نقل تابوت فرعوني بهيئة آدمية من مصر إلى دبي.. ما سره؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من أرض الفراعنة، استقبل موقع إكسبو 2020 دبي، تابوتًا فرعونيًا أثريًا اكتُشف حديثًا في مصر، ليرحب بزوار الجناح المصري خلال الحدث العالمي (شاهد الفيديو أعلاه).
وشرح المفوض العام لمصر في إكسبو 2020 دبي، الدكتور أحمد مغاوري، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، أن التابوت الفرعوني يُعد بمثابة إضافة إلى مزايا الجناح المصري، وما يحمله من رسائل إلى العالم خلال المشاركة في الحدث العالمي.
ويوضح مغاوري أن هذه القطعة الأثرية التي اكتُشفت حديثًا تحمل الكثير من المعاني وتحقق الغرض من عرضها داخل الجناح المصري، إذ تُبرز تاريخ مصر وحضارتها العريقة.
وأشار مغاوري إلى أن هذا التابوت الفرعوني يُكمل الرسالة التي يقدمها الجناح المصري، أي التعريف بالمصري القديم في المنظومة الحضارية التي ترتكز على الأخلاق، وفقًا لمبادئ تُعرف باسم "ماعت" (الحق، والنظام، والعدالة) من أجل حياة أبدية بعد الموت. كما كان يؤمن المصري القديم بحماية الجسد، ولذلك حنط المصريون القدماء الموتى ووضعوهم في توابيت، بحسب ما ذكره مغاوري.
وأضاف مغاوري أن هذا التابوت يبرز الموقف الحضاري المختلف الذي عاصره المصري القديم، والذي جعله قادرًا على بناء هذه الحضارة التي خلدّها التاريخ.
أما عن هوية التابوت الأثري، فقد أشار مغاوري إلى أنه يعود للكاهن بسماتيك ابن بادي أوزير، والذي عاش خلال فترة نهاية عصر الدولة الحديثة حوالي 1550-1069 قبل الميلاد، وفي تلك الفترة بدأت التوابيت تتخذ دور المقابر من حيث أشكالها، وزخارفها، ونصوصها، والتي يمكن أن يُبعث فيها المتوفى من جديد، بحسب المعتقد المصري القديم.
وكان هذا التابوت الخشبي، بالهيئة الآدمية، من بين التوابيت الخشبية الملونة التي اكتُشفت حديثًا بمنطقة سقارة الأثرية من قبل البعثة الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار المصري، وهو أحد التوابيت التي ربما كانت تخص كهنة الإلهة "باستت".
ويتزين التابوت بقلادة كبيرة من الأزهار تنتهي برأسي صقر، ومن تحتها تظهر المعبودة "نوت" إلهة السماء ناشرة جناحيها، وتحمل ريشتي الماعت (الحق والعدالة)
أما الجزء الأوسط من التابوت، فقد زُخرف بنصوص تعاويذ دينية وتحيط معبودات "الواس" حاملة صولجان بأيديها بجوانبه، بينما تظهر في الجزء السفلي هيئتان للمعبود "أنوبيس "فوق مقصورتهوهما يواجهان المُتوفى.
وعن رحلة التابوت الأثري من مصر إلى موقعه الحالي بالجناح المصري في إكسبو 2020 دبي، أشار مغاوري إلى جهود وزارة السياحة والآثار المصرية والتي قامت باختيار تابوت يتناسب مع طبيعة الحدث العالمي، ثم حرصت على تجهيزه بعناية بالغة من حيث التغليف، والإجراءات الورقية، وعملية الشحن.
وقد وُضع التابوت الأثري داخل صندوق خشبي مجهز ومبطن، بطريقة تضمن ثباته أثناء الرحلة، كل ذلك تحت إشراف مباشر من المختصين وخبراء الآثار، بحسب ما ذكره مغاوري.
وأكد مغاوري أن التابوت الأثري لم يتم التعامل معه على أنه محض تابوت خشبي، إذ يجسد قيمة تاريخية كبيرة لمصر، وبالتالي يتم التعامل مع مثل هذه الموضوعات بكل دقة وحرص، مشيرًا إلى حدث موكب المومياوات الملكية الذي شهده العالم في أبريل/ نيسان الماضي.
وبالإضافة إلى التابوت الأثري، وصلت أيضًا مجموعة من المستنسخات الأثرية الخاصة بالملك توت عنخ أمون لعرضها بالجناح للترويج للحضارة المصرية، وفقًا لبيان وزارة السياحة والآثار المصرية.
وتتضمن مجموعة المستنسخات الخاصة بالملك توت عنخ أمون قناعه الذهبي، وتابوته الخاص، وتمثال كا الحارس للملك، وكرسي المناسبات الخاص، إلى جانب كرسي العرش الذهبي الخاص بالملك.
وتجسد فكرة التوابيت في الحضارة المصرية القديمة أهمية كبيرة من الناحية الدينية والرمزية، حيث تُعد أهم عنصر في عملية الدفن، كما أنها المأوى أو الموطن الأبدي الذي يوضع فيه جسد المتوفى.
ويأتي نقل تلك القطع الأثرية في إطار حرص مصر على إظهار الجناح المصري في إكسبو 2020 دبي بالصورة التي تتناسب مع مكانتها باعتبارها أحد أهم المقاصد السياحية والأثرية العالمية، وفقًا لما ذكره مغاوري.
كما سيتضمن الجناح المصري عرض مجموعة من الصور والأفلام الترويجية للأماكن الأثرية والمنتجعات السياحية ومشروع المتحف المصري الكبير، واستخدام لوحات دعائية سياحية وتصميمات ورسومات ذات طابع مصري قديم، ورموز الكتابة الهيروغليفية داخل وخارج الجناح لضمان إبراز هوية مصر التاريخية فضلاً عن اختيار ألوان وتصميمات تجمع بين عراقة الماضي، وتطور الحاضر، واستشراف المستقبل.