الحياة على الطريق..أمريكية تحول مقطورات السفر إلى منازل متنقلة أنيقة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من القدرة على الاستيقاظ في مكان مختلف كل يوم، والعيش والعمل في بعض أجمل الأماكن في العالم، إلى الشعور بالحرية المطلقة، لا عجب أن يحلم الكثير من الناس بالحياة على الطريق.
ولم تنجح الأمريكية كيت أوليفر في جعل الحياة على متن مقطورات السفر حقيقة واقعة فحسب، بل حولتها أيضًا إلى عمل تجاري.
أطلقت أوليفر شركة The Modern Caravan،"القافلة العصرية"، وهي شركة أخذتها إلى جميع أنحاء أمريكا أثناء إصلاحها لمقطوارت السفر القديمة من طراز Airstream.
والآن، نشرت أوليفر كتابًا يحمل عنوان "The Modern Caravan" كنوع من التأمل في الحياة على متن مقطورات السفر، يلقي نظرة على أسلوب حياة الأشخاص الذين أعادوا تجديد مقطوراتهم، كما يقدم نصائح حول كيفية تجديدها.
حياة أخرى
نشأت أوليفر في الغرب الأوسط من أمريكا، ولطالما شعرت بعدم الانتماء. وتقول: "لم أشعر أبدًا بأنتي أنتمي هنا، ولم تكن لدي طفولة سهلة".
وبدلاً من ذلك، هربت أوليفر إلى مخيلتها، واصفًة المكتبة المحلية التي كانت تزورها بالملاذ.
وكانت تهتم أوليفر بكتب الخيال، ثم ذات يوم وجدت كتبًا عن الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي، وقالت "كان هناك شيء في تلك الصفحات والصور يمكنني تخيل نفسي فيه".
وقد حصلت أوليفر على نمط حياة مختلف - وإن كان بطريقة مختلفة إلى حد ما عما كانت تتخيله، من خلال النظر إلى تلك الكتب في المكتبة.
"ماذا لو بعنا كل شيء؟"
في عام 2013، بدأت أوليفر وزوجتها إلين براس الحديث عن المستقبل، وقد أرادا شيئًا أكثر لهما ولابنتهما البالغة من العمر 4 سنوات، لكنهما لم يكونوا متأكدين تمامًا.
ذات صباح في عام 2014، عثرت أوليفر على بعض الصور لفرقة موسيقية في جولة، ويبدو أن أحد أفراد الفرقة كان لديه طفل وكان يصطحبه معه خلال تلك الجولة.
حينها أرسلت أوليفر رسالة نصية إلى براس وأخبرتها "ماذا لو بعننا كل شيء واشترينا مقطورة وسافرنا؟"، فأجابتها زوجتها بنعم.
وفي صباح اليوم التالي، ذهبت أوليفر إلى العمل للتخطيط لتغيير نمط حياتهما.
وفي عام 2014، لم تكن حياة مقطورات السفر الأمر شائعًا.
وعلى عكس الصور الساحرة على منصة إنستغرام، تحويل مقطورة سفر إلى منزل أنيق ليس مهمة سهلة.
وبعد 10 أشهر من البحث عن مقطورة سفر عتيقة، وجد الزوجان مقطورة يبدو أنها تتناسب مع إمكانياتهما المادية، وبمجرد أن قاما بعملية الاستكشاف الأساسية، وجدا أن هذا مشروع أكبر بكثير مما اعتقداه سابقًا.
وكانت الأسلاك الكهربائية والتصميم الداخلي للمركبة بحاجة إلى عملية تجديد ضخمة.
ولم يكن لدى أوليفر أي خبرة على الإطلاق في أعمال التجديد أو البناء، على عكس زوجتها.
وتتحدث أوليفر في كتابها عن الجهد البدني الشاق الذي غيرها جسديًا.
والأشخاص الذين يشاهدون الشكل النهائي للمقطورات المعدّلة أو يتصفحون كتابها، لن يتمكنوا من رؤية "العرق والدموع" التي تقول أوليفر إنها جزء من إعادة بناء المقطورة.
وعادةً ما يكون لدى المقاول الذي يبني منزلاً شخصًا للقيام بالأعمال الكهربائية، أو أعمال السباكة، أو الحوائط الجافة، أو الخزائن المخصصة ، أو الأثاث المخصص، إلا أن أوليفر وزوجتها يفعلان كل ذلك.
أما الشيء الوحيد الذي لم يفعلاه بعد هو التنجيد، وتقول أوليفر: "نستخدم الأدوات الكهربائية بسعادة، ولكن عندما يتعلق الأمر بآلة الخياطة، فإننا نحتاج إلى محترفين".
البداية الصعبة
استغرق الأمر عامًا لتجديد المقطورة التي أطلق عليها الزوجان اسم لويز. خلال ذلك الوقت، باعت أوليفر منزلها وانتقلت مع زوجتها إلى المقطورة، التي أصبحت منزلَا لهما.
وبعد 18 شهرًا، سافر زوجان برَا عبر الولايات في لويز، حيث أقاما في الصحراء وبجانب المحيط، ليعيشا حلم الحياة على الطريق.
وقد أدرك الزوجان أثناء تواجدهما على الطريق أن بإمكانهما القيام بعمل تجاري من خلال عمليات تجديد المقطورات.
