الأردن يُعلن عن اكتشاف مصائد حجرية أثرية تعود إلى 7 آلاف سنة قبل الميلاد
عمّان، الأردن (CNN)-- أعلنت الحكومة الأردنية الثلاثاء عن اكتشاف أثري في منطقة البادية الشرقية الجنوبية ، يعود إلى 7 آلاف سنة قبل الميلاد، وينتمي إلى حقبة العصر "الحجري الحديث"، لمجتمع سُميت ثقافته بالثقافة الغسانية، حيث امتهن سكانه الصيد عبر "مصائد حجرية".
وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي عقده وزير السياحة والآثار الأردني نايف الفايز، قائلا إن الاكتشاف سجله فريق أردني فرنسي علمي مشترك، لمنشأة حجرية مؤلفة من أقدم مجسم معماري في العالم، وأقدم مخطط للمصائد الحجرية التي تعود إلى 7 آلاف سنة قبل الميلاد في جبال الخشابية في منطقة الجفر الواقعة في البادية الشرقية الجنوبية، وتنتمي للعصر الحجري الحديث.
وبيّن الفايز أن المنشأة تضم أيضًا، اثنين من الأحجار المنصوبة على أشكال بشرية قريبة من الحجم الطبيعي للإنسان، وأطلق عليهما اسم غسان وأبو غسّان، نسبة إلى مجتمع الثقافة الغسانية آنذاك.
وبحسب ما قالت وزارة السياحة في بيان رسمي تلقى موقع CNN بالعربية نسخة منه، فإن الاكتشاف يرتبط بممارسة طقوس دينية في منطقة البادية الجنوبية الشرقية.
وعثر الفريق العلمي في المنشأة، على عدد كبير من القطع الأثرية المختلفة، وعدد من المتحجرات البحرية، ودمى لحيوانات، وأدوات صوانية استثنائية، ومواقد مرتبطة بممارسة الطقوس الدينية.
ووفقًا للبيان، يعود هذا الاكتشاف إلى ثقافة جديدة سُميت بالثقافة الغسانية وهي ثقافة مجتمع الصيادين خلال العصر الحجري الحديث، الذين مارسوا الصيد الجماعي للغزلان باستخدام المصائد الحجرية الضخمة، كما اكتُشفت مخيمات تعود لهذه الثقافة بالقرب من المصائد الحجرية، حيث تشير هذه المخيمات إلى العديد من الأدلة التي تتعلق بالصيد الجماعي.
وأوضح الفايز أن الموارد الثقافية والمواقع الأثرية، تُعد مصادر تعكس الهوية والمعرفة التاريخية والقيم الثقافية التي تمكن الأفراد والمجتمعات من فهم ماضيهم بشكل أفضل لمواكبة حاضرهم والإعداد لمستقبلهم، مضيفًا: "تتمتع المواقع الأثرية في الأردن بقيمة إجتماعية وثقافية واقتصادية كبيرة على المستويين الوطني والدولي، فالمواقع الأثرية جزء لا يتجزأ من التاريخ والحضارة والهوية فضلاً عن كونها مواقع جذب سياحي".
ولفت الفايز إلى أن الأردن غني بالمواقع الأثرية مثل مدينة جرش الأثرية، ومدينة بترا الوردية، والقصور الصحراوية، وموقع عين غزال، الذي يُعد من أهم المواقع على المستوى العالمي، مضيفًا أن "قطاع السياحة يُعد ركناً أساسياً لإقتصاد المملكة، حيث تسعى وزارة السياحة والآثار جاهدة في تطوير المواقع السياحية والأثرية، وتأهيلها، وإستدامتها، وترويجها، وفق دراسات مخطط لها".
وقال مدير عام دائرة الآثار العامة الأردنية فادي بلعاوي، إن البلاد عبارة عن متحف مفتوح يحتوي على أكثر من 15 ألف موقع أثري، مضيفاً: "نحن اليوم جميعاً كوزارة سياحة وآثار ودائرة الآثار العامة وجامعة الحسين بن طلال والسفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي للآثار نفتح معاً وبشراكة مميزة حقبة زمنية عمرها 9000 عام".
ونشر المهندس المعماري الأردني عمار خماش على صفحته على "فيسبوك" منشورا قال فيه إن هذا الاكتشاف، "يجعل الأردن موطنا لأقدم بناء من صنع الانسان بهذا الحجم الضخم في العالم".
وأشار إلى أن الاكتشاف الذي شارك به البروفيسور الأردني محمد الطراونة، يُعد موقعا لأحد مصائد الحيوانات البرية الواقعة إلى الشرق من قاع منطقة الجفر، موضحًا أن هذه المصائد تتكون من جدران حجرية غير مرتفعة قد تمتد إلى عدة كيلو مترات، وبشكل محقان له فم متسع عادة من الشرق، ونهاية ضيقة عادة من الغرب تتجمع فيه الحيوانات الواقعة في المصيدة.
وبين خماش أن هذه المصائد التي يسميها علماء الاثار بـ"kites" تتواجد بأعداد كبيرة في الأردن في منطقة الأزرق والبادية الشمالية الشرقية وعبر الحدود في جنوب سوريا وشمال السعودية، لكن الأردن الأوفر حظا منها إذ تتواجد وتتقاطع بأعداد من العشرات وربما المئات.