وكالة سفر تكشف عن الأشياء التي يتوقعها قادة العالم خلال رحلاتهم السياحية

نشر
9 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في رحلة شخصية إلى إثيوبيا في 2015، واجه الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش مفاجأة سارة.

محتوى إعلاني

عند وصوله إلى بلدة لاليبيلا المسيحية القديمة، رحب به عشرات الأطفال، وهم يرتدون قبعات تكساس رينجر الزرقاء الملكية التي تعد أحد الفرق الرياضية المفضلة في تكساس، ترحيبًا حارًا.

محتوى إعلاني

"لقد أعددنا الكثير من المفاجآت الرائعة في تلك الرحلة"، هكذا صرحت جاكلين سيينا إنديا، مؤسسة شركة Sienna Charles لأسلوب الحياة الفاخر، لشبكة CNN Travel.

وأضافت: "أحاول التفكير في طرق رائعة لجعل (المسافرين) متحمسين، لذلك اشتريت حوالي 100 قبعة من قبعات تكساس رينجرز. وعندما جاء بوش إلى القرية، كان كل الأطفال يرتدونها".

وتعد اللمسات الشخصية، والأمن، والأفعال الحصرية من بين الأشياء التي يتوقعها قادة العالم أثناء السفر.

وتضيف إنديا: "يشبه المسرح إلى حد كبير، حيث يملك قادة العالم هذه الرؤية لما يمكن أن يكون عليه هذا المكان، وكم هو غريب ومدهش.. ونريد أن نحقق هذه الرؤية بلحظات خاصة".

ولم يكن بوش أول زعيم عالمي تعاملت معه إنديا، حيث خططت وكالتها لأكثر من 100 رحلة لما لا يقل عن 15 رئيسًا ورئيس وزراء منذ 2012.

وتقول: "سواء كان رئيسًا سابقًا أم مليارديرًا أم مشهورًا، فجميعهم أفرادًا.. إذا فهمت ما الذي يجعلهم يقومون بهذه الرحلة، فستكون علاقة ناجحة".

تقديم تجارب مخصصة

تعلمت إنديا كل شيء عن فن الضيافة الفاخرة في مطعم Le Bec Fin الحاصل على 3 نجوم ميشلان، وهو مغلق حاليًا، حيث عملت أثناء حصولها على درجة البكالوريوس في تاريخ الفن في مدرسة تايلر للفنون في جامعة تمبل بفيلادلفيا.

وتستذكر قائلة: "لقد وقعت في حب خدمة أصحاب الثروات الفائقة.. لقد نجحت في هذا المجال حقًا وفهمت احتياجاتهم.. كان هذا حقًا نجاحًا في مسيرتي المهنية، أي فهم احتياجات كل شخص ومن ثم القدرة على تقديم تلك التجربة".

وبعد التخرج من الكلية، انتقلت إنديا إلى بالم بيتش بولاية فلوريدا، مع صديقها آنذاك وزوجها الآن، فريدي تشارلز راينرت، حيث أدركت بسرعة أن مستوى الخدمة في السياحة "الفاخرة" يتضاءل بالمقارنة.

واستذكرت قائلة: "لم يكن الأمر منطقيًا بالنسبة لي.. ففي المطعم، تجلس لمدة ثلاث ساعات وتنفق 5 آلاف إلى 10 آلاف دولار".

وبذلك، سعى الثنائي إلى تقديم بديل أفضل للمسافرين ذوي الدخل المرتفع، من خلال إطلاق "سيينا تشارلز" في 2008.

مغامرة عبر مصر

في عام 2012، أتيحت لـ"سيينا تشارلز" فرصة التخطيط لرحلة خاصة بزعيم عالمي لأول مرة.

قرر العميل، الذي لا يمكن الكشف عن اسمه، أن يسافر إلى دولة مصر التي زارها سابقًا، لكنه كان مهتمًا حقًا بعلم الآثار المصرية، بحسب ما أوضحته إنديا.

وبذلك، رتبت خبيرة السفر رحلة مدتها 12 يومًا، وذات محطات متعددة للتوقف، بحيث تتخللها مناقشات تاريخية وثقافية مع العديد من المتخصصين والأكاديميين.

وبدأت رحلة الزعيم العالمي من القاهرة إلى رحلة نيلية على متن يخت خاص، مع وجود محطات توقف عديدة في المواقع التاريخية.

وانتهت الرحلة في العاصمة القديمة الأقصر، وهي ملقبة بـ"أكبر متحف مفتوح في العالم"، حيث يمكن العثور على بعض أقدم المقابر والمعابد في البلاد.

الشجيرات في إثيوبيا

في 2015، نسقت إنديا رحلة إلى بعض المناطق النائية في إثيوبيا لبوش وزوجته لورا وأربعة من أصدقائه وطبيبه و30 من موظفي الخدمة السرية.

وبسبب عددهم الكبير، انتشر الخبر عن الرحلة.

وتقول إنديا: "كلنا نتحدث عن السرية والخصوصية.. لكن مع وجود هذا العدد الكبير من الموظفين وعملاء الخدمة السرية، أصبح الأمر مجرد جنون إعلامي.. يذهب بعض قادة العالم مع عميل أمن واحد وقبعة بيسبول - ولا أحد يعرف أنهم هم".