وكانت الفكرة بسيطة تتمثل في الذهاب على متن مقطورتهما إلى منازل العملاء، حيث سيعملان على تعديل مقطورات العملاء على غرار مقطورتهما.
وفي الوقت الحاضر، مع انتشار حركة "الحياة على متن مقطورة السفر" والشركات التي تقدم خدمات مماثلة في كل مكان، كانت ستصبح المنافسة صعبة، لكن في عام 2017، كان الأمر أسهل.
وتقول أوليفر: "كان هذا الأسلوب في السفر في مهد انطلاقه، ولم يكن الكثير من الآخرين يفعلون ما كنا نفعله".
وقد سافر الزوجان عبر الولايات، بحلول هذا الوقت على متن مقطورتهما الثانية المعدلة، إلى منازل العملاء حيث عملا على تعديل المقطورات.
ومن المثير للاهتمام، أن معظم عملائهما كانوا من النساء.
ومع ذلك، تتحدث أوليفر في كتابها عن معاداة النساء ورهاب المثلية الجنسية أثناء العمل.
في الواقع، كانت إحدى التجارب التي واجهتها هي زوجتها سببَا في تخليهما عن نموذج العمل المتمثل في زيارة العملاء في مكان إقامتهم.
وفي أوائل عام 2019، أخبرهما أحد الأصدقاء عن مقطورة جديدة معروضة للبيع، وقال الزوجان على الفور إنهما يريدان شرائها لتجديدها ثم بيعها.
وبالفعل، قاما ببيع المقطروة الجديدة لامرأة من أجل أن توقف سيارتها على أرضها، كطريقة للعيش في سلام ووحدة والتعمق أكثر في نفسها"، حسبما ذكرته أوليفر في كتابها.
وخلال هذه الفصل الجديد من حياتها، طُلب من أوليفر أن تكتب عن الحياة على الطريق.
لذا استقلت هي زوجها مقطورتهما الثالثة التي أعادا ترميمها حديثًا وقضيا العام في الولايات المتحدة، لتصوير الأشخاص الذين كانوا يعيشون في مقطورات معدّلة. كانوا يتحدثون بالفعل عن احتمال الاستقرار مع ابنتهما، عندما ضربت الجائحة.
تقول أوليفر إن كوفيد-19 غير مسار خططتهما.
وتضيف: "لقد عدنا إلى الطريق عندما أغلق العالم. وكانت المخيمات تغلق، وكان الجميع يقول عودوا إلى المنزل، ولكن بالنسبة للرحالة، أين هو المنزل؟"
وبالفعل، أوقف الزوجان منزلهما المتنقل في الفناء الخلفي لمنزل والدي براس في كانساس، ومكثا هناك لبضعة أشهر، ثم قررا أنهما بحاجة إلى استوديو للقيام بأعمال التجديد لشركتهما.
وتقول أوليفر: "لم يكن البقاء في الفناء الخلفي لأهل زوجي خيارًا ، لذلك قررنا أنه حان وقت الاستقرار". وفي يونيو/ حزيران عام 2020، انتقل الزوجين إلى منزل في الغرب الأوسط.
ومن الواضح أن الطريق بالنسبة لأوليفر هو الحياة، وهي تريد أن تجلب تلك الحياة إلى المشاريع التي تعمل عليها لأشخاص آخرين. إذن كيف تغلف جوهر شخص ما في عربة نقل؟
وتقول: "لا يمكنني التصميم لشخص ما إذا كنت لا أعرف من يكون، أحب إجراء محادثات حميمة حقًا - نبدأ بكيفية عيشهم الآن فهذا أمر بالغ الأهمية - وبالنسبة للعملاء الذين يرغبون في استخدام العربة كمنزل، من المهم التعرف على على طريقة عملهم وتنقلهم عبر المساحات".
وتضيف: "أريد أن أعرف ماذا يفعلون في العمل، ما هو أسلوب عملهم. هل يفضلون الجلوس على الأريكة، على المكتب، هل يحتاجون إلى مساحة عمل منفصلة؟"
بمجرد التحدث عن الاحتياجات والأسلوب، تنتقل أوليفر إلى مرحلة التصميم، ويضيف الزوجان لمسات من توقيعهما مثل أبواب زجاجية بلورية تفصل مساحات المعيشة، والكثير من خشب الجوز لجلب الهواء الطلق إلى الداخل.
وتصف أوليفر نفسها بأنها من أشد المؤمنين بقوة الخروج على الطريق.
تقول: "عندما خرجت للمرة الأولى، وكنت بعيدة جدًا عن الغرب الأوسط وكل ما ترعرعت فيه، كان بإمكاني أن أتنفس ورؤية نفسي للمرة الأولى".
وتتابع: "استطعت أن أرى من أكون لأنه كان لدي المكان والوقت للتفكير في الأمر. أعتقد أن الكثير من الناس يعتقدون أنه هروب من الواقع".
وتضيف: "ذهبت للهروب من حياتي التي لم أكن أريدها، أعتقد أن الناس يذهبون لمعرفة أنفسهم بعيدين عن كل ذلك. أعتقد أننا بحاجة إلى الجلوس في هذا الهدوء."