بأكثر من مليون مستعمرة.. ألق نظرة داخل أكبر مشروع لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية في المنطقة بالإمارات

نشر
5 دقائق قراءة
تصوير: Environment Agency – Abu Dhabi

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يأمل مشروع ضخم إلى تأهيل الشعاب المرجانية عن طريق استزراع أكثر من مليون مستعمرة من الشعاب لزيادة مساحتها في إمارة أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة. وألق نظرة داخل هذا المشروع "الأكبر" بالمنطقة.

محتوى إعلاني

وتحتوي إمارة أبوظبي وحدها 34 نوعاً مختلفاً من أنواع المرجان الصلب، ويهدف مشروع إعادة تأهيل الشعاب المرجانية لتطوير حضانات للمرجان تؤدي إلى زيادة الرقعة المرجانية، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي للمكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي عبر الإنترنت.

ما أهمية الشعاب المرجانية؟

محتوى إعلاني
أطلق ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ورئيس مجلس إدارة هيئة البيئة - أبوظبي، الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، أكبر مشروع لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية في المنطقة. تصوير: Environment Agency – Abu Dhabi

وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، أكّد المدير التنفيذي بالإنابة في قطاع التنوع البيولوجي البرّي والبحري بهيئة البيئة - أبوظبي، أحمد الهاشمي، أن الشعاب المرجانية واحدة من أهم الموائل البحرية في دولة الإمارات، وعلى مستوى العالم لأنها "تدعم تواجد ونمو الأسماك بشكل كبير".

وتفضل أغلب الأسماك البحرية العيش في بيئة الشعاب المرجانية لتوفيرها الحماية، والدعم، والغذاء، ولكونها موائل جيدة كمساكن لها، ولصغارها.

في عام 2017، فقدت إمارة أبوظبي أكثر من 73% من الشعاب المرجانية بسبب ظاهرة التبييض، وفقاً للموقع الرسمي للمكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي. تصوير: Environment Agency – Abu Dhabi

وتتميز الشعاب المرجانية في مياه الخليج العربي، التي تُعد من أشد البحار حرارةً في العالم بحسب الدراسات، بمرونة عالية مكنتها من التكيف مع أعلى درجات الحرارة على مستوى العالم بشكل غير اعتيادي، ما يميزها عن بقية أنواع الشعاب المرجانية الأخرى في العالم التي قد لا تتحمل حرارتها، وملوحتها العالية.

ورغم قوة جيناتها التي أهلتها للتأقلم، إلا أن ذلك لم يحمها من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد الشعاب المرجانية على مستوى العالم.

يهدف المشروع إلى استزراع أكثر من مليون مستعمرة من الشعاب المرجانية. تصوير: Environment Agency – Abu Dhabi

ومن التحديات التي تواجهها الشعاب المرجانية هي بطء معدلات نموها، وقال الهاشمي إن المعدل العالمي لنمو الشعاب المرجانية يبلغ سنتيمتر واحد في العام، بحسب الدراسات.

أكثر من مليون مستعمرة

زرع شظايا مرجانية جديدة في المشاتل. تصوير: Environment Agency – Abu Dhabi

وسيُطوّر البرنامج حضانات للمرجان تساهم في الحد من التأثير السلبي للضغوط الطبيعية التي تتعرض لها الشعاب المرجانية الناتجة عن التغير المناخي، وارتفاع درجات الحرارة في قاع البحر، وهي تشتمل استزراع أكثر من مليون مستعمرة من الشعاب المرجانية بهدف زيادة مساحتها في إمارة أبوظبي.

واختيرت الشعاب المرجانية القوية، التي تحملت سخونة المياه خلال موجات ارتفاع الحرارة في الأعوام السابقة، للمشروع.

صورة لشظايا مرجانية صغيرة من أنواع مختلفة من الشعاب المرجانية. تصوير: Environment Agency – Abu Dhabi

وقال الهاشمي، الذي يقوم بالغطس ومراقبة الشعاب المرجانية كجزء من عمله في الهيئة: "استهدفنا 5 أصناف من الشعاب المرجانية.. وشهدنا نمواً غير متوقعاً فيها منذ بدء المشروع خلال هذا العام".

وتتضمن الخطوة التالية الأخذ من هذه المشاتل وبدء إعادة تأهيل المناطق المتدهورة من الشعاب المرجانية.

وأكّد الهاشمي أن هذا المشروع ليس الأضخم من حيث المساحة، "نحن نتحدث عن الإنتاج، أو الإكثار".

مشروع مستمر

تراقب هيئة البيئة – أبوظبي 10 محطات للشعاب المرجانية منتشرة بمواقع مختلفة من إمارة أبوظبي. تصوير: Environment Agency – Abu Dhabi

وتتضمن المرحلة الأولى من المشروع، الذي سيُنفّذ على مدار 3 أعوام، اختيار مواقع للحضانة بما يضمن بيئة نمو محمية، وكذلك تقييم منطقة مصدر المرجان، ومنطقة الحضانة وفقاً لمعايير جودة المياه، والأعماق، ودرجات الحرارة، وإنشاء عدد من المشاتل تحت الماء لرعاية ونمو الشعاب المرجانية.

وذكر المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي أن المرحلة الثانية تتجسد في حصاد مخزون حضانة الشعاب المرجانية، ونقله إلى المواقع لإعادة تأهيلها، وزراعة القطع المنتجة في المناطق المتضررة لاستعادة النظام المرجاني المتكامل.

صورة لفريق التقييم والحفظ البحري في هيئة البيئة - أبوظبي وهو يجري مسحاً للشعاب المرجانية. تصوير: Environment Agency – Abu Dhabi

وأما المرحلة الثالثة، سيتم فيها الانتهاء من حصاد مخزون الحضانة، وترميم المواقع من خلال زراعة قطع الشعاب المرجانية في المناطق المتدهورة.

وأشار الهاشمي إلى أن البرنامج يهدف لأن يكون مستمراً، مضيفاً أن "هدفنا هو المحافظة على البيئات الموجودة.. وليس مجرد زيادة الرقعة".

وفي النهاية، سيجذب المشروع الأسماك والكائنات الحية التي اضطرت إلى الانتقال لبيئات أخرى بسبب قلة الشعاب المرجانية التي تعتمد عليها بأكثر من طريقة.

وتُعد الشعاب المرجانية واحدة من أهم الوجهات السياحية للغواضين على مستوى العالم، وبذلك، سيكون للمشروع تأثير إيجابي على قطاع السياحة في إمارة أبوظبي.

نشر
محتوى إعلاني