أمريكيان يشتريان قصرًا يتكونّ من 48 غرفة في فرنسا.. ما خطتهما؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد قضاء عدّة أعوام في تجديد منزل في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، كان آخر ما خطر في بال المصمم الغرافيكي مارك غوف هو العمل على مشروع كبير آخر.
ولكنّه شعر بالفضول عندما ظهرت أمامه مدونة تتمحور حول تجديد قصر مُدمّر في فرنسا على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص به.
وقبل أن يُدرك ذلك، كان غوف يبحث عن سعر القصر، ويحدّد مدى السرعة التي يمكنهما فيها مع شريكه بيع المنزل، والانتقال إلى أوروبا.
ورغم أن بعض الأشخاص قد يحتاجون للقليل من الوقت للتفكير في احتمال شراء ممتلكات مُهملة ضخمة، والهجرة إلى بلدٍ أجنبي، إلا أن شريك غوف، وهو مهندس البيانات فيليب إنجل، لم يتطلّب الكثير من الإقناع.
وقال غوف لـCNN: "كان (إنجل) في مكالمة جماعية"، مضيفًا: "أدرت شاشتي، وقلت له: هل ترغب بشراء قصر في جنوب فرنسا، وترميمه، وإنشاء فندق صغير، أو مكان ترفيهي؟".
وواقف إنجل عن طريق رفع إبهامه للأعلى بعد ثوانٍ قليلة فقط من النظر للصور على شاشة غوف.
عملية شراء تاريخية
وبدأ غوف في البحث عن تذاكر الطيران بعد عودة إنجل لمكالمته الجماعية.
وبمجرّد اتخاذ القرار، تبقّت مهمة صغيرة تمثّلت في إنهاء العمل على منزلهما في كاليفورنيا، وعرضه في السوق، وبيعه، ثم العثور على القصر المناسب، وبدء عملية الانتقال إلى بلدٍ أجنبي.
وقبل المخاطرة، قام الشريكان برحلتين "استكشافيتين" إلى فرنسا بحثًا عن القصور الفرنسية المعروضة للبيع لمعرفة ما هو متاح لهما.
ولكن استغرق الأمر بضعة أعوام لترتيب شؤونهما، وأخّرت جائحة "كوفيد-19" انتقالهما بشكلٍ أكبر.
ومُنح غوف وإنجل تأشيرة دخول في نهاية عام 2020، وانتقلا إلى جنوب فرنسا في ديسمبر/كانون الأول بينما كانت البلاد لا تزال في فترة إغلاق.
وعندما بدأت الحياة بالانفتاح والعودة تدريجيًا، تمكّن الاثنان من رؤية العقارات، مع تركيز بحثهما في غيرز، وهي منطقة ريفية في جنوب غرب فرنسا.
ولسوء الحظ، فشل خَيارهما الأصلي، ولكنهما سرعان ما وجدا قصرًا تاريخيًا مُدرجًا للبيع في قرية أفينساك الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها أقل من 50 نسمة.
وقال غوف: "لقد وقعنا في حبها"، مضيفًا أن "القصر بحد ذاته مذهل".
"أسياد القصر"
وأصبح الاثنان "أسياد القصر" في سبتمبر/أيلول من عام 2021.
وبلغت كلفة قصر "أفينساك"، الذي تبلغ مساحته حوالي 1،200 متر مربع، مع تمتّعه بـ3 هكتارات من الأرض تقريبًا، حوالي 1.2 مليون دولار مع الضرائب.
ويعود تاريخ الصّك الذي وقعا عليه إلى حوالي 700 عام.
ووفقًا لما ذكره غوف، كان أصحاب القصر ثلاثة أشقاء ورثوا العقار من والدهم الذي كان نبيلاً فرنسيًا.
ورغم أن القصر بُني في أوائل القرن الـ19، إلا أنه تم تشييده في موقع قصر أقدم يعود تاريخه إلى القرن الـ14.
ويضم القصر ما يقرب من 48 غرفة، بما في ذلك غرفة البلياردو، ومكتبة.
ويتمتع غوف وإنجل بخطط كبيرة للقصر الذي يحتاج إلى الكثير من العمل.
ولا يتمتع أي منهما بأي خبرة كبيرة في مجال الضيافة، ولكنهما لا يفتقران إلى الأفكار.
وأوضح غوف: "لا نرغب بإنشاء فندق صغير فقط يأتي إليه الأشخاص، ويقضون فيه الليل"، مضيفًا أن الهدف يكمن في ترتيب فعاليات مثل الطهي، وركوب الدراجات، والإبحار، وحتّى الكتابة الإبداعية.
وأشار غوف إلى أن: "كل أسبوع سيتمحور نوعًا ما حول أمر معيّن. ويتعلّق كل شيء بالتجربة. والخيال هو الجزء الأكثر أهمية".
ويعتقد الإثنان أن القصر سيكون مكانًا مثاليًا لحفلات الزفاف.
أعمال الترميم
ولترك انطباع جيّد، دعا الشريكان جيرانهما الجُدد للاحتفال في اليوم الذي وقعا فيه على الصّكوك.
وشعر الجيران بالسعادة عندما فتح الشريكان أبواب القصر لهم ليتمكنوا من استكشافه، كما استضاف غوف وإنجل حفلة هالووين للقرية بأكملها، وهما يرغبان بجعل السكان يشعرون بأنهم جزء من تجربة القصر.
ويخطط الشريكان للقيام بغالبية "العمل الأساسي" في القصر بأنفسهم، وسيوظّف غوف وإنجل حرفيين للتعامل مع البنية التحتية فيه.
ودونّ الشريكان مغامرات التجديد الخاصة بهما على مدونتهما "At the Chateau"، وأطلقا أيضًا قناة على موقع "يوتيوب"، حيث يخططان للقيام ببثٍ مباشر من القصر.