وتقول إن بوش اختار إثيوبيا لأنه كان هناك خلال فترة رئاسته ولكن لم يكن لديه الوقت الكافي للخروج والاستكشاف بعمق أكبر.

وبذلك، خططت إنديا رحلة من وادي نهر أومو البعيد في الجنوب، وهو موطن بعض القبائل الأكثر عزلة في العالم، إلى بلدة لاليبيلا في الشمال.

تطلبت الرحلة الصعبة من الناحية اللوجستية وسائل نقل مختلفة، بدءًا من سيارات الدفع الرباعي إلى طائرات الهليكوبتر والطائرات الخاصة والقوارب النهرية.

لمسات شخصية

عمل فريق إنديا على تلبية طلبات محددة للغاية من الطعام والشراب، لأن "الرحلة تدور حولهم".

وعلى سبيل المثال، تقول إن بوش يحب الأطعمة المريحة مثل شطائر زبدة الفول السوداني والمعكرونة خلال رحلاته، لذلك حرصت على توفير جميع وجباته المفضلة، حتى في المناطق النائية من إثيوبيا.

ونظرًا إلى أن الفنادق في إثيوبيا لم تلب توقعات إنديا، فقد عملت مع شركاء محليين لبناء معسكرات فاخرة للرئيس السابق وحاشيته بدلاً من ذلك.

وفي إحدى المرات، ساعدت إنديا زعيمًا عالميًا في الاحتفال بعيد ميلاد زوجته من خلال تغطية الطابق الكامل لفيلا خاصة بزهور غريبة تأتي من الإكوادور، على حد قولها.

وعملت أيضًا مع منتجي الأفلام وخبراء التصميم لخلق مشهد سينمائي باريسي في قلب ميامي، حيث صمم الشيف الشهير إريك ريبير قائمة طعام خاصة.

وفي إيطاليا، رتبت جلسة خاصة لقائد عالمي مع مصمم مجوهرات شهير. وساعد القائد في تصميم هدية فريدة لزوجته، وهي خاتم يُقدر بحوالي 714 ألف دولار.

السرية والأمن والحصرية

بعد استشارة أولية، ستقترح إنديا، التي سافرت إلى أكثر من 80 دولة، 3 إلى 5 خيارات، مع تحديد إيجابيات وسلبيات كل منها.

ومن هناك، يعمل خبير السفر عن كثب مع رئيس موظفي العميل والمساعد الشخصي والأمن لتسوية التفاصيل، بدءًا من الوقت الذي يرغبون الاستيقاظ فيه إلى طعامهم المفضل.

وغالبًا ما تكون وسائل النقل سلسة نسبيًا لأن 100٪ من عملائها يمتلكون يخوتهم وطائراتهم الخاصة.

وكجزء من بروتوكول الأمان، غالبًا ما تحتاج "سيينا تشارلز" إلى إغلاق المعالم والمتاحف الرئيسية، حتى يتمكن العملاء من خوض التجربة بمفردهم.

وتقول إنديا: "لقد أغلقنا دار أوبرا سيدني، وجامع آيا صوفيا في اسطنبول، ومتحف اللوفر، وفرساي، وتمثال أبو الهول بالجيزة، وماتشو بيتشو، وغيرها من الآثار.. عندما تكون على استعداد للدفع، فهذه محادثة سهلة حقًا".

ترك مساحة للعفوية

تقول إنديا إن الوباء لم يؤثر على رحلات الأثرياء والنخب.

وأوضحت: "هناك الكثير من الأماكن مثل فيجي وتايلاند التي بدأت في السماح للطائرات الخاصة بالدخول منذ حوالي ستة أشهر".

وقالت: "إنه وقت مفيد أن تكون شخصًا ذا ثروة كبيرة جدًا، لأنه تأتي السلطة مع المال.. والناس على استعداد لإنفاق الأموال لفعل ما يريدونه".

لاحظت إنديا العديد من اتجاهات السفر فائقة الفخامة، التي حفزها الوباء.

على سبيل المثال، يميل عملاء إنديا إلى التخطيط لرحلاتهم في اللحظة الأخيرة، أحيانًا قبل يوم أو يومين فقط، بسبب عدم اليقين بشأن قيود الحدود ومتطلبات الحجر الصحي.

لقد بدأوا أيضًا في تخطي الوسطاء تمامًا، وشراء اليخوت والطائرات الخاصة الخاصة بهم وشراء منازل العطلات.

وقبل الوباء، كانت تساعد إنديا العملاء على استئجار اليخوت مقابل ما يقرب من 200 ألف دولار إلى 300 ألف دولار أسبوعيًا. وفي الوقت الحالي، يحجزون قوارب تصل تكلفتها إلى مليون دولار في الأسبوع.

وعندما يتعلق الأمر بمنازل العطلات والعقارات، فقد ارتفع الإنفاق من متوسط 10 آلاف دولار في الليلة إلى 35 ألف دولار أو أكثر لعملاء "سيينا تشارلز".

وتقول إنديا: "من المؤكد أن الإنفاق خارج عن السيطرة، إنه شامل.. الناس على استعداد للدفع مقابل التفرد والتواجد في المكان المناسب في الوقت المناسب".

نشر
محتوى إعلاني