الحاجز المرجاني العظيم تتكاثر براعمه في مهرجان ألوان "ساحر"

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- خرجت الحيوانات المنوية وبيوض الحاجز المرجاني العظيم دفعة واحدة إلى النور في موعدها السنوي، مشكّلة مهرجان ألوان جماعي يحتفي بالحياة. وشهد علماء ا،لبحار على هذا الحدث ليلة الثلاثاء قبالة سواحل كيرنز، في ولاية كوينزلاند الأسترالية.

محتوى إعلاني

ورأى العلماء أنّ هذا مؤشّر إيجابي لأن هذه الشعاب المرجانية قادرة على التجدد رغم التهديدات البيئية.

محتوى إعلاني

وقال عالم الأحياء البحرية الأسترالي، جاريث فيليبس، الذي حجز مكانًا له في الصف الأول لمتابعة عملية تكاثر الشعاب المرجانية هذا العام، في بيان صادر عن "كوينزلاند للسياحة والأحداث": "لا شيء مثل ولادة جديدة تجعل الناس أكثر سعادة، وأبرز دليل عالمي على ذلك" هو تكاثر الشعاب المرجانية.

التبويض المرجاني هو حدث سنوي على الحاجز المرجاني العظيم.Credit: Gabriel Guzman/Calypso Productions

وقام فيليبس، من مركز الأبحاث Reef Teach، وفريقه من علماء الأحياء البحرية، والغواصين، والطلاب، والمصوّرين، بالغوص إلى قاع المحيط لالتقاط صور وتصوير الشعاب المرجانية قبالة ساحل كيرنز، كوينزلاند. ثم ينتقلون إلى مواقع للشعاب المرجانية أخرى، بهدف التصوير والمراقبة.

وتسمح هذه اللقطات للعلماء بمراقبة محصول المرجان لهذا العام، والصحة العامة للحاجز المرجاني العظيم، المدرج كمحمية طبيعية على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، والذي لم تصنّفه لجنة التراث بـ"الخطر" لهذا العام.

ووصف فيليبس رصد تكاثر الشعاب المرجانية هذا العام قبالة كيرنز بأنها أشبه "البحث عن االكنز الأعظم". مضيفًا "شهدنا انطلاق جميع الشعاب المرجانية مرة واحدة، لكن يبدو هذه المرة أن أنواعًا مختلفة تنطلق على دفعات واحدة بعد أخرى. كانت الأجواء ساحرة وسط المياه الهادئة المضاءة بتسرّب نور القمر الجميل".

وأشار فيليبس إلى أنّ "كل مستعمرة مرجانية استغرقت عملية تكاثرها نحو ثلاثين ثانية".

ويعتبر هذا الحدث السنوي الذي يحتفي به الحاجز المرجاني العظيم جهدًا سنويًا منسقًا، حيث يتكاثر المرجان من طريق الانقسام خلال معظم أشهر السنة، لكنّ يطلق مجموعاته من الحيوانات المنوية والبويضات في المحيط مرة في السنة. 

وقال فيليبس: "تنجرف كل يرقة مرجانية حتى تستقر في قاع البحر.. يحدث التزاوج على مدار أيام عدة مع تكاثر فصائل مختلفة خلال ليالٍ مختلفة".

وأوضحت مؤسسة الحاجز المرجاني العظيم "Great Barrier Reef Foundation" أن المجموعات المرجانية تحتاج إلى العثور على مجموعة أخرى من الفصيلة المرجانية عينها للتكاثر، لذا،  إطلاقها في نفس الوقت، يزيد احتمال ذلك.

قال عالم الأحياء البحرية جاريث فيليبس إن ظروف هذا العام كانت "ساحرة". Credit: Gareth Phillips/Reef Teach

ويتمّ التكاثر السنوي للشعاب المرجانية عادة  خلال شهري تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، ولكن يمكن أن يختلف التوقيت لأسباب عدة بينها درجة حرارة المياه والتيارات المائية. ويمكن أن يختلف موعد التكاثر أيضًا على طول 2,300 كيلومتر للحاجز المرجاني العظيم.

واعتبرت شركة فيليبس، أنّ تكاثر الشعاب المرجانية مؤشّر أمل أمام المشاكل البيئية التي دفعت اليونسكو أخيرًا إلى مطالبة أستراليا بتقديم تقرير عن حالة الحفاظ على الحاجز المرجاني العظيم بحلول شباط/فبراير 2022.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشفت دراسة وضعتها جامعة جيمس كوك في أستراليا أن 2٪ فقط من الشعاب المرجانية نجت من التبييض، الناجم عن موجات الحر الشديد، منذ عام 1998.

وقال فيليبس إنه "من دواعي السرور" مشاهدة ولادة الشعاب المرجانية بالتزامن مع قرار أستراليا البدء بتخفيف قيود السفر المفروضة، الأشد في العالم جراء فيروس كورونا.

 وأوضح إنّ ذلك "يعتبر دليلًا قويًا على أن وظائفها البيئية سليمة وتعمل، بعد أن كانت في مرحلة تعافي استمرت لأكثر من 18 شهرًا".

وأضاف: "لقد مرت الشعاب المرجانية بمشاكلها الخاصة، إسوة بنا جميعًا، بيد أنها ما برحت قادرة على الاستجابة، وهذا يعطينا امل. أعتقد أنه يجب علينا جميعًا التركيز على الانتصارات فيما نتخفّف من قيود الجائحة".

نشر
محتوى إعلاني