اسكتشف الطريقة الرائعة لتناول الطعام في اليونان
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُعد زيارة الجزر اليونانية بمثابة إحدى أماني السفر لدى الكثيرين، وهي بمثابة ملاذ للاستجمام بعد إغلاق طويل بسبب الوباء.
أما تناول الطعام اليوناني بأسلوب حمية البحر الأبيض المتوسط، فهو ما يضيف إلى متعة الزيارة.
وسافرت كاتبة CNN ساندي لاموت لاستكشاف النظام الغذائي المتوسطي، وهو أسلوب حاصل على جوائز تناول الطعام الصحي، إذ كانت تغطيه لسنوات كصحفية صحية في اليونان.
وفي جزيرة ميلوس، يتواجد مطعم بتكلفة منخفضة يُدعى "Nostos Sea Food"، وهو من بين العديد من المطاعم على طول الواجهة البحرية، ووجهة مفضلة لدى السكان المحليين.
ويقدم المطعم وجبة تُدعى "دولماديس"، أي أوراق العنب المحشية بالجمبري التي تقدم عادة على شكل لفائف، وتُغطى برغوة الليمون.
ويُعد طبق "جالاتوبيتا"، عبارة عن فطيرة حليب كلاسيكية، وبمثابة وليمًة ملفتة للنظر من الزبدة والكاسترد، مزينة بالفستق.
أما الزبادي اليوناني الكريمي الغني المغطى بالجوز والعسل، فهو أشبه بطبق حلوى شهي أكثر منه وجبة فطور كلاسيكية.
وفي سانتوريني، يقدم مطعم "218 ديجريز كافيه" المأكولات اليونانية التقليدية بطريقة مختلفة، مثل النسخة الحديثة من سبانكوبيتا، أي فطيرة السبانخ اليونانية الشهيرة.
ويُحضر طبق فطائر الكوسا مع الخضار والأعشاب الطازجة، ويُقلى بزيت الزيتون، ثم يقدم مع عنصر أساسي يوناني آخر، أي صلصة tzatziki، والمكونة من الزبادي، والخيار، والشبت، والليمون.
ويُعد طبق السلطة اليونانية التقليدية، والتي تُسمى هورياتيكي (وتعني القرية)، بمثابة إلهام آخر، والخس ليس بين مكوناتها، وبدلًا من ذلك هناك الكثير من الطماطم، والخيار، والفلفل الأخضر، والبصل، مع العديد من أصناف الزيتون اليوناني، مع إضافة شرائح كبيرة من الفيتا الطازجة وقليل من زيت الزيتون.
ويتمتع جبن الفيتا في اليونان بمذاق كريم غني ولذيذ.
وكان طعام لاموت المفضل، عبارة عن طبق من الخضار المحمصة تمامًا بزيت الزيتون، مع إضافة رشة البذور والأعشاب.
ويزيد إلى متعة تناول هذه الأطعمة، الإطلالة على أفق منحدرات سانتوريني، وبيوتها المزينة باللونين الأبيض والأزرق.
فوائد أسلوب حياة البحر الأبيض المتوسط
ويُعد زيت الزيتون المكون الرئيسي لحمية البحر الأبيض المتوسط، إذ أنه جزء من الحياة اليونانية لدرجة أن السكان الأصليين يصفون ما تبدو عليه علامات الجنون بعبارة "choris ládi"، أي فاقد الزيت.
ويعتقد العلماء أن زيت الزيتون قد يكون أحد الأسباب التي تجعل وجبات البحر الأبيض المتوسط جيدة جدًا بالنسبة لنا.
ووجدت دراسة تلو الأخرى أن تناول الطعام على طريقة البحر الأبيض المتوسط يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بالسكري، وارتفاع الكوليسترول، والخرف، وفقدان الذاكرة، والاكتئاب، وسرطان الثدي، وقد رُبط بتقوية العظام، وقلب أكثر صحة، وعمر أطول، بالإضافة إلى فقدان الوزن.
وبينما تعتمد طريقة تناول الطعام في البحر الأبيض المتوسط على الأطعمة التقليدية من 21 دولة تحيط بالبحر الأبيض المتوسط، إلا أنها تشترك في موضوع واحد.
وينصب التركيز على الطهي البسيط القائم على النباتات، والذي يتميز بالخضار، والفاكهة الطازجة، والحبوب الكاملة، والفاصولياء، والبذور، والمكسرات، مع التركيز الشديد على زيت الزيتون البكر الممتاز.
ولا يستهلك السكر المكرّر والدقيق إلا في حالات نادرة، ونادرًا ما تُستهلك الدهون بخلاف زيت الزيتون، مثل الزبدة.
كما أنه نادرًا ما تظهر اللحوم الحمراء في حمية البحر الأبيض المتوسط، وبدلاً من ذلك، قد تشمل وجبات الطعام البيض، ومنتجات الألبان، والدواجن، ولكن بكميات أصغر بكثير من النظام الغذائي الأمريكي التقليدي.
ومع ذلك، تُعتبر الأسماك عنصرًا أساسيًا في حمية البحر الأبيض المتوسط، والتي تُقدم في المطاعم المحلية كاملة.
وتُعد الفاكهة الطازجة أساس أطباق الحلوى في اليونان، وبينما يمكنك بسهولة شراء البقلاوة التقليدية أو اللوكوماديس (الكعك اليوناني) في غالبية المطاعم السياحية، فإن هذا ليس ما يتناوله السكان كل يوم.
وتنمو أشجار البرتقال، والليمون، والتين في الأفنية الخلفية في اليونان، وتكون جاهزة للقطف في نزهة سريعة بالخارج.
وبعكس النظام الغذائي الغربي الغني بالصوديوم، فإن الأعشاب والتوابل لها الأسبقية على الملح والفلفل لإضفاء نكهة على أطباق البحر الأبيض المتوسط.
وتُعد الأعشاب الطازجة مهمة جدًا لدرجة أن اليونانيين يزرعونها في كل زاوية وركن. وفي أثينا، يمكن مشاهدة أوانٍ من الأعشاب على عتبات النوافذ وعلى طول الأرصفة بجوار السيارات المتوقفة، وفي قاعدة الأشجار التي تصطف في الشوارع.
ولكن "حمية" البحر الأبيض المتوسط هي أكثر بكثير من مجرد طعام، إذ يعتمد هذا الأسلوب على الحركة، مثل المشي، وركوب الدراجات، والبستنة، بالإضافة إلى الأكل الواعي وتجمع الأصدقاء والعائلة.