تجمع بين 4 أقاليم حيوية جغرافية في مكان واحد.. إليكم روائع محمية ضانا في الأردن
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تحتضن محمية ضانا للمحيط الحيوي أكثر البيئات الطبيعية تنوعاً في الأردن، وتجمع بين 4 أقاليم حيوية جغرافية في مكان واحد، تبلغ مساحتها 300 كيلومتر مربع تقريباً.
وتمتد محمية ضانا للمحيط الحيوي على سفوح عدد من الجبال من منطقة القادسية التي ترتفع أكثر من 1،500 متر عن سطح البحر، وتنخفض إلى سهول ووديان مثل وادي عربة، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي للجمعية الملكية لحماية الطبيعة (RSCN)، التي تعمل على حماية الحياة البرية والتنوع الحيوي في جميع مناطق المملكة، بموجب تفويض من الحكومة.
ولكن، قد تتعرض حدود المحمية للتعديل بسبب دراسات جيولوجية، أكّدت وجود تركيز لخامات النحاس فيها، وفقاً للموقع الرسمي لوكالة الأنباء الأردنية.
وإليك الروائع التي يمكنك استكشافها في هذه المنطقة، إلى جانب ما قد يعنيه قرار تعديل الحدود للمحمية.
4 مناطق جغرافية حيوية في مكان واحد
وأشار الموقع الرسمي لمنظمة اليونسكو إلى أن المحمية تحتضن أكثر البيئات الطبيعية تنوعاً في البلاد، فهي تحتوي على الأقاليم الحيوية الجغرافية الأربعة، وهي: إقليم البحر الأبيض المتوسط، والإقليم الإيراني-الطوراني، وإقليم الصحراء العربية، والإقليم السوداني.
وقال مدير محمية ضانا للمحيط الحيوي، عامر الرفوع، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، إنه بفضل وجود أنظمة جغرافية متنوعة، وتنوع الارتفاعات في المحمية، نتج عن ذلك ثراء طبيعي كبير، إذ تم "تسجيل حوالي 900 نوع من النباتات في المحمية".
وتتضمن تلك النباتات 3 أنواع جديدة حملت اسم محمية ضانا ضمن اسمها العلمي، و16 نوعاً نادراً على المستوى العالمي.
وتوفر هذه الوجهة تجربة مشوقة لمحبي الطيور أيضاً، إذ سجلت المحمية 215 نوعاً منها، ومن أهمها النسر البني، والعقبان.
كما سجلت المحمية أيضاً 38 نوعاً من الثديات على أراضيها.
مسار وادي ضانا الساحر
ومن النشاطات التي يمكنك القيام بها في المحمية هي عبور مسار وادي ضانا، الذي يُعد أطول ممر موجود في المحمية، ويبلغ طوله 15 كيلومترًا.
وأوضح الرفوع أن "ما يميز هذا الممر هو أنه يبدأ من ارتفاع 1،300 متر فوق سطح البحر، وينتهي عند ارتفاع 100 متر تحت سطح البحر".
وللأشخاص الذين يرغبون باستكشاف هذا الممر، يجدر بهم معرفة أن عبوره يستغرق يوماً كاملاً.
ويمكن عبور المسار مع مرشد أو بدونه.
موقع مميز لمشاهدة غروب الشمس واستكشاف القرى
وإلى جانب استكشاف 4 مناطق حيوية في مكان واحد، تُعد مشاهدة غروب الشمس من جبل الرمّانة من الأنشطة الجاذبة للزوار، إذ توفر إطلالات ساحرة يصعب نسيانها.
وتشكل قرية ضانا أيضاً بقعة ساحرة تعرفك على التفاصيل المعمارية للقرى الأردنية القديمة.
وأكّد الرفوع: "لا تزال القرية تحافظ على موروثها الثقافي القديم".
وتقدم المحمية للزوار فرصة زيارة أصحاب البساتين، والتعرف على العادات والتقاليد الأردنية القديمة في القرى الموجودة فيها.
وتكوّن 80% من زوار المحمية من الأوروبيين والأمريكيين سابقًا، إذ كان مفهوم السياحة البيئية جديداً على الأردنيين، بحسب ما ذكره الرفوع.
وبعد الجائحة، أصبح كلا من الأردنيين والمقيمين أكثر اطلاعاً على المحميات بشكل عام، وما تحتضنها من تجارب سياحية وسط الطبيعة.
ما قد يعنيه تعديل الحدود للمحمية
وقد تتعرض حدود المحمية للتعديل لوجود تركيز جيد لخامات النحاس فيها، والتي يمكن "استثمارها، وتحويلها إلى صناعات تحويلية تسهم في إحداث نموًا حقيقيًا في الاقتصاد الوطني"، وفقاً للموقع الرسمي لوكالة الأنباء الأردنية.
ومن المقترح اقتطاع مساحة تبلغ 78 كيلومترًا مربعًا، ويساوي ذلك ربع مساحة المحمية تقريباً.
ولدى حديثه عن المحمية لموقع CNN بالعربية، أكّد المدير العام للجمعية الملكية لحماية الطبيعة، يحيى خالد، أنها "قد تكون الأهم في الأردن"، كما اختارتها مجلة "تايم" الأمريكية ضمن أفضل الوجهات العالمية التي تستحق الزيارة في عام 2021.
وأوضح خالد أن المحمية "لم تُصمم عبثاً"، إذ أنها وُضعت مع أخذ تكامل الأنظمة البيئية مع بعضها البعض بعين الاعتبار.
ويحتضن كل نظام بيئي فيها العديد من النباتات، والحيوانات، والطيور. وأشار خالد إلى أن اقتطاع جزء من المحمية يعني "تدمير التصميم الذي وُضِع على أساسها"، مضيفاً أن لتعدين النحاس أضرارًا بيئية كبيرة جداً.
وأثبتت الدراسات أن متبقيات تعدين النحاس قد تتسرب إلى المياه الجوفية من التربة، والغطاء النباتي، والحيوانات التي ترعى فيها، لتنتقل بعد ذلك إلى الإنسان.
وأشارت وكالة الأنباء الأردنية إلى أنه سيتم تشكيل لجنة فنية لدراسة تعديل حدود المحمية، وستكون الموافقة على التعديل أو الرفض بناءً على نتائجها.