فرنسي يوثق الصين من فوق..بحيرة وردية وحقول أرز أشبه بمتاهة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من التضاريس الصخرية، والغابات الكثيفة، إلى بحيرة فريدة تتميز بلونها الوردي، هذه بعض الوجهات فقط والمشاهد الزاهية التي وثقها المصور الفرنسي، فلوريان ديلالي.
ورغم أن المرء قد يظن أن ديلالي اضطر للسفر إلى وجهات مختلفة حول العالم بلا شك لتوثيق مجموعة الصور الزاهية هذه، إلا أن المصور الفرنسي وثّق بالحقيقة هذه المشاهد في مكان واحد، أي الصين.
مسار غير مطروق
وانتقل ديلالي إلى الصين منذ عام 2010، وهو يقيم في شانغهاي حالياً.
وعلى مرّ عقد من الزمن، أخذته أسفاره عبر قارة آسيا بحثاً عن "وجهات خارجة عن المسار المطروق"، وفقاً لما قاله في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وعلى مدار العامين الماضيين، بدأ ديلالي العمل على سلسلة من الصور الجوية التي توثق الطبيعة المتنوعة التي تحتضنها الصين.
ولتوثيق هذه المشاهد، سافر المصور الفرنسي لأكثر من 10 وجهات، ومنها شينجيانغ، وسيتشوان، وبكين، وقانسو، ومنغوليا الداخلية.
ومنذ شراء طائرة دون طيار منذ عامين، اهتم ديلالي بالسفر لأماكن نائية في الصين ليوثقها من الأعلى.
وأشار ديلالي إلى أنه شعر بالضجر من التصوير بالطريقة التقليدية، كما أنه أراد توفير منظورًا جديدًا في صوره.
وقال ديلالي: "في كل مكان أسافر فيها، أحرص على حمل كاميرتي، وطائرة الدرون الخاصة بي".
وتمنحه رحلاته فرصة لخوض تجارب في أماكن معزولة. ومؤخراً، قام المصور، باستئجار سيارة، إذ أوضح: "قمت بالقيادة من المطار إلى مكانٍ نائي، وقضيت أسبوعاً في الأراضي العشبية بالقرب من التبت".
وبالإضافة إلى الطبيعة المختلفة التي تَمكنّ من رؤيتها في المكان، أكّد ديلالي أن سكان المنطقة كانوا يتمتعون بلطف كبير.
طبيعة متنوعة في مكان واحد
والتقط ديلالي صورًا لمشاهد متنوعة، تحتضن بيئات مختلفة عن بعضها البعض.
ومن الجبال المهيبة، وحقول الأرز الخضراء، إلى المناطق الرملية، والأشجار التي هيمنت عليها ألوان الخريف، يبدو أنه يمكنك العثور على غالبية المناظر الطبيعية التي يمكنك التفكير فيها ضمن سلسلته.
وكانت صورة وثقها المصور لبحيرة وردية في منغوليا الداخلية من المشاهد المفضلة له، إذ وصفها ديلالي بأنها كانت "مذهلة للغاية"، مشيرًا إلى أنه صادف العديد من الوجهات "الساحرة جداً" في الكثير من الأحيان.
وعندما كان ديلالي في شينجيانغ العام الماضي على سبيل المثال، شعر المصور أنه رأى فصولاً مختلفة في فترة زمنية قصيرة، إذ قال: "كان الثلج يتساقط في الصباح، ثم يذوب في منتصف النهار. وفي يومٍ آخر، سيطر مشهد خريفي على المكان. وكان الأمر رائعاً".
ولكثرة الأماكن الطبيعية التي قام بزيارتها، أشار ديلالي إلى أن السكان غالبًا ما يخبرونه أنه قام بزيارة أماكن أكثر في البلاد مقارنة بهم.
ولدى سؤاله عمّا إذا كان قد واجه بعض التحديات عند سفره للمواقع النائية، أكّد المصور: "الصين متصلة بشكل جيد ببعضها البعض".
وبعد الصعود على متن طائرة لوجهة معينة، ستنتظرك وسائل نقل عديدة يمكنك استخدامها مثل القطارات، وسيارات الأجرة.
ولكن، عادة ما تكون الرحلات طويلة جداً في بعض الأحيان، ولذلك، ينصح المصور باستئجار سيارة، أو توظيف سائق لمساعدتك.
ومهما استغرقت رحلاته حول الصين، يرى المصور أن المشهد الذي ينتظره في نهاية الطريق يستحق العناء دائماً.
وتُعد هذه السلسلة مشروعاً مستمراً للمصور، وهو يخطط لزيارة أماكن أخرى في الصين بالمستقبل.