منحوتة تمتد خارج جرف لتنقل إليك مشاهد ستكون مخفية بلا وجودها

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- توفر الجروف المطلة على المياه مشاهد ساحرة للعين البشرية، ولكن يصعب رؤية جمالها بشكلٍ كامل في الوقت ذاته. وشجع ذلك أحد الفنانين على حل تلك المشكلة بمرآة، وأطنان من الخرسانة والفولاذ.

محتوى إعلاني

وخلال أعماله، يتلاعب الفنان والمصمم الصناعي، جول أدلر، بوجهات النظر، والضوء، والانعكاسات، لإعادة صياغة البيئة المُحيطة، إلى جانب تسليط الضوء عليها.

ويتبين ذلك في منحوتة عمل عليها تُدعى "Viewfinder".

محتوى إعلاني

توفير مشهد مخفي عادةً

صنع الفنان والمصمم الصناعي، جول أدلر، منحوتة مثيرة للاهتمام في أستراليا تُدعى "Viewfinder". Credit: Joel Adler

وتشجع أدلر على صنع المنحوتة من أجل معرض "Sculpture by the Sea" السنوي على شاطئ بوندي بأستراليا في عام 2019، والذي اتخذ مكانًا له في ممشى ساحلي.

وعند استكشافه للمعروضات، والممشى بهدف الحصول على الإلهام، لاحظ الفنان أمراً.

وقال أدلر في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "وجدت بقعة معينة على الممشى الساحلي كان الأشخاص يمرون بجانبها فقط دون أن يدركوا وجود أمواج متلاطمة جميلة في الأسفل".

توفر منحوتة "Viewfinder" للأشخاص فرصة لرؤية المشاهد الساحرة المخفية التي تحتضنها الجروف المطلة على المياه. Credit: Joel Adler

وتابع الفنان قائلاً: "تسلقت السياج، وهو أمر لم يكن من المفترض عليّ فعله على الأرجح.. ونظرت من فوق الجرف، ويبلغ ارتفاعه بين 25 و30 متر تقريباً، ورأيت أنه يحتضن مشهداً مدهشاً في الأسفل".

وفي تلك اللحظة، أدرك الفنان أن تلك البقعة ستكون موقع منحوتته، مع أنه لم يكن يعرف كيف ستبدو آنذاك.

نُقلت المنحوتة من موقعها الأصلي إلى جرف أعلى في إحدى ضواحي سيدني. Credit: Joel Adler

وفي النهاية، أدرك أدلر أنه يرغب بمنح زوار الممشى فرصة رؤية مشهد يكون مخفياً بالعادة.

وقام الفنان بذلك عن طريق منحوتة تعمل مثل الـ"بيريسكوب"، أو منظار الأفق، وهي تعتمد على مرآة كبيرة لتوفير مشهدٍ ساحر لما يوجد في الأسفل.

ولشرح عمله ببساطة، أشار الفنان إلى أنه عبارة عن أنبوب مفتوح ضخم يحتضن مرآة في نهايته موضوعة بزاوية معينة.

وقال أدلر عن المنحوتة التي تفاجئ الأشخاص العابرين بجانبها: "ليس هناك سحر، أو وهم. ويتجسد الوهم في رؤيتك شيئاً لم تعتد على رؤيته".

أطنان من الفولاذ والخرسانة

تجلس المنحوتة الآن على جرف يبلغ ارتفاعه حوالي 85 مترًا، لتوفر مشهداً مختلفاً. Credit: Joel Adler

ونُقلت المنحوتة من موقعها الأصلي إلى جرف أعلى في إحدى ضواحي مدينة سيدني الأسترالية.

وتجلس المنحوتة الآن على جرف يبلغ ارتفاعه حوالي 85 مترًا، ليوفر مشهداً مختلفاً.

وعند المرور بجانب المنحوتة، سترى إطاراً يحتضن مشهداً ساحراً للصخور والمياه في الأسفل، وقد يوحي شكله بأنه إطار صورة في متحف، أو معرض.

المشهد الذي وفرته المنحوتة في بوندي بأستراليا. Credit: Joel Adler

ومع أنه يمكن للمرء الاقتراب من المياه في الأسفل لرؤية المشهد بشكل أوضح على سبيل المثال، أو النظر إليها من الحافة، إلا أن "رؤية المياه أمامك مباشرة وهي مُنعكسة، يغير وجهة نظرك".

المنحوتة في فوكلوز بأستراليا. Credit: Joel Adler

وقد تبدو المنحوتة أنها متصلة بالجرف، ولكنها في الحقيقة ليست كذلك، ويساهم تصميمها، والمواد التي صُنعت منها على جعلها ثابتة في مكانها.

وصُنعت قاعدة المنحوتة من 6 أطنان من الخرسانة والفولاذ لمساعدتها على الوقوف، إذ أشار الفنان إلى أنها ليست موصولة بالجرف بأي طريقة.

وقال أدلر: "الشكل الذي تراه في المنحوتة النهائية ناتجًا من جميع المتطلبات الهندسية التي كان علينا وضعها".

وقد تفتح هذه المنحوتة الآفاق للكثير من الاحتمالات، ويرى أدلر أنه يمكن وضعها في مواقع مختلفة، وليس فوق الجروف فقط.

وأكّد الفنان: "يمكنها أن تكون فوق مبنى، أو نهر. وهناك الكثير من الاحتمالات لها، فهي تتمحور حقاً حول عكس صورة، أو مشهد لا يمكنك رؤيته بطريقة أخرى".

واستغرق تحويل المنحوتة من مجرد فكرة إلى حقيقة حوالي عام تقريباً.

ومن ناحية البناء، فقد استغرق ذلك الجانب حوالي شهرين بسبب تعقيد الهيكل الداخلي.

نشر
محتوى إعلاني