كان مفضلًا لدى الملك المصري رمسيس الثاني.. مصور يفاجأ بوجود طائر بـ"قرون" في دبي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بينما كان المغامر الإماراتي، خليفة المزروعي، يفقد أمله في العثور على طائر البوم الفرعوني، نجح أخيرًا في رصده بعدسة كاميرته بعد مرور حوالي 3 أسابيع من البحث المستمر.
وبداية، لم يتوقع المزروعي أن يتمكن من العثور على هذا النوع من طائر البوم النادر، وتحديدًا في دولة الإمارات.
وعندما قرأ عن طائر البوم الفرعوني أكثر وأكثر، عرف بتواجده في البلاد، لكن خلال مواسم معينة.
وفي شهر فبراير/ شباط، وهو موسم التزاوج، يقترب طائر البوم الفرعوني من المناطق التي يوجد فيها الطعام والماء.
وحرص المغامر الإماراتي على البحث بين جميع أشجار الغاف في صحراء القدرة، بمدينة دبي.
وبالطبع، لم تكن عملية البحث سهلة. وتعدّدت الصعوبات التي واجهها المزروعي خلال رحلته البرية، أبرزها لون البوم الفرعوني المموه، وكثرة أشجار الغاف.
ليس ذلك فحسب، وإنما أيضًا صعوبة الوصول إلى الكثبان الرملية الشاهقة، والتي تستغرق أحيانًا ما بين نصف ساعة إلى ساعة لصعودها والعثور على طائر البوم الفرعوني.
وقال المزروعي، أثناء حديثه مع موقع CNN بالعربية: "عثرت على طائر البوم الفرعوني خلف بحيرات الحب في القدرة.. كانت صدمة.. وصلت إلى الشجرة فاقدًا أمل العثور عليه".
ويعيش طائر البوم الفرعوني بين الكثبان الرملية، وعلى الجبال المرتفعة، وأحيانًا داخل الكهوف المغلقة.
وفي غالبية الأحيان، يتواجد هذا النوع من الطيور على أشجار الغاف.
وإلى جانب دولة الإمارات، يمكن العثور عليه في الجزائر، وتشاد، ومصر، وإريتريا، والعراق، والأردن، والكويت، وليبيا، ومالي، وموريتانيا، والمغرب، والنيجر، وسلطنة عُمان، وقطر، والسعودية، والسنغال، والسودان، وتونس.
وبحسب موقع "Egyptian Geographic"، يتمتع طائر البوم الفرعوني بحاسة سمع قوية، تفوق حاسة البشر بـ10 مرات. ويُطلق عليه البعض "بومة بقرون"، لوجود ريش يشبه القرون فوق رأسه.
ويتميز البوم الفرعوني، الذي يتراوح طوله من 46 سنتيمترًا إلى 50 سنتيمترًا، بلونه الذهبي وعيونه البرتقالية أو الصفراء.
وأوضح موقع "Egyptian Geographic" أن أنثى الطائر تضع من 1 إلى 7 بيضات في المرة الواحدة.
ورغم أن الطائر لم تكن له مكانة بارزة في الديانة المصرية القديمة، إلا إنه كان ينال الاحترام ليحظى بشرف التحنيط، والتجسيد بإقامة تماثيل له، كما أنهم جعلوه حرفًا في اللغة الهيروغليفية، فكان رمزا لحرف "الميم".
وجاءت النقوش الفرعونية على جدران المعابد، لتظهر أن مكانته كانت أكبر في عهد "رمسيس الثاني"، الذي كان يعتبره طائره المفضل.
وبحسب ما ذكره موقع "Egyptian Geographic"، ربط المصريون القدماء بينه وبين الروح البشرية، فكان من المعتقد أن "روح المتوفى تتجول ليلًا في الجو على شكل طائر برأس بشرية، يشبه إلى حد كبير طائر البومة".
ويبقى هدف المزروعي تسليط الضوء على أهمية الحياة البرية، وواجبنا في الحفاظ عليها، وعدم قطع أشجارها لأنها تُعتبر موطنًا لهذه الطيور.
وفيما يتعلق بردود الفعل، تفاجأ المتابعون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بوجود هذا الطائر في دولة الإمارات، ما دفع المزروعي إلى رصد لقطات فيديو، والحديث عنه بشكل أكبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.