الكشف عن أحفورة لمخلوق بحري عملاق جاب الكوكب قبل ملايين السنين

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: MARTIN SANDER

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف باحثون عن أحفورة هي عبارة عن جمجمة تعود لنوع من الزواحف البحرية العملاقة يقدر طول جسمه بأكثر من 17 مترًا ووزنه 45 طنًا، وذلك في جبال أوغوستا بولاية نيفادا الأمريكية.

محتوى إعلاني

وكشف تحليل الأحفورة أنها لنوع جديد من الإكثيوصورات العملاقة، وهي مجموعة منقرضة من الزواحف البحرية العملاقة التي هيمنت على محيطات الأرض منذ أكثر من 200 مليون سنة، واسمه Cymbospondylus youngorum.

محتوى إعلاني

وكان تحليل الجمجمة جزءًا من جهد بحثي أكبر قام به فريق دولي من أجل فهم مدى سرعة تطور الإكثيوصورات إلى هذا الحجم الهائل بالمقارنة مع الحيتان.

يبلغ طول جمجمة نوع الإكثيوصور الجديد Cymbospondylus youngorum حوالي مترين Credit: STEPHANIE ARAMOWICOZ/NATURAL HISTORY MUSEUM OF LOS ANGELES COUNTY

وفي بيان صحفي أفاد لارس شميتز، أستاذ مشارك في علم الأحياء بقسم العلوم المشترك لكليات "كليرمونت ماكينا" و"بيتزر" و"سكريبس" بولاية كاليفورنيا أن "الإكثيوصورات بلغت هذا الحجم العملاق خلال فترة زمنية قصيرة جدًا، من الناحية التطورية - في حوالي 3 ملايين سنة فقط بالمقارنة مع الحيتان التي استغرقت حوالي 45 مليون سنة للوصول إلى أكبر أحجامها".

وأضاف "ما يُظهره هذا الاكتشاف الأحفوري هو أنه إذا كانت الظروف البيئية صحيحة تمامًا وكان هناك قدر معين من الاستقرار البيئي، فيمكن للتطور أن يتقدم بسرعة ملحوظة."

وعمل شميتز مع فريق من الباحثين الدوليين لتحليل الأحفورة، وتحديد الإكثيوصور كنوع جديد، وإنشاء شجرة نسالة - رسم بياني يوضح العلاقات التطورية بين الأنواع البيولوجية المختلفة - ثم قاد تحليلًا حسابيًا يقارن السرعة ونوع تطور حجم الإكثيوصورات مع الحيتان.

وكان نوع Cymbospondylus youngorum جزءًا من مجموعة من الزواحف التي عادت إلى المحيط خلال العصر الترياسي، أي بداية عصر الديناصورات، وتكيف تمامًا مع الحياة البحرية.

ويصف شميتز هذا النوع بأنه "سحلية سمكية".

واستُخرجت الأحفورة، والتي تتضمن جمجمة وكتفًا وذراعًا مشابهة للزعنفة، في ولاية نيفادا من طبقة من الصخور التي حافظت على المجموعة الحيوانية التي كانت موجودة بعد حوالي خمسة ملايين عام من حدث "الموت العظيم"، أكبر حالة انقراض شهدتها الأرض، الذي وقع قبل نحو 252 مليون سنة، وقضى على نسبة 81% من الحياة البحرية في العالم.

وفي البداية، عند اكتشاف الجمجمة، كان فريق البحث غير متأكد من كيفية تطور حيوان بهذا الحجم الهائل ونجاته بعد فترة وجيزة من أخطر حدث انقراض شهدته الأرض.

إعادة بناء حياة Cymbospondylus youngorum ، في محيط من العصر الترياسي يعج بالحياة.Credit: STEPHANIE ARAMOWICOZ/NATURAL HISTORY MUSEUM OF LOS ANGELES COUNTY

وأوضح شميتز أن "محيطات تلك الفترة كانت مختلفة تمامًا عن محيطاتنا الحديثة".

وتابع: "تتكون النظم البيئية البحرية الحديثة التي تُغذّي الحيتان اليوم من عوالق كبيرة الحجم، والتي لم تكن موجودة عندما كان نوع Cymbospondylus youngorum موجودًا".

وأضاف: "لقد وجدنا إكثيوصورًا عملاقًا عاش في عصر كانت فيه المحيطات تعد غير قادرة على تحمل هذا الحجم من الكائنات".

وقد أتاح هذا الاكتشاف لشميتز وفريق البحث رؤيًة جديدًة حول مدى السرعة التي يمكن أن يحدث بها التطور ويؤدي إلى التنوع.

وقال شميتز: "هذه الأحفورة تعد مثالًا على مدى سرعة التطور في إنتاج التنوع". 

ونُشر البحث في مجلة Science يوم الخميس.

نشر
محتوى إعلاني