فريق عُماني يكشف لـCNN الغموض حول أسطورة "مسكن الجن" في اليمن
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا شك في أن الأساطير تُعد مصدر جذب للمغامرين والمستكشفين، ما دفع فريق عُماني إلى خوض تجربة جريئة لحفرة هائلة في اليمن، لم يسبقهم إليها أي شخص من قبل.
وتعد هذه الحفرة الغامضة بمحافظة المهرة في اليمن، والتي وُصفت بأنها "بئر برهوت" المزعومة، محل اهتمام كبير بالنسبة للفريق العُماني لاستكشاف الكهوف، إذ أُثيرت حولها الكثير من الروايات والأساطير منذ قرون.
وفي حديثه لموقع CNN بالعربية، قال نبيل سلام، أحد أعضاء الفريق العُماني لاستكشاف الكهوف، إن استكشاف "بئر برهوت" المزعومة التي يلفها الغموض والأساطير، كان بمثابة حلم للفريق، تسبب بتأخيره الوضع السياسي غير المستقر في المنطقة، بالإضافة إلى ظروف جائحة فيروس كورونا.
وأضاف سلام: "تحقق الحلم بجهود الفريق والجهات المحلية في محافظة المهرة في اليمن"، موضحًا أن بئر برهوت المزعومة تقع على بعد 92 كيلومترًا تقريبًا من ولاية المزيونة العمانية، وهي على الطريق الواصل بين مديرية شحن وقرية فوجيت بمحافظة المهرة اليمنية.
وبهدف خوض هذه المغامرة، أوضح سلام أن التنسيق مع الجهات المختصة في اليمن هو ما تطلّب التخطيط لاستكشاف البئر المزعومة. أما بالنسبة للمعدات، فقد تجهز الفريق بالكثير من المعدات تحسبًا لأي مفاجآت، إلا أن المفاجأة التي لم يتوقعها الفريق كانت أن البئر لا تحتاج إلى الكثير من هذه المعدات.
ومن بين الأساطير التي ارتبطت بـ"بئر برهوت"، أشار سلام إلى أنه يُقال عنها بأنها "مسكن للجن وتتضمن حيوانات خرافيه مفترسه، وغيرها الكثير من الخرافات".
وبحسب ما ذكرته الجمعية الجيولوجية العُمانية عبر حسابها على موقع "انستغرام"، فإن هناك الكثير من الروايات التي ارتبطت ببئر برهوت، ومن بينها ما "يُقال إن بها أرواح الكُفار، وبها أشر ماء، وأن الماء فيها أسود، وقيل إنها أبغض بقاع الأرض، كما قيل إنه كلما مات أحد من كبار كُفار مكة، سمع صوت صراخ في هذه الحفرة".
وأكدت الجمعية الجيولوجية العُمانية أن هذه الحفرة هي بلا شك ليست بئر برهوت، على عكس الأساطير والروايات، حيث أن مياهها عذبة، كما لم يسمع الفريق العُماني خلال عملية الاستكشاف أي أصوات ولم يشاهد أية حيوانات مفترسه، أو ما هو خارج عن المألوف.
وحول الأسباب التي جعلت الناس يزعمون أنها بئر برهوت، أشارت الجمعية إلى أن النطاق الجغرافي لحضرموت يتغير مع مرور الزمن، حيث كان في زمن النبوة مختلفًا عن الآن، مؤكدًة أن هذه الحفرة، واسمها حفرة "خسفيت فوجيت"، ليست تلك الواردة في الأوصاف النبوية، وكان يُزعم أنها كذلك قبل استكشاف الفريق العماني لها، كما تشير كل اللوائح الإرشادية لنفس الأمر.
أما بالنسبة لما وجده الفريق داخل حفرة "خسفيت فوجيت"، أو ما يُعرف ببئر برهوت المزعومة، فيشير سلام إلى أنها تضم تكوينات كلسية، والتي تُعرف بـ"لآلئ الكهوف"، وذلك نسبًة لشكلها الخارجي الذي يشبه اللؤلؤ، كما وتعيش فيها مجموعة مختلفة من الكائنات الحية كطيور الحمام، والجوارح، وكذلك الأفاعي، والضفادع، والعديد من الحشرات مثل الخنافس.
ولفت سلام إلى أن الحفرة تتضمن 4 شلالات، وتتسرب المياه في فتحة صغيرة بعمق 4 أمتار، وبعدها تضيق بحيث لا يمكن الولوج إليها.
وبحسب ما ذكره "الفريق العُماني لاستكشاف الكهوف"، عبر حسابه على "تويتر" فإن بئر برهوت المزعومة "تحتوي مجموعة متنوعة من الترسبات الكهفية، ويصل طول بعض الصواعد والهوابط في الحفرة إلى أكثر من 9 أمتار".
أما عن التحديات التي واجهت الفريق خلال عملية الاستكشاف، أوضح سلام أنه "لم تكن هناك تحديات تذكر سوى أن حواف الحفرة كانت حادة، وكان لابد للفريق من إعداد الحبال بحيث لا تحتك بتلك الحواف".
ووصف سلام التجربة بأنها "مثيرة للحماس بسبب الجدل والضجة الإعلامية الكبيرة التي أحدثتها، أما بالنسبة للمكان فهو يُعد من الأماكن السياحية الجميلة المليئة بالمغامرة، كما أن سكان المنطقة يُعرفون بالكرم ودماثة الأخلاق".
ووفقًا للجمعية الجيولوجية العُمانية، فهذه الحفرة تُعد من أنواع حفر الإذابة، حيث أن الطبقة العلوية للحفرة تتميز بتكوين الحبشية، وهو تكوين يعود إلى العصور الحديثة مُكون من حجر جيري وقاعدتة حجر طيني جيري.
ويبلغ عرض الحفرة 30 مترًا في الأعلى ويبقى على هذا العرض حتى عمق 65 مترًا، ثم يتسع فجأة، لتُصبح الحفرة على امتداد 116 مترًا حتى تصل لعمق 112 مترًا.