كم يجب على السياح أن يدفعوا مقابل الدخول إلى أحد أكبر المعابد البوذية في العالم بإندونيسيا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدو أن زيارة أكبر معبد بوذي في العالم على وشك أن تصبح باهظة الثمن.
ومن المقرّر أن يخضع معبد بوروبودور، الذي يُعد أحد أشهر مناطق الجذب في إندونيسيا، لارتفاع كبير في الأسعار قريبًا من قبل السلطات الحكومية في محاولة "للحفاظ على الثروة التاريخية والثقافية" في البلاد.
وأعلن الوزير المنسق للشؤون البحرية والاستثمار في إندونيسيا، لوهوت بنسار باندجيتان، في منشور عبر حسابه الرسمي على موقع "إنستغرام"، بتاريخ 4 يونيو/ حزيران، أنه تم الاتفاق على الحد من حصة السياحة إلى 1200 شخص في اليوم بتكلفة 100 دولار للسياح الأجانب و750 ألف روبية (71 دولارًا) للسياح المحليين.
وفي الوقت الحالي، يدفع السياح الذين يزورون المعبد رسومًا ثابتة قدرها 25 دولارًا للفرد.
ووفقًا للقواعد الجديدة، سيتعيّن على الأجانب أن يرافقهم مرشد محلي في جميع الأوقات أثناء زيارة معبد بوروبودور.
وكانت هناك خطط لإدخال حافلات نقل كهربائية للسياح للتنقل حول المعبد والمناطق المجاورة.
وأوضح لوهوت: "نقوم بذلك لخلق وظائف جديدة مع زيادة الشعور بالانتماء في هذه المنطقة حتى يستمر الشعور بالمسؤولية عن المواقع التاريخية في الازدهار لدى جيل الشباب في المستقبل".
وأضاف: "إننا نتخذ هذه [الخطوات] فقط من أجل الحفاظ على ثراء تاريخ وثقافة الأرخبيل."
ويُعتقد أن تاريخ بناء معبد بوروبودور، الذي يقع بالقرب من مدينة يوجياكارتا في مقاطعة جاوة الوسطى بإندونيسيا، يعود إلى القرن التاسع، وقد بقي محفوظًا من خلال الخضوع للعديد من عمليات الترميم.
وأدرج المعبد كموقع تراث عالمي لليونسكو في عام 1982، واجتذب عشرات الآلاف من الزوار يوميًا قبل انتشار جائحة فيروس كورونا.
وبتسعة منصات مكدسة تعلوها قبة مركزية كبيرة محاطة بتماثيل بوذا، يعد المعبد مثالًا بارزًا على العمارة البوذية الجاوية.
وغالبًا ما يقارن معبد بوروبودور بموقع ديني آخر مترامي الأطراف، هو مجمع معابد أنغكور وات في كمبوديا.
ويتميز مجمع المعبد الكمبودي بأسلوب وتاريخ مختلفين، إلا أنه يتطلب أيضًا أن يرافق جميع الأجانب مرشدًا مرخصًا من الحكومة، كما يشهد ارتفاعا في أسعار تذاكر الدخول إليه بشكل دوري لغير الكمبوديين.
وقوبل رفع أسعار تذاكر دخول معبد بوروبودور الذي اقترحته الحكومة الإندونيسية برد فعل عنيف سريع على الإنترنت.
ومن جهته، أكد ستيوارت ماكدونالد، المؤسس المشارك لموقع "Travelfish"، وهو موقع سفر متخصص في وجهات جنوب شرق آسيا، أن المسافرين الأجانب يمثلون "أقلية صغيرة" فقط من زوار معبد بوروبودور.
وقال ماكدونالد: "لقد ظهرت أهمية هذا الارتفاع في الأسعار فجأة ويبدو أنها غير مدروسة إلى حد ما".
وأشار ماكدونالد إلى أن "معبد بوروبودور يعتبر نقطة جذب رئيسية في إندونيسيا ويشار إليه بشكل متكرر على أنه من أبرز معالم جزيرة جاوة ... لذا يجب الحذر من المبالغة في أهمية السياح الأجانب في الجدوى المالية لبوروبودور".
وتابع: "قد يكون السؤال الأهم هو [ما إذا كان] السياح الأجانب سيقللون من الوقت الذي يقضونه في يوجياكارتا، أو يزيلون المدينة تمامًا من ضمن خطط سفرهم".
والجدير بالذكر أنه حتى مع ارتفاع الأسعار الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2017، شهدت مبيعات التذاكر في مجمع معابد معابد أنغكور وات قفزًة هائلة في ذلك العام - إذ وصلت إلى أكثر من 100 مليون دولار وجمحت مخاوف المراقبين من أن زيادة الأسعار ستثني الأجانب عن زيارة الموقع.
ولكن هل سيشهد معبد بوروبودور التأثير ذاته؟
وقال المرشد السياحي أدي ويجاستو لـCNN إن "الزيادة في أسعار التذاكر ستؤدي إلى ردع السياح من زيارة بوروبودور"، مضيفًا أن العديد من مرشدي المعبد قد فقدوا بالفعل مبالغ ضخمة من الدخل بسبب قلة السياح أثناء الجائحة.
وأوضح ويجاستو أنه لا يزال العديد منهم يتعافون من آثار الجائحة، مشيرًا إلى أنهم ظنوا أن إعادة فتح معبد بوروبودور ستكون بشرى سارة، إلا أن الحكومة زادت الأمور سوءًا.