تغريم سائحة سبحت عارية الصدر في قناة البندقية ثم استلقت على نصب حربي لالتقاط صورة

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- طُردت سائحة تشيكية من مدينة البندقية في إيطاليا بعدما أُلقِي القبض عليها، وهي تلتقط صورة لها عارية الصدر أمام نصب تذكاري للحرب.

محتوى إعلاني

وتخفّفت السائحة البالغة من العمر 30 عامًا من ملابسها، وألقتها على النصب الذي يكرّم أبطال الحرب الإيطالية، الجمعة الماضي، ثم سبحت في القناة المتجمدة، لتستلقي بعدها بجانب تمثال يجسّد محاربة قُتلت خلال الحرب، من أجل التقاط الصور.

محتوى إعلاني

ومُنعت السائحة من دخول البندقية مدة 48 ساعة، وغُرمت بدفع مبلغ 513 دولارًا.

وكان ماريو ناسون يسير مع ابنه عندما شاهد المرأة ورفيقيها أمام النصب التذكاري القائم على الضفة المائية.

وكرّس هذا النصب كتحية للنساء اللواتي ضحّين بحياتهنّ خلال الحرب من أجل استعادة الحرية خلال حقبة الفاشية. وصُنع التمثال الذي يُجسدّ محاربة قُتلت من البرونز، نصفها في الماء ونصفها الآخر على منصة مصنوعة من البرونز والإسمنت. وينتصب بالقرب من حدائق البينالي، ويُعد أحد التماثيل القليلة نسبيًا المخصّصة للنساء في إيطاليا.

Credit: Matteo Nason

وقال ناسون لـCNN إنه "كان يومًا جميلًا وشاهدنا شخصين يلتقطان الصور. ثم رأينا حركة غريبة، فهذه المرأة تسبح بهدوء".

وتابع "خلت أنها مجنونة لمجرّد أن تسبح في يوم شديد البرودة كهذا"، موضحًا: "لكنّي رأيتها بعد ذلك تحاول الخروج من المياه، عبر تسلّقها التمثال وهي ترتدي سروال داخلي سفلي فقط".

وأشار ناسون إلى أنها "وقفت على النصب، ثمّ غطست مجدًدًا في المياه باسترخاء تام"، مضيفًا: "صديقها وامرأة أخرى تجاوزا الحاجز، واتخذا من النصب موقعًا لالتقاط أفضل الصور لها. وقفا بجانب ملابسها التي تركتها على التمثال، تمامًا كما كانت لتفعل على الشاطئ".

واعتقلت الشرطة المرأة التي لم يتم الكشف عن اسمها. وقامت بتغريمها بدفع 350 يورو (400 دولار). واتهمتها بسلوك معاد للمجتمع، وحظروا دخولها إلى المدينة مدة 48 ساعة، ترافق مع غرامة منفصلة قدرها 100 يورو (113 دولارًا).

وعلّق ناسون بالقول إنه "كان أمرًا يصعب تصديقه، إذ تساءل السيّاح كيف يُعتبر ما قامت به مخالفًا للقانون"، لافتًا إلى أنه "لم يكن لديهم أدنى فكرة عما جرى".

وأوضح أنّ "الأمر أشبه بالذهاب إلى روما، والقفز داخل نافورة تريفي ثم القول: ماذا تقصد بأنّه لا يمكنك القيام بذلك"؟

ورأى ناسون أنه "في الإمكان قول أي شيء، فهم لم يقتلوا أحدا. عندما أسافر، لن أسارع للقفز داخل نافورة مياه عند رؤيتها. وإذا كنت في باريس أمشي بمحاذاة نهر السين، لن ألقي بنفسي في النهر. وإذا ذهبت إلى براغ وتخفّفت من ملابسي على نصب تذكاري وذهبت للسباحة، ألن يحدث شيء؟ الأمر يتعلق بالمنطق السليم المشترك. لماذا يقدم الناس على هذه الأفعال في البندقية وليس في أي مكان آخر"؟

Credit: Giacomo Cosua/NurPhoto via Getty Images

وقال متحدث باسم الشرطة المحلية لـCNN، إنه وفقًا لتقريرهم، كانت المرأة مستلقية على النصب التذكاري، وتأخذ وضعية المرأة المقتولة بهدف التقاط صورة لها.

وعلّق: "أرادت أن يكون التمثال داخل اللقطة"، مشيرًا إلى اعتقاده بـ"أتخيل أنها اعتذرت".

ليس بجديد أن يتصرّف السياح على نحو سيء في البندقية. فقبل أسبوع واحد فقط، خلع رجل ملابسه وغطس في القناة الكبرى، ولم يُلقَ القبض عليه.

وغُرّم البعض وأجبروا على الخروج من المدينة لخرقهم أنظمة اللياقة. وفي الصيف الماضي، طُرد سائح اسكتلندي بسبب الغوص في القناة الكبرى قبالة جسر "أكاديميا" بعد ليلة صاخبة في الخارج. وطُرد ثنائي ألماني عام 2019، بسبب إعدادهما القهوة على موقد تخييم تحت جسر "ريالتو".

ورأى ناسون أنّ "الجلوس في ساحة سان ماركو وتناول البيتزا، أو تخمير القهوة، لأمر رائع نشر صوره على فايسبوك، لكن إذا تصرف 30 مليون سائح على هذا النحو، فستتحوّل البندقية إلى شاطئ أو موقع للتخييم".

وأضاف: "هذا يتجاوز الانزعاج الشخصي جراء حساسيتي تجاه النصب التذكاري الحربي. ربما لم يعلموا أن تمثال المرأة المستلقية يعود لإحدى المقاتلات اللواتي استشهدن. لكنها تعاملت مع البندقية على أنها شاطئ".

وخلص ناسون بالقول إنه "ليس لمجرد أن لديك الرغبة فقط للإقدام على أمر ما، يعني أنّ في وسعك القيام به".

نشر
محتوى إعلاني