عبارة جديدة ظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. ما معنى "السفر الانتقامي"؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مع قيام المزيد من البلدان بإعادة فتح حدودها أمام السياح المتحمسين، ظهرت عبارة جديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهي "السفر الانتقامي".
واستُخدم هذا المصطلح لوصف الرحلات المتنوعة التي تتراوح من لم شمل العائلات، والإجازات الكبيرة المليئة بالرفاهية، إلى العودة لزيارة الأماكن المفضّلة، ما يؤدي إلى طرح السؤال التالي: ما هو السفر الانتقامي بالتحديد؟
ولدى معنى "الانتقام" دلالة سلبية بشكلٍ عام، وهو أمر يتعارض مع مشاعر البهجة التي يشعر بها الكثير من الأشخاص نتيجة الاستمتاع بإجازتهم الأولى منذ أكثر من عامين.
وربما يمكن تفسير "السفر الانتقامي" على أنه انتقام من الجائحة، أو من فيروس "كوفيد-19" ذاته.
ما هو السفر الانتقامي؟
ونشأ مصطلح السفر الانتقامي "في عام 2021 عندما بدأت الوجهات في إعادة فتح حدودها مجددًا، وقرر الأشخاص التعويض عن الوقت الضائع"، بحسب ما ذكرته نائب رئيس الجمعية الأمريكية لمستشاري السفر (ASTA)، إيريكا ريختر.
وتتفق ريختر مع المشاعر العامة وراء هذا المصطلح، حتّى لو لم تكن تستخدمها بنفسها.
وأكّدت ريختر أن المصطلح طريقة أخرى لنقول إن "الحياة قصيرة. وأرغب بحجز تلك الرحلة، وقضاء المزيد من الوقت مع العائلة، والتواصل مع الإنسانية والطبيعة. وأريد استكشاف العالم، والبحث عن التجارب التي تُشعرني بأنني على قيد الحياة".
وليست ريختر الشخص الوحيد في قطاع السياحة التي تناضل لمعرفة كيفية التحدث عن "السفر الانتقامي" كصيحة.
ويرى محرر مجلة "ويتش؟"، روري بولاند، أن كلمة "انتقام" لا تلائم ما يتمحور السفر حوله، فهي "قبيحة"، وفقًا لما ذكره لـCNN.
ومع ذلك، إلا أنه يعترف أن العبارة كوّنت صلة مع الأشخاص بشكلٍ واضح.
وقال بولاند: "ما يُحاول (المصطلح) التعبير عنه، على ما أعتقد، هو رغبة العديد من الأشخاص بالسفر مجددًا لرؤية أماكن جديدة، والتعرّف على أشخاص جدد بعد فترة ساكنة وكئيبة".
الأشخاص الذين يقومون بالسفر الانتقامي
وسواءً استخدموا مصطلح "السفر الانتقامي" أم لا، أفاد العديد من المسافرين أنهم قاموا بأول رحلة طويلة لهم منذ بداية الجائحة، ومنهم ديبورا كامبانيارو، والتي تعيش في كولومبيا البريطانية في كندا.
وتقاعدت كامبانيارو من وظيفتها في مجال الخدمات الاستثمارية بعد أكثر من 30 عامًا أثناء الجائحة، وتطلّعت للذهاب في إجازة احتفالية طويلة مع زوجها.
وسافر الثنائي في رحلة جماعية إلى نيبال في عام 2016 لعبور بعض من أعلى القمم في البلاد.
وأحب الزوجان الرحلة لدرجة أنهما خططا العودة إلى نيبال، وفي مسار مُصمم خصيصًا لهما هذه المرة.
وعَنَت عمليات الإغلاق المرتبطة بالجائحة، والصعوبات المرتبطة بالطقس، أنهما اضطرا لتأجيل الرحلة عدّة مرّات.
وأخيرًا، تم تأكيد الرحلة المُنتظرة في سبتمبر/أيلول من عام 2022.
كما تتطلع بريتني دارسي المُقيمة في ولاية رود آيلاند الأمريكية إلى رحلة أفسدتها الجائحة.
ولطالما حلمت دارسي، البالغة من من العمر 26 عامًا، بالذهاب إلى العاصمة الفرنسية باريس منذ أن كانت طفلة صغيرة تشاهد فيلمها المفضل "سابرينا".
ولكن أُلغيت رحلتها الصيفية لعام 2020 مع حبيبها بسبب "كوفيد-19".
والآن، قامت دارسي أخيرًا بإعادة جدولة إجازتها، مع تخطيطها للمزيد من المحطات، وبعض التحسينات.
وستقضي دارسي أسبوعين في فرنسا وإيطاليا بدلاً من 5 أيام في باريس فقط، وأكّدت: "جعلني كوفيد أقل اقتصادًا. ونحن نعيش مرّة واحدة فقط، ولذلك من الأفضل أن أنفق أموالي على التجارب".
التعويض عن الوقت الضائع
ومع طرح اللقاحات، وإعادة فتح الحدود، يتوق الأشخاص في جميع أنحاء العالم للسفر مرة أخرى.
وتتعقب شركة "Expedia" لحجوزات السفر بيانات البحث عبر الإنترنت المتعلقة بالسفر والسياحة.
ووجد استطلاع أجرته "Expedia" أن 60% من المستهلكين يخططون للسفر محليًا، مع تخطيط 27% للسفر دوليًا في عام 2022.
والعديد من هؤلاء المسافرين على استعداد لإنفاق المزيد من المال من أجل إجازة أكثر مما كانوا ينفقونه في الماضي.
وتعني الإقامة لمدة عامين تقريبًا في المنزل توفير بعض الأشخاص للمال، وتمكّنهم من إنفاق المزيد للاستمتاع بفنادق أكثر فخامة، وتذاكر طيران من الدرجة الأولى، أو تجربة باهظة يمكن القيام بها مرّة في العمر.
وإلى جانب ذلك، غيّرت المزيد من الشركات سياسات العمل عن بُعد بشكل دائم بعد الجائحة.
وأظهر استطلاع من "Pew" نُشر في فبراير/شباط أن 60% من العمال الذين يمتلكون وظائف يسهل القيام بها من المنزل قالوا إنهم يرغبون في العمل من المنزل طوال الوقت، أو في غالبية الوقت، عند انتهاء الجائحة.
وبالنسبة للبعض، لا يعني العمل من المنزل البقاء في البيت بالضرورة، إذ قد يعني حجز منزل خلال منصة المشاركة المنزلية "Airbnb" في بلدٍ آخر، وقضاء عدة أسابيع هناك أثناء المزج بين العمل والسفر.
وبدأت بعض الوجهات في جذب الموظفين عن بُعد، وعرضت جزر كاريبية مثل باربادوس وأنغيلا تأشيرات خاصة للعمال عن بُعد كوسيلة لتعزيز السياحة.