واجه أسماك البيرانا والقراصنة.. قصة مارتن ستريل السباح صاحب أطول مسافات سباحة في أخطر أنهار العالم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يمكن أن تكون أنهار العالم أماكن خطرة، على الأقل إذا كنت تسبح فيها. وبدوره، أبحر السباح، مارتن ستريل، بين القراصنة وأسماك الضاري المفترسة والطفيليات على مدى أكثر من عقدين من الزمن.. ما غايته؟
يستذكر ستريل، وهو يبلغ من العمر 67 عامًا، إحدى لحظات عام 2004، عندما كان يسبح في نهر اليانغتسي الصيني.
وقال له السكان المحليون حينها: "مارتن، عُد إلى المنزل في أقرب وقت ممكن، ستموت".
ورغم تحذيراتهم، إلا أن ستريل أكمل السباحة بنجاح وحقق رقمه القياسي العالمي الرابع، حيث سبح 2487 ميلًا في 51 يومًا.
وفي الوقت الحالي، يسعى ستريل إلى السباحة في قناة دبي المائية، رغم أنها أكثر سهولة من نهر اليانغتسي الصيني.
وسيقطع مسافة 50 كيلومترًا للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وسيبدأ الحدث، الذي يستمر 24 ساعة، يوم الجمعة 10 ديسمبر/ كانون الأول، في برج العرب وينتهي في متحف الاتحاد.
كان ستريل يحطم الأرقام القياسية لأكثر من 20 عامًا.
وعندما بلغ من العمر 46 عامًا، سبح ستريل بطول 1866 ميلًا في نهر الدانوب خلال 58 يومًا.
وفي عام 2002، أكمل 2,360 ميلًا على طول نهر المسيسيبي. وبعد خمس سنوات، سبح في الأمازون، حيث قطع 3,274 ميلًا، أي نصف المسافة تقريبًا من نيويورك إلى الطرف الجنوبي من المملكة المتحدة.
ونجح ستريل في دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأطول سباحة في المياه المفتوحة، وهي جائزة لا يزال يحملها حتى يومنا هذا.
وفي هذه المغامرة، واجه ستريل أسماك البيرانا، وأسماك قرش الثور، والطفيليات، وعانى من حمى الضنك، وحروق الشمس الشديدة.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كان تحت تهديد القراصنة، حيث اضطر إلى إبقاء طاقم أمن حوله في جميع الأوقات.
ورغم ذلك، كانت أكثر لحظاته رعبًا عندما أصيب ابنه، الذي كان يبلغ من العمر 26 عامًا وكان قد انضم إليه في جزء من هذه المغامرة، بالشلل المؤقت بعد أن لسعه سمك الراي اللاسع.
ولحسن الحظ، تعافى ابنه تمامًا، لكنه بمثابة تذكير بالمخاطر الكبيرة المصاحبة لهذه الإنجازات.
وقد لا يبدو ستريل مثل الرياضيين المعتادين، فهو يزن 110 كيلوغرامًا، ويشرب رجاجة نبيذ بشكل يومي تقريبًا. ومع ذلك، لديه نظام تدريب صارم.
ويقول: "أنا أسبح بشكل يومي، عادة مرتين في اليوم.. أنا أمارس التزلج ثم المشي لمسافات طويلة وتمارين الجمباز".
وقام أيضًا بتدريب دماغه على اجتياز السباحة الشاقة، حيث تراه أحيانًا في الماء لمدة 12 ساعة متواصلة.
ويتحدث ستريل إلى نفسه أثناء السباحة، تقريبًا كشكل من أشكال التنويم المغناطيسي الذاتي، وعندما يكون في المياه الباردة يفكر في حوض الاستحمام الساخن.
وطور ستريل شغفه بالسباحة خلال طفولته في بلدة موكرونوج الصغيرة بسلوفينيا.
ويقول: "كبرت دون وجود أي تلفاز حينها، أو راديو أو حتى صحف.. منزلي كان الغابات والأنهار والبحيرات".
سبح ستريل في أكثر من 150 دولة حول العالم وشاهد بنفسه التحديات البيئية التي تواجه مياهنا.
ويقول: "إنني أتفهم محيطاتنا وأنهارنا وبحيراتنا وهناك تلوث في كل مكان".
ويأمل ستريل أن يتمكن من رفع مستوى الوعي والترويج للمياه النظيفة على مستوى العالم.