هجرها سكانها منذ عقود..اكتشف قرية المفير في قطر

نشر
4 دقائق قراءة
تقرير نورهان الكلاوي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ببيوتها ومساجدها التي تشكلت من الطين والحجر، تبرز هذه القرية المهجورة الواقعة في شمال قطر، التي رحل عنها أهلها منذ عقود، لتبقى أطلالها شاهدة على بساطة العيش وقتها.

محتوى إعلاني

وتُعد قرية "المفير"، التي تُعرف أيضًا باسم "المفجر"، أحد أبرز المعالم التراثية في قطر، وتقع في المنطقة الشمالية من البلاد، وقد هجرها سكانها الذين كان يعمل غالبيتهم في صيد الأسماك منذ عقود، وفقًا لحساب جدول فعاليات قطر على "تويتر".

Credit: Ahmed Fakhroo/ @fakhroo.qr

وجذبت هذه القرية عدسة المصور القطري أحمد فخرو، الذى سعى لإبراز جمال عمرانها، حيث لا تزال تحكي أطلالها عن ارتباط أهل قطر بالبحر.

ويقول فخرو لموقع CNN بالعربية إن قرية المفير تُعد من المدن الشمالية التي تميزت بطابعها المعماري، والذي شكل نمط الحياة الاجتماعية، مشيرًا إلى أنها بمثابة الروح لسكانها السابقين.

Credit: Ahmed Fakhroo/ @fakhroo.qr

وبالنسبة إلى فخرو، تكمن أهمية توثيق هذا الموقع في إبراز جانبه الجمالي، إذ تتمتع هذه القرية بمكانة كبيرة لدى أهل المنطقة الشمالية الذين عاشوا فيها.

Credit: Ahmed Fakhroo/ @fakhroo.qr

وأراد فخرو من خلال توثيق أطلال قرية المفير إيصال رسالة للجيل الحالي تحكي "طريقة عيش آباءنا وأجدادنا الذين تربوا في هذه القرية"، من خلال تسليط الضوء على البيوت الموجودة ومساحاتها، بالإضافة إلى الإطلالات البحرية.

ويصف فخرو انطباعه عن زيارة القرية قائلاً إن "رؤية المنازل المهجورة والتفاصيل الجمالية في الفن المعماري المستخدم في مواد البناء يبرز إبداع من بناها، كما أنه بمجرد أن تطأ قدمك القرية تكتشف كيف كان يعيش المجتمع ببساطة متمسكًا بعراقة عمرانه".

Credit: Ahmed Fakhroo/ @fakhroo.qr

ومن وجهة نظر فخرو، يُعد الموقع في غاية الأهمية، قائلًا: "هذا جزء من تاريخ دولتنا قطر وعبق من أصالة الماضي".

ولا يخلو توثيق مثل هذه المواقع القديمة من التحديات، إذ أشار فخرو إلى أنه استغرق يومًا بكامله للتصوير مما تطلب جهدًا كبيرًا، لافتًا إلى أن بعض البيوت على وشك السقوط، الأمر الذي تطلب منه توخي الحذر خلال عملية التوثيق لحماية نفسه وسلامة المعدات.

Credit: Ahmed Fakhroo/ @fakhroo.qr

ولفت فخرو إلى هناك كائنات برية اتخذت من البيوت المهجورة مسكناً لها، بالإضافة إلى عدم قدرة السيارة على الدخول إلى القرية، ما اضطره للتجول بمعدات التصوير الثقيلة سيراً على الأقدام.

ونصح المصور القطري الأشخاص الذين يودون زيارة القرية بأن يكون لديهم شغف وحب لهويتهم الوطنية وتاريخهم، وأن يحافظوا على المكان خلال الزيارة، إذ يُعد بمثابة إرث سيبقى لدى الأجيال القادمة.

ونظرًا للأهمية التاريخية التي تتمتع بها هذه القرية، تتواصل الجهود المستمرة لتحويلها إلى مركز سياحي بيئي مع بعض الأنشطة الثقافية الصديقة للبيئة بالإضافة إلى متحف في الهواء الطلق.

وفي العام الماضي، أعلنت متاحف قطر عن مشروع لإعادة تأهيل قرية المفير مع الاحتفاظ بطراز وطابع ما تحتويه من مبان تضم عناصر معمارية وزخرفية مميزة، لتصبح ضمن المزارات السياحية بالدولة، ويطلع من خلالها الزائر والمقيم، على التقاليد ونمط الحياة الاجتماعية قبل ظهور النفط.

نشر
محتوى إعلاني