"مسار إبراهيم".. تجربة تستحضر رحلة أسطورية حصلت قبل آلاف الأعوام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من الأردن، مرورًا بالأراضي الفلسطينية، إلى تركيا، يحتضن هذا المسار في الشرق الأوسط تجارب ساحرة تستحضر الرحلة الأسطورية التي خاضها النبي إبراهيم قبل آلاف الأعوام.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قالت المديرة التنفيذي لمنظمة "مبادرة مسار إبراهيم" (Abraham Path Initiative) غير الربحية، أنيسة مهدي: "قصة إبراهيم حاضرة في جميع أنحاء غرب آسيا وشمال أفريقيا. وهي قصة عائلة سافرت عبر هذه المنطقة، وأظهرت كرم الضيافة، والطيبة للغرباء".
ورغم استحالة تحديد مسار دقيق للرحلة الأسطورية، إلا أنه تم وصف أمثلة على كرم إبراهيم في مدن حلب، والخليل، وسيناء، وحتّى مكة.
ويهدف هذا المسار إلى زيادة التواصل بين شعوب المنطقة، والسكان المحليين، والمسافرين العالميين.
وأكّدت مهدي: "نتصور مستقبلًا تُعرف فيه هذه المنطقة الغنية ثقافيًا والمعقدة كمكان للمشي، والتواصل، والتخاطب".
وتشجّع مبادرة "مسار إبراهيم" (Abraham Path Initiative) المشي في الشرق الأوسط كأداة للتنمية الاقتصادية، ولتعزيز الصداقات في وجه الانقسامات الصعبة في عصرنا هذا.
ومنذ عام 2007، عملت المنظمة مع شركاء محليين لتحفيز إنشاء ألفي كيلومتر من مسارات المشي.
لعشاق السفر البطيء
ومن الإقامة مع عائلة مضيفة، وتأدية الأغاني البدوية حول نار مخيم، إلى مساعدة المزارعين المحليين في الخريف، يحتضن هذا المسار العديد من التجارب الرائعة.
وتُعتبر التجارب عبر المسار عبارة عن "سفر بطيء"، بحسب تعبير مهدي، إذ يسمح للأشخاص التمتع بالوقت الذي يحتاجون إليه للحصول على تجربة حقيقية وغامرة.
وقالت مهدي: "يتيح المشي للأشخاص رؤية أنفسهم والآخرين بامتنان جديد. الأمر الذي يتحدى حواسنا، وعضلاتنا، وروحنا".
ويتم تشجيع الزوار على توظيف مرشدين محليين لاصطحابهم عبر البلدات لتناول الغداء، أو شرب كوب من الشاي، كما يتم تشجيعهم أيضًا على الإقامة مع العائلات الموجودة ضمن المسار.
تجارب لا تُنسى
وهناك تنوع واسع في الثقافة والمناظر الطبيعية في جنوب غرب آسيا، ويتفاجأ الكثير من الأشخاص بالعثور على حقول من الزهور في فصل الربيع، وأشجار محملة بالفاكهة في الخريف.
ويندهش الزوار بالأعمال الفسيفسائية التي تُظهر الأسود والغزلان، والتي تعود للعصور اليونانية، والرومانية، والبيزنطية، والعثمانية.
وفي هذا المسار، يمكن للأشخاص المشاركة في نزهات مشي تستمر ليوم واحد، وقد يمشي آخرون لمدة 5 أيام أو أسبوع، مع المكوث مع إحدى العائلات، أو في بيوت الضيافة، أو التخييم على طول الطريق.
ويختار آخرون رحلات تستمر لعدة أسابيع، ويعتمد الأمر على كل شخص.
وهناك الكثير من المحطّات التي لا ينبغي تفويتها في المسار، وهي تتضمن المناظر الطبيعية الخلابة لمحمية ضانا في الأردن، ووادي رم.
وفي جنوب القدس، سيتعرّف الزوار على قرية بتير ومدرجاتها المُدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وعند المرور بسيناء، سيلقى الزوار ترحيب البدو وحسن ضيافتهم، وسيستمتعون بتناول الأسماك الطازجة التي يتم اصطيادها من البحر الأحمر، في الصحراء تحت النجوم.