخية (1984-1985) والحديثة (2019) من برنامج جوجل إيرث لتلال ملاوي ونظام معلومات جغرافية آخر، قدر مؤلفو الدراسة الحالية أن حوالي 80% من غابة تلال ملاوي قد دمرت من عام 1984 إلى عام 2019.

وفي عام 2016، على دروب ثلاث بقع غابات، سار مؤلفو الدراسة في الليل مستخدمين المصابيح الكاشفة للعثور على الحرباء وتسجيلها.

وقالت توللي: "أول ما وجدناه كان في المنطقة الانتقالية على حافة الغابة، حيث توجد بعض الأشجار ولكن معظمها من نباتات الذرة والكسافا".

وتابعت: "عندما وجدناها، شعرنا بالقشعريرة. لم نكن نعرف ما إذا كنا سنرى المزيد، ولكن بمجرد دخولنا الغابة كان هناك الكثير منها، على الرغم من أنني لا أعرف إلى متى سيستمر ذلك."

ووجد الباحثون سبعة حرباء بالغة داخل أول رقعة غابات في تلال ملاوي، و10 حرباء داخل موقع يزيد طوله عن 6 كيلومترات جنوب غرب الأول؛ و21 حرباء بالغة بالإضافة إلى 11 صغار داخل الرقعة في ميكوندي.

لا تزال الحرباء القزم تواجه التهديدات

وبعد قص أجزاء من الذيل يبلغ طولها 2 مليمتر من بعض الحرباء البالغة، أجرى المؤلفون تحليلًا جينيًا.

ووجد الباحثون أن التنوع الجيني للحرباء كان طبيعيًا مقارنةً بالحرباء الأخرى وأنواع الزواحف صغيرة الجسم، ولكن كانت هناك اختلافات كبيرة في التركيب الجيني بين المجموعات في مناطق مختلفة، مما يشير إلى أن البشر الذين قاموا بتفتيت بقع الغابات قد عطّلوا قدرة التكاثر بين الحرباء على البقع المجاورة وبالتالي تدفق الجينات، وهو تأثير يزيد من خطر الانقراض بسبب قلة الخيارات المتاحة للتزاوج.

ومن جهته، قال إريك روتمان، الأستاذ الفخري في علم الأحياء بجامعة ولاية سان فرانسيسكو، والذي لم يشارك في الدراسة، إنه ومع ذلك، قد يكون مؤلفو الدراسة قد بالغوا في تقدير مقدار التنوع الجيني بين المجموعات من خلال عدم مراعاة الطريقة التي يورث بها بعض الحمض النووي.

وأضاف روتمان: "حتى لو كان لدى مؤلفي الدراسة الكثير من المواقع والتقديرات الجينية الجيدة، فليس لديهم تقدير لهذه المعلمات الجينية قبل تجزئة الموائل، لذلك لا يمكنهم أن ينسبوا أي تأثير جيني إلى إزالة الغابات".

وتابع: "لو كنت أراجع هذه الورقة ، لكنت أوصيت بتنقيحات كبيرة وبشكل أساسي للجزء الجيني من دراستهم غير حاسم".

ويعتقد مؤلفو الدراسة أن ظهور آثار إزالة الغابات على التنوع الجيني قد يستغرق وقتًا، ولكن لمنع أنواع الحرباء من الوصول إلى نقطة اللاعودة، فإن خسارة الغابات المطيرة تتطلب اهتمامًا فوريًا، حسبما قالته توللي.

 وكتب مؤلفو الدراسة "هناك حاجة إلى إجراءات الحفظ العاجلة، بما في ذلك وقف تدمير الغابات واستعادة الموائل لتعزيز الترابط، وعلى الرغم من أن جزءًا من تلال ملاوي يقع داخل منطقة التنوع البيولوجي الرئيسية (محمية غابات ماتاندوي)، فإن معظم الغابات تقع خارج حدود المحمية، وفعالية محمية الغابات مشكوك فيها، نظرًا لأن معظم الدمار كان داخل حدودها".

وأضافوا: "رغم توسيع المحمية لتشمل جميع بقع الغابة سيكون خطوة أولى، إلا أن هناك حاجة إلى تدابير لتجنب تدمير الرقع المتبقية."

واشار مؤلفو الدراسة أن هذه الجهود ستكون مهمة أيضًا لأي نوع آخر ربما يعيش بين هذه الحرباء، ولفتوا إلى أنه يمكن أن يكون هناك المزيد من الحرباء الأقزام في البقع التي لم يتمكنوا من استكشافها.

نشر
محتوى إعلاني