جزيرة غير مأهولة في الكويت ستُدخلك بـ "كبسولة زمنية" للماضي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "إذا قمت بزيارة جزيرة فيلكا اليوم، فستدخل في كبسولة زمنية إلى الماضي.. أجدها سريالية وحزينة وجميلة"، هذا ما قاله الفنان الكويتي، محمد سليمان الكوح، أثناء حديثه مع موقع CNN بالعربية.
بداية، لم يستطع الكوح تفسير سبب شعوره بالانجذاب تجاه الجزيرة. ومع مرور الوقت، أدرك أن هناك تغيرات سريعة تحدث حاليًا، وتمحو جزءًا من تاريخ الكويت، من خلال هدم غالبية المباني التي تم تشييدها.
ونظرًا إلى أن كل شخص يحمل مسؤولية موهبته، قرّر الفنان الكويتي أن يرصد جميع المنازل من العصر الحديث بعدسة كاميرته.
وقد لا يتمكن الكوح من إنقاذ المنازل من الهدم، لكنه استطاع تسجيل وجودها.
وفي حال سؤال الأحفاد عن مكان إقامة عائلاتهم بعد 100 عام من اليوم، سيكون هناك دليل وسجل من الصور الفوتوغرافية التي تعكس الحياة سابقًا.
وتقع الجزيرة في الكويت على بعد حوالي 30 كيلومترًا من مدينة الكويت.
وبحسب وكالة الأنباء الكويتية، تُعد جزيرة فيلكا مركزًا تراثيًا وحضاريًا عالميًا فريدًا، لما تحويه أرضها من مواقع أثرية تمثل حقبًا تاريخية مثيرة للاهتمام.
وكانت الجزيرة حلقة وصل ما بين الممرات التجارية والثقافية بين حضارات شمال الخليج وجنوبه، وتضم بين جنباتها 45 موقعًا أثريًا.
واكتُشف في الجزيرة منذ بداية الأعمال الاستكشافية والتنقيبية، التي انطلقت عام 1958، العديد من المواقع الأثرية والمستوطنات البشرية التي تؤكد أهمية موقع الجزيرة الاستراتيجي على الطريق التجاري البحري.
وأوضح الكوح أن الجزيرة تُعد غير مأهولة حاليًا، حيث يزورها بعض العائلات التي كانت تعيش هناك.
ويذهب بعض الكويتيين والزوار إلى هناك في رحلة ليوم واحد، حيث يوجد بها العديد من المواقع الأثرية.
وتحتوي الجزيرة على العديد من طبقات التاريخ التي يمكنك رؤيتها بعينيك من 3 آلاف عام قبل الميلاد حتى عام 1990.
وبعد غزو الكويت عام 1990، تم تهجير سكان فيلكا إلى بعض المناطق في الكويت، وذلك عندما توقف الزمن في الجزيرة.
ومن بين التحديات التي واجهها الفنان الكويتي هي صعوبة العثور على مكان للعمل والإقامة هناك، ما دفعه إلى تقصير فترة تواجده بالجزيرة.
واستمر المشروع على مدار عام ونصف.
وشمل ذلك البحث في التاريخ والتخطيط بدقة لكيفية توثيق أكثر من 400 منزل في الجزيرة.
ومنذ بداية المشروع، كان هناك تفاعلًا مشجعًا من الناس على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأحب الكوح الطريقة التي تعرّف بها بعض الأشخاص إلى منازل عائلاتهم، حيث تفاجأوا بما شاهدوه.
وكان لدى البعض الآخر فضولًا لمعرفة المزيد من المعلومات عن الجزيرة.
ولم ينته المشروع حتى الآن، حيث نشر الكوح ما يمكن اعتباره عرضًا جزئيًا للمشروع، والذي سيتم عرضه كاملًا في أحد المعارض بالمستقبل.