اعتقدت أنها لن تنجو.. مصورة توثق مشهدا يحبس الأنفاس لمجموعة فهود تعبر نهرا هائجا في كينيا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما وثقت بوديليني دي سويزا مشهداً مذهلاً لمجموعة من الفهود وهي تعبر نهراً هائجاً، كانت المصورة في رحلة سفاري في كينيا.
ولطالما كانت دي سويزا، التي نشأت وهي تزور المنتزهات الوطنية في سريلانكا، تحب الحياة البرية، وشكلّ التصوير الفوتوغرافي بالنسبة إليها امتداداً طبيعياً لذلك، بحسب ما ذكرته في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وشكّل مشهد قامت بتوثيقه في كينيا واحداً من الصور التي "تلقت إشادة كبيرة" في مسابقة مصور الحياة البرية لعام 2021.
5 فهود تواجه مياه هائجة
وفي يناير/كانون الثاني من عام 2020، كانت دي سويزا، المقيمة في سيدني حالياً، في عطلة مع زوجها في كينيا، واستغل الثنائي الوقت لزيارة محمية "ماساي مارا" آنذاك، واستكشافها في رحلة سفاري على متن سيارة رباعية الدفع.
وكان توثيق مجموعة "شهيرة" من الفهود، وفقاً لتعبيرها من الأسباب الرئيسية لزيارتها المحمية.
وسبق أن وثقت دي سويزا هذه المجموعة من الفهود من قبل، وتعود شهرتها لكونها أول مجموعة مُسجّلة تتكونّ من خمسة ذكور من الفهود.
وعند حديثها عن المجموعة، قالت المصورة: "إنها مميزة للغاية، وبدأنا في تصويرها في آخر 4 إلى 5 أعوام".
وعند سماعها أن المجموعة متوجهة إلى النهر، شجع ذلك دي سويزا على التوجه إلى هناك وتوثيقها من الجهة المقابلة أثناء عبورها للنهر.
ولا يُعد عبور المياه بمثابة أمر غير اعتيادي لهذه الحيوانات، إذ أنها تسبح بمهارة، ولكن، قالت المصورة:"عند رؤية مدى اضطراب النهر، لم نعتقد أن الفهود ستعبره".
وعادةً ما يكون شهر يناير/كانون الثاني وقتاً مناسباً لزيارة كينيا، إذ تتبع تلك الفترة موسم الأمطار عادةً.
ولكن، كان الأمر مختلفاً العام الماضي، إذ كان المطر ينهمر بلا انقطاع، وكانت الأنهار فائضة في المحمية.
وبقيت الفهود تراقب النهر لساعات طويلة، وأوشكت دي سويزا على فقدان الأمل.
وفجأةً، قفز قائد مجموعة الفهود إلى النهر، وتبعه الآخرون، ولم يظهر الفهد الخامس في الصورة لقفزه متأخراً لأنه كان متردّداً.
واستطاعت المجموعة التغلّب على المياه الهائجة، وشكلّ ذلك لحظة عاطفية، وأوضحت المصورة: "كنا سعداء عندما وصلت لليابسة. وكنا نصرخ، ونعانق بعضنا البعض مع دموع الفرح في أعيننا"، ثم أضافت: "لم نعتقد أنها ستنجو، وخصوصاً الفهد الأخير لأنه اختفى تحت الماء لـ10 إلى 15 ثانية تقريباً، وظننا أن الأمر انتهى بالنسبة له".
مشهد قوي
وتعتقد دي سويزا أن ما يجعل الصورة قوية حقاً هو التواصل البصري مع الفهد الذي قاد المجموعة، قائلة: "شعرت أنه كان ينظر إليّ مباشرةً ويقول: هل يمكنك إيقاف تلك الكاميرا، والمجيء لمساعدتنا؟ وشعرت أنه يتحدث معي".
وإلى جانب ذلك، تسلط الصورة أيضًا الضوء على التهديدات الإضافية التي تواجهها الحيوانات بسبب التغير المناخي.
ورأت دي سويزا أن عبور النهر، هو أمر قامت به هذه الفهود مئات المرات من قبل، ولكنها كانت في خطر هذه المرة بسبب الفيضانات.