فوق السحاب..مغامر يسير على حبل معلق بين منطادين على ارتفاع 1860 مترًا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في مقطع فيديو يحبس الأنفاس، استطاع مغامر برازيلي تحطيم الرقم القياسي العالمي بعد السير على حبل معلق بين منطادين على ارتفاع 1860 مترًا فوق سطح الأرض.
ويظهر في الفيديو، رافاييل بريدي، البالغ من العمر 34 عامًا، يوازن نفسه مستخدمًا ذراعيه على حبل رفيع في سماء مدينة برايا غراندي بموطنه البرازيل.
وعلى ارتفاع 1860 مترًا، سار عاشق تجارب الأدرينالين حافي القدمين للعبور إلى منطاد آخر، عندما حطم الرقم القياسي لأعلى سير على حبل مشدود بأكثر من ضعف ارتفاع أطول مبنى في العالم، أي برج خليفة الذي يبلغ ارتفاعه 828 مترًا.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، يقول بريدي إنه يبحث باستمرار عن التجارب والأحاسيس الجديدة، مشيرًا إلى أن تجربة العبور بين منطادينK تجعلك تشعر وكأنك تطفو فوق السحاب.
ويضيف: "كنت أبحث بالضبط عن هذا الشعور بالحرية المطلقة الذي يأتي من التواجد بعيدًا عن الأرض وفوق السحاب".
وعلى عكس ما هو متوقع، كانت هذه أول مرة يصعد فيها بريدي على متن منطاد، وكانت تجربة لا تصدق، على حد تعبيره.
وحطم بريدي الرقم القياسي العالمي لأعلى سير على الحبال فوق مدينة برايا غراندي جنوب البرازيل، والتي يصفها بريدي بأنها "مدينة مليئة بالجمال الطبيعي وتحيط بها أكبر سلسلة كانيون في البرازيل"، مما يخلق الظروف المثالية لتسجيل رقمًا قياسيًا بهذا الحجم، حسبما ذكره.
ورغم أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها شخص العبور من منطاد إلى آخر بالسير على الحبل، إلا أن بريدي فعل ذلك بشكل مختلف، من خلال تحطيم الرقم القياسي العالمي لأعلى ارتفاع وتصوير العملية برمتها بطريقة سينمائية ترقى إلى كل جوانب الجمال والسريالية لهذه المغامرة.
ويُوضح: "أعتقد أن هذه التفاصيل إلى جانب الظروف الجوية الملائمة للغاية هي التي جعلت منها مغامرًة فريدًة لا تُنسى".
ومن أجل الاستعداد لهذا المغامرة، يشرح بريدي أنه يقوم بممارسة رياضة المشي على الحبال حوالي ثلاث أو أربع مرات كل أسبوع في المنزل، وفي مواقع أخرى في مدينته.
كذلك، يمارس بريدي العديد من الرياضات الأخرى مثل ركوب الأمواج، والتسلق، والجري، وركوب الأمواج شراعيًا، ليحافظ على لياقته البدنية في أفضل حال.
ويؤكد أن كل ذلك يحتاج إلى الانسجام مع حالته النفسية المدرّبة على الوفاء بالتزاماته اليومية.
ولم يكن هناك تدريب محدّد يوجب ممارسته لخوض هذه المغامرة بخلاف روتين التدريب العادي، وفقًا لما ذكره بريدي، مشيرًا إلى أنه يتحرى الدقة العالية في جميع معايير السلامة.
ومارس بريدي سنوات طويلة من الدراسة والممارسة الآمنة في رياضات المغامرة، إذ يقول: "أنا خبير أمني ما يجعلني قادرًا على إنشاء هذه المشاريع المبتكرة ضمن جميع الإجراءات الأمنية للحفاظ على نزاهتي".
وعن المشاعر التي انتابته وهو معلق بين السماء والأرض، يشير إلى أنه شعر بمدى الامتياز الذي حظي به ليكون قادرًا على خوض هذا المغامرة من هذا الارتفاع.
ويُوضح أن الخوف لم يكن الشعور الذي تملكه في تلك اللحظة، بل كان الفرح الهائل من تحقيقه مثل هذه المغامرة الجريئة.
ويتذكر بريدي مدى التركيز على خطواته ، ويضيف: "لا يمكنني تذكر أي فكرة أخرى أثناء المشي على الحبل".
ويُعد الاستعداد النفسي بذات القدر من الأهمية لإتمام هذه المغامرة، إذ يرى بريدي أنه "لا فائدة من أن تتمتع بقوة جسدية واتزان إذا لم تكن مدركًا لما تُقدم عليه".
ويضيف: "كثيرًا ما أقول إن التوازن النفسي يعد الأهم بينهما. ومن أجل الحفاظ على توازن نفسي ممتاز، أقوم بممارسة اليوغا، وأفي بالتزاماتي، كما أحافظ على علاقة متنامية وصحية مع المجتمع ومع عائلتي".
ويتابع: "هذه هي الطريقة التي أقوم فيها بتهيئة بنفسي لأتمكن من التعامل مع الضغط والتوقعات لمثل هذه المشاريع المهمة".
وأثار مقطع الفيديو الذي شاركه ردود أفعال متباينة، بين معجبين ومعارضين. وأشار بريدي إلى أنها ردود فعل متوقعة عند القيام بعمل غير مألوف وخارج كليًا عن خيال غالبية الناس، موضحًا: "يعتقد غالبية الناس أنني مجنون كليًا. إنهم ليسوا مخطئين، لكنني أُعدّ مجنونًا واعيًا مع الكثير من الدراسة والتفاني".
ويضيف: "أنا حقًا أحب هذا التبادل مع عامة الناس، فهو يحفزني كثيرًا ويساعدني أيضًا على الاقتراب من هؤلاء الأشخاص، وفهم ما يدور في رؤوسهم".