كهف بالمغرب يقدم أقدم دليل على صناعة البشر للملابس
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كيف بدأ البشر في صناعة الملابس وارتدائها؟ يصعب الإجابة على هذا السؤال، لأن حفظ المواد المُستخدمة في صنع الملابس كان أمراً مستبعداً. ولكن، كشف بحث جديد المزيد من التفاصيل التي تعود لمئات الآلاف من الأعوام عن صناعة الملابس.
ونشرت دراسة جديدة في مجلة "iScience" تفاصيل ما يزيد عن 60 أداة مصنوعة من العظام، وأداة واحدة مصنوعة من سن حوت، وفقاً لبيان صحفي من معهد "ماكس بلانك" لعلوم تاريخ البشرية.
وتُعد هذه الاكتشافات، التي عُثر عليها لأول مرة في كهف "كونتريبانديرس" (Contrebandiers) بالمغرب، بمثابة دليل غير مباشر لأقدم الملابس في السجل الأثري، كما أنها تشهد على ظهور ثقافة معقدة، وصناعة الأدوات المتخصصة في أفريقيا.
ويُعتبر اختراع الملابس خطوة بارزة في قصة الإنسانية، إذ يشير إلى خطوات ضخمة في التطور الثقافي والمعرفي.
ورغم ذلك، إلا أن أصل الملابس لا يزال أمراً غير مفهوم بشكل جيّد، لأن حفظ الفراء والمواد العضوية الأخرى المستخدمة في صناعة الملابس في السجل الأثري هو أمر بعيد الاحتمال، بحسب ما ذكره البيان.
وتقدّم الدراسة الحالية، التي تسلّط الضوء على مجموعة من العظام المُكتشفة بالقرب من الساحل الأطلسي للمغرب، دليلاً قوياً على صناعة الملابس منذ فترة تعود إلى 120 ألف عام.
وكجزء من بحثها مع معهد الأصول البشرية في جامعة ولاية أريزونا الأمريكية ومجموعة أبحاث "Lise Meitner" في معهد "ماكس بلانك"، قامت الدكتورة إميلي هاليت بدراسة بقايا الفقاريات في الكهف، والتي يعود تاريخها إلى ما بين 120 ألف عام و90 ألف عام.
ومن بين حوالي 12 ألف قطعة عظمية، عثرت هاليت على أكثر من 60 عظمة حيوانية تم تشكيلها من قبل البشر لاستخدامها كأدوات.
كما حدّدت هاليت أيضاً نمطاً من علامات القطع على عظام الحيوانات الآكلة اللحوم تشير إلى سلخها من أجل الفراء بدلاً من اللحوم.
وقالت هاليت في البيان إن "مزيج عظام الحيوانات آكلة اللحوم، وعلامات السلخ، والأدوات العظمية التي يُرجح استخدامها في معالجة الفراء، يقدم دليلاً غير مباشر، وموحياً للغاية عن أقدم الملابس في السجل الأثري".
ونظراً لمستوى التخصص في ذلك المزيج، من المحتمل أن تكون هذه الأدوات جزءاً من تقليدٍ أكبر بأمثلة أقدم لم يتم العثور عليها بعد.
وتضمن الاكتشاف أيضاً طرفاً من سن حوت أو دلفين يحمل علامات تدل على استخدامه كأداة لتشكيل الأدوات الحجرية.
وعند أخذ عمر هذا الاكتشاف بعين الاعتبار، فهو يُمثل أقدم استخدام مُوثَّق لاستخدام البشر لأسنان الثدييات البحرية، إلى جانب أنه الدليل المُؤكَّد لثدي بحري من العصر الجليدي في شمال أفريقيا.