امرأة تلاحق أسماك شيطان البحر في جزر المالديف.. ما السبب؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد تعرّضها لمطب مائي داخل خليج هانيفارو في جزر المالديف، أجرت بيث فولكنر بعض الحسابات الذهنية السريعة. وقالت: "ربما يكون هناك حوالي 100"، في إشارة إلى عدد أسماك شيطان البحر، التي تسبح أسفلها مباشرة.
وأضافت: "عادة ما يكون هناك بين 50 و60 سمكة".
وتدير فولكنر مؤسّسة Manta Trust الخيرية للمحافظة على الطبيعة والأبحاث، التي تجري دراسات حول هذه الحيوانات العملاقة واللطيفة. هي من فصيلة أسماك القرش، أما أكبر الأسماك الشيطانية فتتمتّع بزعانف كبيرة ممكن أن تصل إلى نحو ستة أمتار. وبخلاف أسماك الراي اللاسعة من الفصيلة عينها، التي قدد تتسبب بجروح مميتة، أسماك شيطان البحر، غير مؤذية وفق فولكنر.
وقالت: "لا تلدغ، وليس لديها أسنان، ولا يمكنها أذيّة البشر.. إنها مناسبة تمامًا لممارسة السباحة معها".
ورغم أنّ أسماك شيطان البحر لا تشكل أي خطر على البشر، إلا أن الناس تتسبّب بأضرار جسيمة لها.
وبحسب الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، فإن عدد أسماك شيطان البحر في العالم إلى انخفاض، ويعود سبب ذلك في الأساس إلى الصيد، وتدهور مواطنها، والاحترار العالمي.
ويعد الصيد التجاري أحد أكبر عوامل التهديد لأسماك شيطان البحر.
وتقول فولكنر: "نظرًا إلى كونها حيوان بطيئ النمو، يستغرق تكاثرها وقتًا طويلاً، فإن صيدها قد يتسبّب في استنفاد عدد هذه الأسماك بسرعة كبيرة".
بالإضافة إلى ذلك، شهدت أسماك شيطان البحر ازديادًا بالطلب عليها لاستخدامها في الطب الصيني التقليدي، وذلك في جميع أنحاء آسيا، خلال العقد الماضي.
ومن الصعب تحديد عدد أسماك شيطان البحر الموجودة اليوم، لكن يمكن العدد المسجّل من قبل فولكنر في جزر المالديف، بالمحيط الهندي.
وتقول فولكنر إن فريقها أسّس قاعدة بيانات خاصة بكل سمكة ويملكون حاليًا معلومات عن أكثر من 5100 سمكة مسجّلة حتى الآن.
وأوضحت: "فيما يتميّز البشر ببصمات مختلفة، فإن أسماك شيطان البحر تتواجد في بقع جغرافية مختلفة".
ومن خلال تصويرها، يستطيع الفريق تتبع هذه الأسماك دون الحاجة إلى وضع علامة عليها.
ويبدأ يوم نموذجي لفولكنر وفريقها بجمع معدات البحث من مكتب Manta Trust، الموجود في منتجع فور سيزونز لاندا جيرافارو.
ومن هناك، تتجه النساء الأربع إلى المياه المحيطة بمجموعة من الجزر، التي تعرف بـ"با أتول".
وتبحث النساء عن أسماك شيطان البحر في الأماكن التي تتجمّع فيها لإطعامها وتنظيفها بواسطة الأسماك الصغيرة التي تتناول الطفيليات عن أجسادها.
بالإضافة إلى تصوير كل سمكة، تجرين فحوصات بتقنية الموجات فوق الصوتية للأسماك الحوامل، لمراقبة صحة صغارها.
وأوضحت فولكنر أن الهدف هو جمع التفاصيل "حول حياة أسماك شيطان البحر، وكيف تبقى على الحياة، وكيف تستخدم المحيط الموجودة فيه، بهدف الحصول على دلائل، تدعم هدفنا بحمايتها".
و"مانتا تراست" ليس وحيدة في هذا المجال. فهي تتعاون مع أكثر من 20 مشروعًا في العالم. وفي عام 2020، ترأست المؤسسة الخيرية هذه مشروع لحماية مواطن أسماك شيطان البحر في جزر المالديف، واثنين من الأرخبيلات الاستوائية الأخرى، في السيشيل، وبالاو.
بالنسبة إلى فولكنر، فإن هذه الجهود تشكل جزءًا من صورة أكبر بكثير.
وقالت فولكنر "كل شيء له مكانه الخاص"، مضيفة أنه عندما تزال فصائل مختلفة من نظام بيئي، يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على طريقة عمل هذا النظام البيئي.
وقالت: "لا يتعلق الأمر فقط بحماية أسماك شيطان البحر وحدها، بل يتعلق بحماية النظام البيئي بأكمله".