اعتقدت أنها لن تنجو.. مصورة توثق مشهدا يحبس الأنفاس لمجموعة فهود تعبر نهرا هائجا في كينيا

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما وثقت بوديليني دي سويزا مشهداً مذهلاً لمجموعة من الفهود وهي تعبر نهراً هائجاً، كانت المصورة في رحلة سفاري في كينيا.

محتوى إعلاني

ولطالما كانت دي سويزا، التي نشأت وهي تزور المنتزهات الوطنية في سريلانكا، تحب الحياة البرية، وشكلّ التصوير الفوتوغرافي بالنسبة إليها امتداداً طبيعياً لذلك، بحسب ما ذكرته في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.

وشكّل مشهد قامت بتوثيقه في كينيا واحداً من الصور التي "تلقت إشادة كبيرة" في مسابقة مصور الحياة البرية لعام 2021.

محتوى إعلاني

5 فهود تواجه مياه هائجة

وثقت المصورة بوديليني دي سويزا هذا المشهد في كينيا. Credit: Buddhilini de Soyza

وفي يناير/كانون الثاني من عام 2020، كانت دي سويزا، المقيمة في سيدني حالياً، في عطلة مع زوجها في كينيا، واستغل الثنائي الوقت لزيارة محمية "ماساي مارا" آنذاك، واستكشافها في رحلة سفاري على متن سيارة رباعية الدفع.

وكان توثيق مجموعة "شهيرة" من الفهود، وفقاً لتعبيرها من الأسباب الرئيسية لزيارتها المحمية.

أمضت المصورة ساعات تحت هذه الشجرة في محمية "ماساي مارا" الوطنية في كينيا في انتظار قفز أنثى النمر "كازوري" من جانبها من الشجرة إلى المكان الذي خبأت فيه فريستها على الجانب الآخر. Credit: Buddhilini de Soyza

وسبق أن وثقت دي سويزا هذه المجموعة من الفهود من قبل، وتعود شهرتها لكونها أول مجموعة مُسجّلة تتكونّ من خمسة ذكور من الفهود.

وعند حديثها عن المجموعة، قالت المصورة: "إنها مميزة للغاية، وبدأنا في تصويرها في آخر 4 إلى 5 أعوام".

صورة لفيل في محمية "ماساي مارا" الوطنية . Credit: Buddhilini de Soyza

وعند سماعها أن المجموعة متوجهة إلى النهر، شجع ذلك دي سويزا على التوجه إلى هناك وتوثيقها من الجهة المقابلة أثناء عبورها للنهر.

ولا يُعد عبور المياه بمثابة أمر غير اعتيادي لهذه الحيوانات، إذ أنها تسبح بمهارة، ولكن، قالت المصورة:"عند رؤية مدى اضطراب النهر، لم نعتقد أن الفهود ستعبره".

يشكل التصوير الفوتوغرافي امتداداً لحب المصورة للحياة البرية. Credit: Buddhilini de Soyza

وعادةً ما يكون شهر يناير/كانون الثاني وقتاً مناسباً لزيارة كينيا، إذ تتبع تلك الفترة موسم الأمطار عادةً.

ولكن، كان الأمر مختلفاً العام الماضي، إذ كان المطر ينهمر بلا انقطاع، وكانت الأنهار فائضة في المحمية.

وبقيت الفهود تراقب النهر لساعات طويلة، وأوشكت دي سويزا على فقدان الأمل.

مشهد لطيور النحام وهي تحلق. Credit: Buddhilini de Soyza

وفجأةً، قفز قائد مجموعة الفهود إلى النهر، وتبعه الآخرون، ولم يظهر الفهد الخامس في الصورة لقفزه متأخراً لأنه كان متردّداً.

واستطاعت المجموعة التغلّب على المياه الهائجة، وشكلّ ذلك لحظة عاطفية، وأوضحت المصورة: "كنا سعداء عندما وصلت لليابسة. وكنا نصرخ، ونعانق بعضنا البعض مع دموع الفرح في أعيننا"، ثم أضافت: "لم نعتقد أنها ستنجو، وخصوصاً الفهد الأخير لأنه اختفى تحت الماء لـ10 إلى 15 ثانية تقريباً، وظننا أن الأمر انتهى بالنسبة له".

مشهد قوي 

لبؤة تنقل صغيرها، الذي لا يتجاوز عمره شهراً واحداً، إلى مكان آمن. Credit: Buddhilini de Soyza

وتعتقد دي سويزا أن ما يجعل الصورة قوية حقاً هو التواصل البصري مع الفهد الذي قاد المجموعة، قائلة: "شعرت أنه كان ينظر إليّ مباشرةً ويقول: هل يمكنك إيقاف تلك الكاميرا، والمجيء لمساعدتنا؟ وشعرت أنه يتحدث معي".

وإلى جانب ذلك، تسلط الصورة أيضًا الضوء على التهديدات الإضافية التي تواجهها الحيوانات بسبب التغير المناخي.

ورأت دي سويزا أن عبور النهر، هو أمر قامت به هذه الفهود مئات المرات من قبل، ولكنها كانت في خطر هذه المرة بسبب الفيضانات.

نشر
محتوى إعلاني